المنوعات

مجموعة «رنين الظــلال».. تصــويـر شــعــري لآلام النــفــس

02 أغسطس 2019
02 أغسطس 2019

رنين الظلال مجموعة شعرية للطبيب الشاعر محمد سعيد العتيق غلب عليها الطابع النفسي الذي يعبر عن خلجات شاعر فجع بالآلام التي طالته وبما لحق به من أوجاع فاستعان بالرمز والصورة المركبة ليصور تلك الأحداث على شكل رؤى.

ومن تلك الحالات النفسية في مجموعة العتيق نجد نصاً بعنوان «وأبحث في الصدى» حيث يجد الشاعر في ظله مكانا ليرتاح فيه وبقعة آمنة بعيدة عن الآلام فيقول: «وماذا لو عرفت السر .. كي أرتاح في ظلي لأبحث في تلال القش.. عن بعضي وعن كلي».

ثم تأتي رؤى أخرى يعبر عنها العتيق في قصيدة «ارتداد النور» عما يعتريه من قلق فهو يحاول أن ينشر رؤى عن الجمال والإشراق لكنه يجد أن ما حوله تغير والحياة تحاصرها الظلمة فقال: «كأني في امتداد الكون غيب.. تلون معطفي واللون شيب تمطى هاجسي فاحتل ورداً .. يحاصرني ظلام ثم يخبو».

ويتشتت الخيال عند العتيق فيلملم التباساته ليكون صورة فنية عما يراه وتبدو هذه الصورة مفعمة بالألم ومشكلة بالدهشة والاستغراب الذي دفعه ليقول في قصيدة «التباس»: «عني حملت القلب تحت المعطف.. ولبست روحي تحت جلد مترف شبه عجيب قد رمانا دهشة.. وتداخلت فغدوت ملتبساً بمن لم أعرف».

وفي نص بعنوان «رنين الظلال» يشكل العتيق شعرياً وجعه الذي رآه أمامه فجأة أمام حياته فطغى على روحه وقلمه معاً ودفع بمشاعره وعواطفه لتتحرك مع تفعيلات ملائمة ليقول: أهرقت حبري بعد نزف دمائي.. ودفنت رملي تحت دمع سمائي فانداح عمر بين أنياب الثرى.. وأساقط الوعد الكذوب ورائي.

وتختلف النصوص العاطفية عند العتيق لتكون أكثر تفاؤلاً من النصوص الأخرى وقد تكون كتبت عبر استراحات الألم الطالع من وجع القصيدة فيقول في قصيدة فراشة الفجر: «عيناك في زمن التكون مبتدأ.. ويشع من هدبيهما ضوء البدا».

المجموعة الشعرية الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب وتقع في 179 صفحة من القطع المتوسط جاءت محافظة على النغمة الموسيقية والعاطفة الشعرية ولمؤلفها مجموعات شعرية منها وجد وعشاق الشام وعلى ضفاف النور وهو عضو في اتحادي كتاب العرب والكتاب والصحفيين الفلسطينيين وفي الجمعية الجغرافية السورية.