1285590
1285590
العرب والعالم

واشنطن تواجه صعوبات في تشكيل تحالف دولي لحماية السفن في الخليج

04 أغسطس 2019
04 أغسطس 2019

بسبب مخاوف حلفائها من الانجرار إلى نزاع مع إيران -

سيدني -القاهرة-( د ب أ)- (أ ف ب): تواجه واشنطن صعوبات في تشكيل تحالف دولي في الخليج لحماية السفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز بسبب مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من الانجرار إلى نزاع مع إيران.

وفي حين يتصاعد التوتر في الخليج منذ الانسحاب الأمريكي في مايو 2018 من الاتفاق حول النووي الإيراني، وإعادة واشنطن للعقوبات الصارمة ضد طهران، ما يزال الغربيون يرفضون حتى الآن الاقتراح الامريكي بنشر وسائل عسكرية إضافية لمرافقة سفنهم في هذه المنطقة.

وأعلنت أستراليا، وهي اخر حليف يعبر عن شكوكه، انها «تدرس بشكل جدي» الطلب «المعقد» للولايات المتحدة، لكنها لم تتخذ قرارا بعد.

وقالت وزيرة الدفاع الأسترالية ليندا رينولدز أمس «نحن قلقون للغاية ازاء التوتر المتصاعد في المنطقة وندين بشدة الهجمات على التجارة البحرية .

وأضافت في مؤتمر صحفي عقب اجتماع في سيدني مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الدفاع الجديد مارك إسبر، «في نهاية الامر، سنقرر كما نفعل دائما، ما هي مصلحتنا الوطنية».

وأطلقت الولايات المتحدة فكرة التحالف في يونيو الماضي اثر هجمات تعرضت لها عدة سفن في منطقة الخليج، بعد ان نسبتها الى إيران التي تنفي ذلك.

وتقضي الفكرة بان ترافق كل دولة عسكريا سفنها التجارية بدعم من الجيش الأمريكي الذي سيتولى المراقبة الجوية للمنطقة وقيادة العمليات.

رفض الأوروبيون العرض، لانهم لا يريدون المشاركة في سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمثلة في ممارسة «الضغوط القصوى» على إيران، كما انهم يحاولون الحفاظ على الاتفاق حول النووي الإيراني.

«بومبيو منزعج»

لدى سؤاله عن هذا التردد، بدا بومبيو، وهو أحد مهندسي السياسة الإيرانية، منزعجا. وقال «لا تصدقوا ما تذكره الصحافة، هناك الكثير من المحادثات الجارية مع جميع البلدان، مثل أستراليا، وجميعها تأخذ هذا الطلب على محمل الجد».

وتابع «إنني على اقتناع بأنه سيكون لدينا تحالف دولي».

من جهته، بدا وزير الدفاع الذي وعد بإصدار بيانات «في الأيام المقبلة»، اكثر ليونة، مشيرا الى ان ردود الحلفاء جاءت «متنوعة».

وقال اسبر إن «الهدف لا يزال هو نفسه سواء أكانت عملية تقودها الولايات المتحدة أو طرف آخر، شراكة أوروبية» في تلميح إلى أن واشنطن يمكن أن تتخلى عن قيادة العملية.واضاف «كلاهما يحقق الهدف نفسه: توحيد الجهود متن اجل ضمان حرية الملاحة».

وتنوي باريس ولندن وبرلين «تنسيق» وسائلها و «مشاركة المعلومات» في الخليج لتعزيز الأمن البحري ، لكن دون نشر وسائل عسكرية إضافية، وفقًا لوزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي.

وقالت «نعمل على تنظيم أنفسنا كأوروبيين، ولكن هناك شيء واحد مؤكد: سيكون لتحركنا هدف واحد فقط، وهو تخفيف حدة التوتر والدفاع عن مصالحنا».

من الواضح أن ألمانيا نأت بنفسها من فكرة مهمة الحماية في مضيق هرمز، معتبرة أن ذلك من شانه تعقيد الجهود الأوروبية للتوصل إلى تسوية دبلوماسية مع إيران.

وقالت أولريكه ديمير، المتحدثة باسم الحكومة الأسبوع الماضي «يجب أن تكون الأولوية في رأينا للجهود الدبلوماسية ووقف التصعيد» في أزمة الناقلات بين طهران ولندن.

واضافت إن «الحكومة الألمانية مترددة في قبول الاقتراح الذي قدمته الولايات المتحدة وهذا هو السبب في أنها لم تعرض المشاركة» لأن «النهج الشامل لسياستنا تجاه إيران يختلف بشكل ملحوظ عن النهج الحالي للولايات المتحدة».

وفي أعقاب احتجاز ايران ناقلة بريطانية في يوليو الماضي قررت لندن مرافقة السفن المدنية التي ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز، وأرسلت سفينة حربية ثانية إلى المنطقة. «رصد الحيرة الأمريكية»

ويقول جون بى الترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبت المساعدة لمواجهة التهديدات الإيرانية، لكن أصدقاء واشنطن لم يستجيبوا وقدروا أنهم أكثر أمانا في البقاء بعيدا عن « الضغط القصوي» الذي يمارسه ترامب على إيران.

ويضيف الترمان أن سبب ذلك ليس الخوف من الإيرانيين، ولكن لأن أصدقاء وشركاء واشنطن رأوا أنهم قد يكونون أكثر أمانا بعيدا عن أى شىء تعتزم الولايات المتحدة القيام به، وما يحتمل جرهم إليه.

ويشير الترمان إلى أنه يبدو أن الحكومة الإيرانية تتبع سياسة تؤدي إلى استمرار التوترات فى الخليج في حالة محتدمة لكن دون أن تتطور الأمور إلى درجة الغليان، والهدف من ذلك خلق أزمة وليس نشوب حرب.

وتحاول إيران ارغام العالم على التعامل معها والسعي لإظهار عدم اكتراثها بحملة « الضغط القصوى» الأمريكية والتى تهدد أى طرف دولي يمارس نشاطا تجاريا مع إيران. وقال أميتاي إيتزوني، استاذ الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، إن إيران تعانى من العقوبات المفروضة عليها، وقد حاولت طوال عام الالتفاف عليها بدعوة الاتحاد الأوروبي إلى أن يجد سبلا لتجاوز هذه العقوبات. وعندما لم يستجب الاتحاد الأوروبي، قررت إيران فرض تكاليف على الغرب من أجل دفعه إلى رفع العقوبات. وكانت إيران حريصة فيما يتعلق بالطريقة التي يمكن بها أن تفرض « ألما» على الغرب. وفى كل مرة عندما لم تواجه ردا انتقاميا، كانت تزيد من التصعيد.

ومن الملاحظ أنها حرصت فى ما يتردد أنها قامت به من عمليات خاصة بالناقلات وتدخلها فى حركة المرور عبر مضيق هرمز، أنها لم تتسبب في أي خسائر في الأرواح، ولذلك كان رد الفعل الغربي ضعيفا للغاية. ودعا الغرب إلى خفض التصعيد. وأضاف إيتزوني فى تقرير نشرته مجلة «ذا ناشيونال انتريست» أن الطريقة التي تفسر بها إدارة ترامب عدم ردها على ما تقوم به إيران مثيرة للغاية. فهي تقول إن طهران تسعى لمواجهة عسكرية، ولكن الولايات المتحدة لن تقع فى مثل هذا الفخ. ويقول إيتزوني إن أمريكا، بعدم ردها على استفزازات إيران، تحبط كل مخططاتها. وقال إيتزوني أنه إذا لم يحقق المستوى الحالى من الاستفزازات ما تصبو إليه إيران، وإذا ما قوبلت برد فعل ذي فاعلية ضئيلة، فإت المنطق في هذا الموقف يدعو إيران إلى التصعيد. ويمكن للولايات المتحدة وقف التصرفات الإيرانية إذا استسلمت وألغت العقوبات. ولكن إذا كانت الولايات المتحدة غير مستعدة لقبول إيران التي تصر على الحصول على أسلحة نووية وصواريخ طويلة المدى، واستخدام مواردها لدعم الإرهاب فى أنحاء المنطقة، مع تحقيقها الهيمنة فيها بصورة متزايدة، فسوف يتعين على الولايات المتحدة أن ترد بقوة على الاستفزازات الإيرانية.

من ناحية أخرى، يقول ماثيو بيتى، باحث شؤون الأمن القومى في «ذا ناشيونال انتريست» إن الرئيس ترامب يقول إنه يريد التحدث مع إيران، ولكن العناصر المتشددة فى إدارته أغلقت بابا آخر للمفاوضات، حيث فرضت عقوبات اقتصادية على وزير الخارحية الإيراني محمد جواد ظريف.