1281583
1281583
المنوعات

«بن نـوروك».. مقتنيـات تراثية متنـوعـة شـاهـدة على الـتـاريخ العمـاني

30 يوليو 2019
30 يوليو 2019

حوار: فاطمة الزدجالية -

المجتمع العماني كغيره من المجتمعات له عادات وتقاليد حافظ عليها ومقتنيات تراثية اهتم بوجودها فقد وعى الإنسان العماني على تراث ثقافي وفني مميز لذا اهتم العمانيون بمقتنيات تراثية في متاحف خاصة خوفا عليها من الاندثار، ومن هؤلاء المواطنين المهندس عبد النبي بن أحمد بن نوروك البلوشي الذي اهتم بالتراث العماني وكل ما يخص جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم منذ مدة طويلة، وبذل خلال السنوات الفائتة جهودا جبارة لجمع الكثير من القطع التراثية وليصبح واحدا من المميزين في مجال حفظ التراث بشكل عام والمتعلق بحقبة السبعينات بشكل خاص.

ونظم معرضا شخصيا لعرض مقتنياته المتنوعة عن التاريخ العماني والصور النادرة لجلالة السلطان وطوابع لرؤساء وملوك وسلاطين بالإضافة الى مراسلات خاصة لوالده أحمد نوروك البلوشي الذي عمل كأمين جمرك أسود في فترة الستينات والسبعينات الميلادية، وحفظ ذلك الثغر العماني الذي كان المنفذ الوحيد من وإلى السلطنة.

وبسؤاله عن كيفية جمعها وهل جاء صدفة أم حصل عليها كميراث قال: بدأت هذه الهواية عندي منذ الصغر لأنني أحب اقتناء هذه الأدوات وتجميعها لأنها تحكي ماضي الأجداد.. وأستطيع أن أقول: إن هذه الهواية نفسها جاءت كإرث عن الآباء والأجداد، فكثير من تلك المقتنيات نفسها آلت لي عن طريق الميراث فهناك أدوات حصلت عليها من والدي مثل الأثاث المنزلي الذي كان متواجدا سابقا في البيت الذي ورثته من والدي مثل السرير القديم (السمادار) كان يزين غرفة النوم بأغطيته ذات الألوان المزركشة كذلك آلة الخياطة (الكريخانة) كانت تستخدمها الوالدة لخياطة ملابسها الخاصة وتعديل الملابس والمقاسات.

ولكن لم أكتف بالحفاظ على ما ورثت، ولم أتوقف عند ما ورثته فقط، ولكن أصبحت شخصيا لدي ولع بهذه المقتنيات وهذه الأدوات التراثية القديمة، فإذا ما سمعت عن وجود بعضها لدى أشخاص غير مهتمين بها ويريدون بيعها أتوجه لهم وأحاول الحصول عليها وشراءها، ولذا فلله الحمد والمنة فمع مرور الوقت أصبح لدي الكثير من المقتنيات التي أعتز بها وأعتبرها ثروة في حد ذاتها.

وأضاف عبد النبي قائلا: بالطبع ليس سهلا الحصول على مثل هذه المقتنيات فهي تحتاج إلى اهتمام خاص ومع محافظتي عليها على مر الأعوام بحالة جيدة وكذلك كونت مادة جيدة للعرض لكونها مقتنيات عديدة.

وأخذنا جولة في المنزل الذي أطلق علية مقتنيات «بن نوروك» حيث أخبرنا أن فكرة المنزل عبارة عن هدية ابن لأبيه حيث خصص المنزل الذي ولد فيه بمنطقة الحجرة في ولاية صحار كمعرض للمقتنيات وكذلك توثيق للمنزل العماني بالفترة القابوسية السبعينية ويتكون المنزل أو المعرض من: البيت العماني القديم بالأثاث المتداول في تلك الفترة. مقتنيات الحريم: تمثل مقتنيات النساء في تلك الحقبة. الغرفة السلطانية: صور، نادرة لجلالته بالإضافة إلى زيارته لصحار مع الملوك والرؤساء (معرض). غرفة الطوابع: تحتوي على طوابع لرؤساء وملوك وسلاطين، طوابع expo العالمية، طوابع الكشافة وغيرها. صالة الوثائق: تختص بمراسلات الوالد.

من جهته عندما سألناه عن أهم القطع النادرة المتواجدة ضمن المقتنيات أجاب: تعتبر بنظري كلها نادرة لأنها من الوالدين العزيزين، كذلك فترة الحياة الصعبة وكفاح ما قبل السبعين.

حدثنا عن أهم مشاركاتك بـ ٢٣ يوليو يوم النهضة المباركة؟

هذا التاريخ ٢٣ يوليو هو الذي أوجد ما يسمى بعصر النهضة الذي تبرز ملامحه من الإنسان العماني إلى التشييد العمراني والمدن الحديثة والطرق إلى المؤسسات الخاصة والعامة إلى وسائل النقل من السيارة للطائرة للبحارة. والتعليم والصحة والزراعة والصناعة والعلاقات الدولية مع كافة دول العالم. من ضمن مقتنيات بن نوروك صور حصرية نادرة تنشر لأول مرة تم الحصول عليها بواسطة ضابط عسكري إنجليزي وثق الحدث بكاميرته مصورا زخم الاستقبال الحافل وحشود الشعب واحتفال المواطنين بسلطانهم أثناء زيارة جلالته لبيت الفلج بمسقط وكذلك مظاهر الاحتفالات وعمق الفرحة في مسقط.

وحول الصعوبات التي واجهها في تهيئة المنزل للمعرض فقد قام بتكسير الغرف وفتحها على بعضها البعض وكذلك تغيير الإنارة وجعلها إنارة معارض وكان الحصول على المصابيح الخاصة بهذا الشأن صعب كذاك إلغاء دورات المياه الداخلية وجعلها من الخارج، أما الفناء فقد أضاف عليه حلسات أسمنتية ملاصقة للجدران (دكات). أما عن أفكاره وفيما يفكر مستقبلا لهذه المقتنيات فقال: أفكر جديا بوضعها في متحف خاص معتمد بشمال الباطنة ويسلط الضوء على تاريخ صحار التي تعتبر محطة تاريخية هامة سابقا وحاضرا. كما أتمنى المشاركة بها في المعارض سواء المحلية وحتى الخارجية والدولية إن عرض علي، وذلك من أجل الحفاظ عليها.