1293878
1293878
المنوعات

«هيا نكتب للأطفال».. حلقة عمل للخروج بمجموعة قصصية تُعزز مفاهيم التأمينات الاجتماعية

18 أغسطس 2019
18 أغسطس 2019

نظمت الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية حلقة عمل بعنوان (هيا نكتب للأطفال) بمكتبة الأطفال العامة، لتعزيز مستوى التعاون المشترك بهدف إثراء المعرفة لدى الطلبة الدارسين بمختلف المؤسسات التعليمية والأكاديمية بالسلطنة في مجالات التأمينات الاجتماعية.

وقال حسن بن قاسم البلوشي مدير مشروع إنشاء برامج تعاونية مع المؤسسات التعليمية والأكاديمية في السلطنة: إن فريق المشروع قد قطع شوطاً في هذا المجال يتمثل في التنسيق مع كل من: وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي، وزارة القوى العاملة وجامعة السلطان قابوس والصندوق الوطني للتدريب، والعمل على وضع محددات لآلية التعاون المشترك بين الهيئة والجهات الأخرى لتلبية متطلبات تضمين التأمينات الاجتماعية ضمن المناهج والأنشطة التعليمية. وأوضح البلوشي أن حلقة العمل «هيا نكتب للأطفال» تأتي كنشاط فرعي مكمل للمشروع الاستراتيجي، للخروج بمجموعة قصصية تُعزز مفاهيم التأمينات الاجتماعية لدى الناشئة، وهي مفاهيم موجودة في تراثنا الشعبي والعربي والإسلامي والعماني، ومن المؤمل أن تُسهم هذه المبادرة في رفد المكتبة العربية وكذلك رفد مصادر التعلم في مدارس السلطنة ضمن حزمة البرامج التعاونية مع المؤسسات الأكاديمية، ولتشكل داعما للمناهج الدراسية، وبلغ إجمالي المشاركين في الحلقة 20 شخصا من المهتمين والمساهمين في أدب الأطفال.

وأضاف البلوشي: إن محتوى الحلقة مكثف للمشاركين يحتوي على جوانب نظرية وعملية وتمارين تحفيزية لتدريبهم على أسس كتابة القصة الموجهة للطفل ضمن مراحل منهجية تتضمن: الفكرة، والمسودة، والمراجعة، والتحرير مع إعطاء التغذية الراجعة بعد إنهاء كل مرحلة. ومن خلال الحلقة قدمت الهيئة ورقة عمل حول أهم المحاور والتي من المؤمل التركيز عليها في قصص الأطفال من قبل المشاركين مثل التكافل الاجتماعي والادخار وحق الأجيال القادمة والأمن كونه حاجه إنسانية.

أما عن المستهدفين من حلقة العمل فأكد حسن البلوشي أن الهيئة أرادت من خلال هذه الحلقة أن تفتح المجال ليس فقط للكتاب ذوي الخبرة، وإنما أيضا للكتاب المبتدئين والمهتمين بأدب الطفل وللتربويين، وكذلك للباحثين الاجتماعيين والعاملين في مجال العمل الاجتماعي، واستطاعت الهيئة أن تستقطب عددا من المهتمين في الكتابة للأطفال الذين بلغ عددهم 39 مهتما، ليتم تأكيد حضور 20 منهم كحد أقصى ملائمة لظروف حلقة العمل وطبيعتها، وتُشكل حلقة العمل فرصة غنية لتتبنى الهيئة من خلالها بعض الإنتاجات القصصية المنتقاة فيحظى المشارك فيها بفرصة طباعة عمله ونشره.

وحول التقنيات المستخدمة في حلقة العمل وفاء الشامسية شاعرة وكاتبة وعضوة بمجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بفرع البريمي ومقدمة الحلقة: إن الحلقة ركّزت على تدريب المشاركين وتمكينهم من صياغة الفكرة القصصية التي تستند على مكوّنات أو عناصر القصة، فكانت الفكرة متضمنة للشخصيات، وللعقدة، وللحل في إطار زمانيّ ومكانيّ يجذب الطفل القارئ، ويقدّم له قصّة ماتعة وطريفة تتضمن ترجمة حقيقية للأهداف التي تسعى الهيئة لتحقيقها من خلال هذا المشروع. وتضيف: ارتكزت الوسائل التدريبية على استعراض لأدب الطفل، ومراحل تطوّره حتى وصل لشكله وموقعه الحالي، وبعدها الاطلاع على مجموعة متنوعة من قصص الأطفال، والقيام بتحليلها تحليلاً أدبياً وفنّياً للوقوف على معايير القوة والنجاح فيها، وتداخل مع هذه العملية تقديم المادة العلميّة المتعلقة باللغة والأسلوب والخصائص التي ارتبطت بكل من: الفكرة، والشخصيات، والأحداث، والعقدة، والحل وغيرها من العناصر التي تضمن بناء نص قوي محكم، ثم قراءة لمسوّدات الأعمال القصصية، وتقديم التغذية الراجعة بشكل مباشر، مع استقراء آراء المشاركين الآخرين حول ما كتبه زملاؤهم، فكانت هذه المشاورات مثرية وفي صالح الأعمال القصصية.

وقالت وفاء الشامسية: إن الحلقة انتهت بتسلّم أكثر من (25) نصّاً قصصياً، توزعت لتغطي مراحل الطفولة المختلفة، ولتقدّم تنوعاً حكائياً جميلاً فيما تم معالجته قصصياً. وبعد المراجعة والتنقيح فإن الأعمال المرشّحة التي ستطبع كقصص مفردة لم تتجاوز العشر قصص، بينما ستحوّل الأعمال الأخرى إلى (كوميكس) يُنشر بالتعاون مع مجلات الأطفال المتاحة في السلطنة.

وتضيف: أما المتدربون فقدّموا أفضل ما لديهم من خلال جلسات العصف الذهني، وتمرينات التخييل، وكتابة السيناريو القصصي، فجاءت الأعمال متّسمة بالاتساق الداخلي والفكري، ومبنية على أساس فني جميل وطريف ومحبب للأطفال، ومحتوٍ على الهدف والقيم المنشودة، ومغايرة للأسلوب التقليدي في طرح الفكرة القصصية، وحاولنا بقدر المستطاع الابتعاد عمّا هو مستهلك من ناحية الأفكار، ومن ناحية المعالجة الفنية للبناء القصصي. وفي الختام تقول الشامسية: المشروع رائدٌ بحكم توجهاته التي يسعى لتحقيقها، والتي ستخدم المجتمع على المدى الطويل، وستؤكد مبدأي الأمن والاستقرار، وحق الأجيال القادمة في المستقبل. وهو مشروع سيكون له صدى واسع، خصوصاً إذا وفّر له الدعم الذي يستحقه على الصعيدين المادي والمعنوي، ولقيَ تشجيعاً من قبل المؤسسات المعنية بالتعليم وبالتربية.