1292282
1292282
الاقتصادية

بكين تهدد باتخاذ «إجراءات مضادة» إذا فرضت أمريكا رسوما جديدة

15 أغسطس 2019
15 أغسطس 2019

شركات صينية تعيد النظر في طرح أسهمها في بورصة هونج كونج -

(د ب أ) قرر عدد من الشركات الصينية إعادة النظر في قرار طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام الأولي في بورصة هونج كونج على خلفية الاضطرابات الشعبية والسياسية المناوئة للحكومة في المدينة، وهو ما يمثل تطورا سلبيا بالنسبة لهونج كونج التي تعتبر ممر ماليا محوريا بين أكبر أقتصاد في آسيا وبقية العالم.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن مصرفي كبير القول إن إحدى الشركات الصينية ألغت استعداداتها الأولية لطرح أسهم بقيمة 500 مليون دولار في بورصة هونج كونج بسبب الاضطرابات وقررت طرح أسهمها في سوق المال الأمريكية.

كما نقلت الوكالة عن مصرفي آخر مطلع، القول إن شركتين أخريين على الأقل تدرسان نفس الخطوة بشأن طرح أسهم بقيمة مليار دولار، مضيفا أن القرار النهائي بالنسبة للشركتين سيتخذ وفقا لظروف السوق وما إذا كانت الاحتجاجات ستتراجع في هونج كونج.

وذكرت بلومبرج أنه رغم قلة قيمة الطروحات المهددة بعدم التنفيذ في هونج كونج، فإنها تمثل إشارة سيئة بالنسبة لوضع بورصة هونج كونج باعتبارها واحدة من أهم المراكز المالية في العالم.

وقال المصرفيان الكبيران إن زبائنها الصينيين شعروا بالقلق من غلق مطار هونج كونج لمدة أسبوع تقريبا وغيره من الصعوبات اللوجستية التي سببتها الاحتجاجات. كما يشعر المستثمرون بالقلق من مدى استقرار أوضاع المدينة التابعة سياسيا للصين بما يضمن استقرار النشاط الاقتصادي فيها على المدى الطويل. في الوقت نفسه فقد مؤشر «هانج سينج» الرئيسي لبورصة هونج كونج أكثر من 12% من قيمته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مع تزايد المواجهات العنيفة بين المحتجين وقوات الأمن في المدينة وتزايد المخاوف من احتمالات تدخل الصين عسكريا للسيطرة على الأوضاع.

وربط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول الأربعاء المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين بتسوية الأزمة التي تشهدها هونغ كونغ منذ أكثر من شهرين، معبرا عن أمله في أن تتصرف الصين تصرفا «إنسانيا».

وكتب ترامب في تغريدة «في الصين تزول ملايين الوظائف لتذهب إلى دول لا تخضع لرسوم جمركية وآلاف الشركات تغادر هذا البلد». وأضاف «بالتأكيد تريد الصين إبرام اتفاق (مع الولايات المتحدة) لكن ليتصرفوا بإنسانية مع هونغ كونغ أولا».

وبعيد ذلك كتب ترامب تغريدة أخرى لهجتها مختلفة، أكد فيها إن بإمكان الرئيس الصيني شي جينبينغ حل الأزمة الناتجة عن المواجهة بين الحكومة والمتظاهرين في هونغ كونغ بطريقة «انسانية»، واقترح عقد لقاء مع الزعيم الصيني.

وقال ترامب «أعرف الرئيس الصيني شي جينبينغ جيدا. إنه زعيم كبير يحظى بكل الاحترام من شعبه. وهو جيد أيضا في القضايا الشاقة»، مؤكدا «ليس لدي أي شك في أن الرئيس شي يريد تسوية مشكلة هونغ كونغ بسرعة وبطريقة إنسانية، وهو قادر على القيام بذلك».

وهددت الصين برد انتقامي حال مضت الولايات المتحدة الأمريكية في زيادة الرسوم على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار.

وذكرت وزارة المالية أن بكين سوف تتبنى «التدابير المضادة الضرورية» للرسوم الجديدة. وقالت الوزارة في بيان إن الخطوة الأمريكية لفرض رسوم بنسبة 10 بالمائة على البضائع الصينية تنتهك الاتفاقيات التي توصل إليها قادة الدولتين في قمتي مجموعة العشرين في الأرجنتين واليابان على مدار العام الماضي.

وكان من المقرر في البداية أن تدخل الرسوم الجديدة حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر المقبل، ولكن واشنطن قررت الأسبوع الجاري إزالة الرسوم عن بعض المفردات وأرجأت سن بعض الرسوم حتى الأول من ديسمبر المقبل لمساعدة المتسوقين في موسم عيد الميلاد.

وقال جو شياومينج، وهو مسؤول سابق بوزارة التجارة الصينية ودبلوماسي، إن البيان يشير إلى أن الصين لا تعتقد أن إرجاء الولايات المتحدة لبعض الرسوم كافي. ونقلت وكالة أنباء بلومبرج عنه القول إن الصين جادة للغاية وملتزمة بأنه يجب ألا يتم فرض رسوم جديدة على الإطلاق، مضيفا أن رد الصين «قد لا ينحصر على الرسوم».

ومن المنتظر أن يتوجه وفد تجاري صيني إلى واشنطن الشهر المقبل.

وأضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدا جديدا للمحادثات يوم الأربعاء القادم، حيث أشار إلى أنه قد يلتقي الرئيس الصيني شي جينبينج لمناقشة احتجاجات واسعة النطاق في هونج كونج، وهو إقليم صيني يتمتع بحكم شبه ذاتي. وتخوض الولايات المتحدة الأمريكية والصين حربا تجارية منذ عام الأمر الذي يبطئ الاقتصاد العالمي. وفرضت واشنطن بالفعل رسوما على بضائع صينية تقدر بـ250 مليار دولار وهو الأمر الذي ردت عليه الصين بفرض رسوم على واردات أمريكية بقيمة 110 مليار دولار.