1283187
1283187
مرايا

الحوار عنوان الأسرة السعيدة وضمان استقرارها

07 أغسطس 2019
07 أغسطس 2019

النسب عالية بالسلطنة -

كتبت: رحاب الهندي -

حين ألبي دعوة لحفلة زفاف وأرى سعادة كل من العروسين والأهل أتساءل دوما كيف ستكون الحياة بينهما بعد عشر سنين؟ وطبعا لا يمكن أن أجد إجابة فورية فالمستقبل بيد الله وحده . لكن كثيرا ما نرى صور الزفاف معلقة كذكرى قديمة لدى معارفنا التي امتدت بينهما الحياة الزوجية لسنوات وكثيرا ما استمعنا للشكوى والمعاناة من قبل الزوجة أحيانا ومن قبل الزوج أحيان أخرى أو كليهما كل يعتبر الآخر هو المخطئ ولكن رغم ذلك نشاهد أسرا ترفرف السعادة على أجوائها بعد الخروج من مشكلة ما فلا يمكن أن تسير المركب بلا مطبات هوائية أو عواصف والمهم من يدير الدفة إلى بر الأمان سواء الزوج أو الزوجة أو كلاهما معا من أجل سعادة الأبناء ومستقبلهما وهذا ما يؤكد عدم صحة مقولة الكثيرين أن لا سعادة في الحياة الزوجية أو أنها نهاية الحب .

التقينا الدكتور مروان محمد الشربتي أخصائي علم نفس في جامعة السلطان قابوس ليحدثنا عن معايير الأسرة السعيدة وأسس استقرارها.

أكد الدكتور أن نسبة الأسر السعيدة في السلطنة لا بأس بها وأن أساس السعادة في التفاهم والحوار بين الزوجين وإتباع الأساليب الحديثة في تعامل الرجل مع زوجته وأبنائه بالحوار والدردشة والتفهم بعيدا عن النظرة السلطوية. واحتراما لشخصية المرأة وتعاملها بحب واهتمام ورعاية واستشارتها في كل ما يتعلق بأمور الأسرة وتعلقه بحب أبنائه واهتمامه بكل أمورهم ومشاكلهم وأصدقائهم.

أسر سعيدة

هناك بيوت تشعر وأنت تتعامل مع أهلها أن السعادة جزء من حياتهم فعلا وسعادتهم بقناعة كل من الزوج والزوجة أن كلا منهما يكمل الآخر وأنهما صديقان أكثر من كونهما زوجين وقد تحدثت إلينا أم سالم بحقيقة الأمر قائلة: تزوجت وأنا عمري خمسة عشر عاما وكان زواجي عن طريق الأقارب وقد تفهم زوجي نفسيتي الخجولة وتعلقي بأمور الطفولة فساعدني على أن أكون الزوجة ومن ثم أكون الأم وقد سايرته في كل أمور الحياة ولم أقف أمام طموحه حيث كان لازال يدرس في الجامعة في الخارج وقد تحملت بعد الزواج أشهر غيابه حتى يتخرج وأصر بعد ذلك أن يصطحبني معه حيث أكمل دراسة الماجستير وها نحن وقد رزقنا الله ثلاثة أبناء هم زينة حياتنا وقد زوجت ابنتي البكر منذ عام لكننا تركناها تختار زوجها . وقد مضت بنا الحياة بحلوها ومرها لكن الحب والسعادة كانا دائما معنا . ويؤكد أبو سالم حديث زوجته قائلا: إن البيت السعيد هو عنوان للتفاهم والإخلاص والتضحية من كلا الطرفين ليعملا من أجل مصلحة الأسرة ككل فحين يتزوج الشاب عليه أن يترك كل أمور حياته الماضية ويعمل من أجل أسرته فقط

الوجه الآخر.

وعن الأسر الغير سعيدة يقول لنا الدكتور مروان : إنها الأسر التي يتعامل فيها الرجل بأسلوب تقليدي مع عائلته بمعنى السلطة الذكورية وعدم تفاعل الأبوين فيما بينهما واحتفاظ الرجل بالسلطة دائما مما يساهم في عدم استقرار الأسرة وابتعاد السعادة عن جوها، إن البرج العاجي الذي ما زال يسكنه بعض الآباء (ظنا منهم انه الأفضل وامتداد للماضي) هو الذي يوقع الأسرة في شباك المشاكل وعدم التفاهم، تحتاج الأسرة بكل أفرادها دوما للتحاور والمناقشة، وهي أساس من أساسات السعادة الأسرية، لذا يجب تعزيز الحوار الأسري وعدم الاستخفاف به، ليس على مستوى السلطنة ولكن على مستوى الأسرة العربية وبفقدان الحوار تفقد الأسرة السعادة والراحة.

غياب الزوج

ويؤكد دكتور مروان بقوله عن غياب الرجل : إن الظروف الحالية غالبا تجبر الرجل على الغياب عن البيت فترة طويلة بسبب العمل وحين يعود للبيت يتناول الطعام وينام ويستيقظ ويخرج دون أن يعرف ما يحدث في البيت أو يحاول ان يتواصل مع أفراد أسرته وهذه هي المشكلة الكبرى وحسب مشاهداتي لكثير من مشاكل الأسر غالبا يكون الرجل أو الأب غافلا عن دوره ويتصرف بدون وعي أي بأسلوب غير مقصود فهو بحب زوجته وأولاده لكن ظروف حياته العملية تجبره على هذا التصرف.

ولا ننسى أن كثيرا من الأسر العمانية في الوقت الحالي قد يتغيب الأب أياما عن أسرته بسبب العمل، وهنا نستطيع عن طريق كل وسائل الإعلام تنبيه هذا الأب انه يستطيع رغم غيابه المجبر عليه أن يستوعب عائلته ويعطيها وقتا طويلا في حالة تواجده بينهم.

وأحب أن اذكر للأسف الشديد أن بعض الرجال تكون نسبة عدم تواصلهم مع زوجاتهم وأبنائهم صفرا، ويكون البيت بالنسبة له مكان مبيت وهذه طامة كبرى.

المشاكل الأسرية

الدكتور مروان قدم مجموعه أبحاث هو وتلاميذه عن أهم المشاكل الأسرية وهي عدم التواصل بين الأب والأبناء وهذا الغياب الذي لا يعتبر أصلا غياب أقسى على نفسية الزوجة والأبناء ويسبب حالات كثيرة من الإرباك النفسي للأطفال، فنجد أن نسبة اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط «المشاغبة» متزايدة لدى أطفال الأسر الذي لا يهتم بها الأب، وهذه النسبة التي تتجاوز الـ 5% من الفتيات و8% من الأولاد نسب لدراسات ميدانية في مراحل المدارس الابتدائية، وبالتالي لدينا نسبة عامة تعتبر 60% من هذه الحالات تشكو نقص اهتمام الوالدين وبالذات الأب.