صحافة

الاستقلال: أيًا كان الفائز

09 أغسطس 2019
09 أغسطس 2019

في زاوية اقلام وآراء كتب خالد معالي مقالا بعنوان: أيًا كان الفائز، جاء فيه: بشغف، يتابع الشعب الفلسطيني ومختلف قواه الحية، استطلاعات الرأي التي تتنبأ بالانتخابات القادمة في دولة الاحتلال، لكن أيًا كانت النتائج، فهل يا ترى ستغير من الواقع السياسي والأمني المعاش في الضفة الغربية التي تئن من التجريف والتوسع الاستيطاني وحملات الاعتقال في قلب مناطق «أ»، عدا عن عمليات الهدم والطرد والتهجير وغيرها الكثير من الممارسات اليومية ضد الإنسان الفلسطيني. جميع الأحزاب على مختلف توجهاتها في دولة الاحتلال تتبع وترسم سياسة عامة تحقق مصالح دولة الاحتلال، وأهمها الأمن، ومن ثم نستطيع القول انه لا يوجد تغيير كبير قد يحدث ويطرأ في كيفية التعامل مع الفلسطينيين، وإن حدث سيكون بشكل هامشي لا يمس القضايا الجوهرية، مثل زيادة عدد العمال حملة تصاريح العمل أو تقليصها وذلك يتبع رؤية الحزب الحاكم وقتها، وإن كانت المؤشرات تشير إلى ان من مصلحة الاحتلال الزيادة في هذا المجال.

من خلال الإعلان عن القوائم الانتخابية للكنيست القادم في كيان الاحتلال، تباينت التحليلات فيمن سيفوز، لكن يبقى «نتانياهو» صاحب خبرة طويلة في الحكم وليس من السهولة القفز عنه وتخطيه من قبل الأحزاب الأخرى. تشير استطلاعات الرأي وتركيبة القوائم أن تحالف نتانياهو ما زال يتصدر، رغم ان ليبرمان يبدو كمنافس قوي، لكن لنتذكر ان ليبرمان هو صاحب تصريح اغتيال هنية في حال استلم الجيش، واستلم ولم ينفذ. ما يسمى بتحالف وحدة وطنية يضم حزب «أزرق - أبيض»، سيحصد أصواتا كثيرة لكنه لم يأت بجديد لجمهور يريد المزيد، فالأصوات حتى تحسم لا بد من خطاب جديد ونوعي يحقق مصالح أكثر، وهي عمل وشغل وفرصة يعرفها «نتانياهو» جيدا. في حال فوز «نتانياهو» ستبقى الضفة الغربية ينهشها الاستيطان، فوعود «نتانياهو» واضحة في هذا المجال لناخبيه، ولا رجعة عنها، ما دام لا يوجد ضغوط فلسطينية أو من المجتمع الدولي غير بيانات الشجب والاستنكار. وسيحاول «نتانياهو» ضم المنطقة «ج» في الضفة، فكافة السيناريوهات تقول ان الاحتلال يعمل على تطبيقها بكل جدية والدليل ما يجري على ارض الواقع بفعل قوة السلاح، والشواهد لا تعد ولا تحصى. حتى على فرض ان «نتانياهو» خسر الانتخابات والمؤشرات ضعيفة في هذا المجال، فإن ممارسات الاحتلال لن تتوقف، واحتمالية وقوع حرب جديدة على غزة لن تحصل في جميع الاحتمالات، كون ثمنها مرتفعا جدا لدى الاحتلال.

إذا أراد الشعب الفلسطيني وقواه الحية التأثير على الانتخابات في دولة الاحتلال وجريانها فإن هذا يكون، بطريقة واحدة فقط وهي تقوية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وليس غير ذلك، فما دام البيت الفلسطيني منقسما على نفسه، سيغري من يفوز لاحقا بالتهام وابتلاع المزيد من الأرض والحقوق الفلسطينية.

لو كنا نحن الشعب الفلسطيني متحدين، ونعمل ضمن برنامج وطني موحد مقاوم، لما تجرأ «نتانياهو» أو من سيأتي بعده لاحقا على القيام بأي اعتداء على الفلسطينيين، ولكن جرت سنة الحياة ان القوي هو من يصنع الحدث وليس الضعيف.