1295431
1295431
العرب والعالم

توتر الوضع في عدن يؤجل قمة بالسعودية ترمي إلى تشكيل حكومة يمنية جديدة

19 أغسطس 2019
19 أغسطس 2019

هادي: اليمن سيظل عصيا على كل المؤامرات -

صنعاء- «عمان»-جمال مجاهد-(وكالات):-

قالت ثلاثة مصادر يمنية: إن رفض الانفصاليين في جنوب اليمن التخلي عن السيطرة على ميناء عدن أدى إلى إرجاء قمة مزمعة لبحث إعادة تشكيل الحكومة اليمنية التي أطاح بها جماعة «أنصار الله» بحيث تضم انفصاليين وإنهاء الوضع المتوتر.

وكانت السعودية قد دعت لعقد الاجتماع بعد أن سيطرت قوات انفصالية في العاشر من أغسطس الحالي على معسكرات ومؤسسات أخرى تابعة للدولة في المدينة الساحلية الجنوبية التي تمثل المقر المؤقت لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وأدت أزمة عدن إلى ظهور شروخ في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض ويحارب جماعة «أنصار الله» المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء. وفي الوقت نفسه صعّد «أنصار الله» هجماتهم عبر الحدود مستهدفين البنية الأساسية لصناعة النفط في السعودية.

وقال مسؤول يمني طلب عدم نشر اسمه «طُرح اقتراح تشكيل حكومة جديدة والتحالف يؤيده لكن ضم المجلس الانتقالي الجنوبي مرتبط بانسحابه الكامل أولا».

وامتنع التحالف عن التعليق على الأمور غير العسكرية. ولم يرد رد من وزارتي الخارجية أو المكاتب الإعلامية الحكومية في السعودية.

وقالت المصادر إن القوات الجنوبية ترفض حتى الآن الانسحاب من المعسكرات في الوقت الذي انسحبت فيه من المؤسسات الأخرى التابعة للدولة إذ أنها تعتقد أن ذلك سيضعف موقفها. وقالت حكومة هادي إنها لن تشارك في المحادثات إلى أن ينتهي «التمرد».

وقال المجلس الانتقالي الجنوبي: إن قواته ستحتفظ بالسيطرة في عدن لحين إبعاد حزب الإصلاح الإسلامي، الذي يمثل عنصرا رئيسيا في حكومة هادي، والشماليين عن مواقع السلطة في الجنوب.

وقال المسؤول ومصدر يمني آخر: إن أحد الخيارات التي يجري بحثها يتمثل في نقل صلاحيات رئاسية إلى نائب جديد للرئيس ليصبح هادي البالغ من العمر 73 عاما شخصية رمزية.

وقال مسؤول كبير في الخليج «سيكون من المفيد وجود نائب للرئيس يتمتع بالمسؤولية ويحظى بالتوافق». وأضاف أن من الضروري بقاء هادي للحفاظ على الحكومة المعترف بها دوليا.

وقال مسؤول يمني آخر «القوات الجنوبية قريبة بما يكفي من المواقع التي أخلتها بحيث يمكنها استعادة السيطرة عليها في أي لحظة. وهي تفوق القوات الأخرى في عدن عددا وعدة».

من جانبه أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي: أن يمن الحضارة و التاريخ وأصل العرب وعمقه الاستراتيجي سيظل عصيا على كل المشاريع والمؤامرات كما كان دائماً و أبدا.

جاء ذلك خلال ترؤس هادي امس في الرياض اجتماعاً استثنائياً للقيادات اليمنية ضم نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني ورئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية احمد الميسري ووزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي ،حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».

واستعرض الرئيس اليمني خلال الاجتماع جملة التطورات على الساحة الوطنية وتداعيات التمرد المسلح الذي شهدته العاصمة المؤقتة عدن من قبل التشكيلات الأمنية والعسكرية التابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي مستهدفة مؤسسات الدولة ومعسكراتها ومقراتها الأمنية بما يهدد وحدة وسلامة واستقرار الوطن وبما يخالف أهداف التحالف العربي لدعم الشرعية.

وثمن الاجتماع الجهود المخلصة التي تقودها المملكة العربية السعودية لإنهاء حالة التمرد الانفصالي وعودة الأمور إلى نصابها. ووجه الرئيس اليمني الحكومة بالانعقاد الدائم للتعاطي مع تداعيات هذا التمرد وإفشال كل ما من شأنه حرف البوصلة عن مواجهة التهديد الأساسي. والعمل على مضاعفة الجهود للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا اليمني في كل المناطق اليمنية.

وأكد الاجتماع على استمراره في متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية قائد التحالف العربي لدعم الشرعية بإنهاء التمرد وعودة الأمور الى نصابها من خلال انسحاب مسلحي التمرد من كل المؤسسات والمواقع والمعسكرات وعودة القوات الشرعية إلى مواقعها في العاصمة المؤقتة عدن وكذا عودة الحكومة و كل المؤسسات للعمل من داخلها لخدمة المواطن اليمني.

وأعلنت وزارة الداخلية (في الحكومة الشرعية)، تعليق العمل في الديوان العام للوزارة، ومصلحتي الهجرة والجوازات والأحوال المدنية التابعة لها، في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، بعد قرار مماثل لوزارتي الخارجية والنقل. وقالت الوزارة، في بيان نشره الموقع الرسمي لها: إن إعلان تعليق العمل، «يأتي عقب التمرّد المسلّح الذي قادته القوات التابعة، للمجلس الانتقالي الجنوبي، على الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وعلى مؤسساتها الرسمية في عدن وعطفاً على التوجيهات الصادرة من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، المهندس أحمد بن أحمد الميسري، التي قضت بتعليق العمل، في كل من الديوان العام للوزارة، والمصالح التابعة لها، في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك اعتباراً من 17 أغسطس الحالي، وحتى إشعار آخر».

وأضاف البيان «إن وزارة الداخلية، وهي تعرب عن أسفها البالغ للآثار المترتّبة، على اتخاذ هذا القرار، فقد أملته الظروف والدواعي الدستورية والقانونية، التي تتصل بواجباتها نحو المجتمع ومصالح أفراده، وتنوّه الوزارة بأن كل الإجراءات والتصرّفات بعد تاريخ وساعة صدور الإعلان، تعد غير قانونية ومعدومة الأثر، وتعرّض مرتكبها للمحاسبة». ودعا البيان «جميع الضباط والصف والأفراد، وكافة منتسبي الوزارة إلى الوقوف صفا واحداً، لمواجهة الانقلاب المسلّح، على الحكومة الشرعية ومؤسسات الدولة وإفشاله، امتثالاً لنداء الواجب وبرّاً بالقسم الوطني». وأشار البيان إلى أن وزارة الداخلية ستقوم بالإعلان عن استئناف العمل في مكتبها بالعاصمة المؤقتة عدن بعد عودة مؤسسات الدولة ومعسكراتها إلى وضعها السابق «قبل الانقلاب».

ميدانيا أعلنت جماعة «أنصار الله» أن «القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية»، أطلقت أمس صاروخاً باليستياً من طراز «نكال» محلّي الصنع، على تجمّع وعرض عسكري للقوات الموالية للشرعية في معسكر «ماس» بمحافظة مأرب (شرق صنعاء).

وأكد متحدّث القوات المسلّحة العميد يحيى سريع في بيان أن الصاروخ «أصاب هدفه بدقة عالية وأسفر عن مقتل وجرح العشرات من الضباط والجنود». مشيراً إلى «أن سيارات الإسعاف هرعت بشكل كبير لانتشال الجرحى والقتلى». وأشار إلى أن هذا الاستهداف «يأتي بعد عملية استخباراتية ورصد دقيق، حيث كانت القوات تحضّر للتصعيد باتجاه جبهات نهم وصرواح».

يذكر أن هذه هي المرّة الأولى التي يتم الكشف فيها عن صاروخ «نكال» الباليستي محلّي الصنع.