1288815
1288815
عمان اليوم

«حارات» نزوى تصدح بالتكبير والتهليل

11 أغسطس 2019
11 أغسطس 2019

كتب - علي الذهلي -

أقيمت بولاية نزوى مساء أمس الأول الفعالية الدينية التهلولة بتنظيم من إدارة السياحة بمحافظة الداخلية بالتعاون مع شركة بوادر العالمية، وتعد التهلولة إرثا ثقافيا دينيا تتميز بالكلمات العذبة ألفاظها والمشتقة من قول «لا إله إلا الله”، وهو التوحيد والتسبيح والتحميد والتمجيد لله رب العالمين، وفي ألفاظها ذكر لله، وذلك لتعويد الأطفال عليها، ومحاولة لإحياء إرث عماني قديم، بما يتوافق مع تكويننا الثقافي العماني، وفي ختام التهلولة يتم توزيع الهدايا للأطفال، وتقام مع العشر الأيام الأولى من ذي الحجة في ولايات عدة في محافظات السلطنة.

فكانت قلعة نزوى مكان تجمع المشاركين في التهلولة من الرجال والنساء والأطفال، وقبيل انطلاق مسيرتها، أعطت اللجنة المنظمة بعض التنبيهات اللازم الأخذ بها في هذا المسير، منها ضرورة الترديد الجماعي لكلمات التهلولة بصوت مرتفع ومن هذي الكلمات سبحان الله تعوذنا من الشيطان، سبحان الله تسمينا بالرحمن، سبحان الله رب العرش والأركان، سبحان الله توكلنا على الديّان، سبحان الله وكبّرنا عظيم الشان، سبحان الله وهو الملك المنان، سبحان الله وعظمنا ذا الإحسان.

فتحرك المشاركون يتقدمهم من أعطي مهمة تلقين التهلولة من قلعة نزوى مرورا بالسوق المركزي بالولاية ومن ثم دخول حارة العقر لتكون نقطة النهاية قلعة نزوى، فكان الأطفال يرددون كلمات التهلولة أثناء المسير وهي من أجمل الأناشيد التي يرددها الأطفال في أيام الحج والتي تبعث في نفوس السامعين الروحانية لعظم أيام الحج العشر من ذي الحجة، ويأتي دور الأهالي في تشجيع أبنائهم في المشاركة مع الأطفال في أداء التهلولة، وقد لا يقتصر دور الأهالي في هذا الحد وإنما يتعداه إلى تقديم الهدايا وبعض المبالغ النقدية لهؤلاء الأطفال. وفي ختام فعالية التهلولة بقلعة نزوى أقامت اللجنة المنظمة مسابقات وفقرات تراثية بمسرح القلعة.

وتحدث هيثم الرواحي من إدارة السياحة بمحافظة الداخلية بأن التهلولة من المظاهر التراثية العُمانية، فيها يخرج الأطفال مهللين بالدعاء لله تعالى، استبشارا بقرب العيد الأضحى المبارك. ونشكر كل من ساهم في التعاون في إنجاح هذه الفعالية ومنها شركة بوادر العالمية ومؤسسة أنتيك أن للنزل التراثية وشركة عزوة لتنظيم الحفلات والمهرجانات وفريق وادي كلبوه التابع لنادي نزوى.

وقال زهران النبهاني صاحب شركة بوادر العالمية المشغلة لقلعة نزوى أن هناك أهدافا كثيرة لإقامة التهلولة منها إحياء هذا الموروث الثقافي الديني بالنسبة للأطفال من أجل تعزيز مفهوم التهلولة نظرا لما لها من أهمية دينية خاصة، وإبقاء المظاهر التراثية العمانية المنبثقة من القيم الإسلامية، لأنه فيها يخرج الأطفال والشباب (ذكورا ونساء) يجوبون الشوارع والأزقة والحارات القديمة مهللين ومكبرين داعين الله تعالى أن يوفق المسلمين وحجاج بيت الله الحرام وأيضا حفظ هذه العادة وإحيائها وتشجيع الآباء لأبنائهم على حفظ هذه التهلولة كونها تشكل محفلا دينيا وتراثيا واجتماعيا.