صحافة

الألمانية : سياسة أوروبية موحدة تجاه إيران

27 يوليو 2019
27 يوليو 2019

كما كل الصحف الأوروبية الصادرة هذا الأسبوع، اهتمت صحف ألمانيا بشؤون الطقس وموجة القيظ والحر الشديد في أوروبا، حيث بلغت درجات الحرارة ارتفاعاً قياسياً، وحيث كان استهلاك الطاقة أثناء موجة الحر مرتفعاً جداً. أشارت صحف ألمانيا بالمناسبة إلى أن وسائل الطاقة المتجددة في ألمانيا أنتجت من الكهرباء ما يفوق إنتاج محطات الطاقة النووية والمحطات التي تعمل بواسطة الفحم الحجري. أمَّا في الشأن السياسي العام فكان اهتمام صحفي ألماني بما يجري في مضيق هرمز وبالاقتراح البريطاني المُطالب بإنشاء قوة بحرية أوروبية مشتركة من أجل مواكبة السفن التجارية في الخليج الفارسي. أن الرئيس الجديد للحكومة البريطانية بوريس جونسون يدرك تماماً أهمية التضامن الأوروبي و تأثيره. لقد طلبت الحكومة البريطانية من الاتحاد الأوروبي أن يسعى لإنشاء قوة بحرية أوروبية تواكب السفن التجارية الأوروبية التي تمر عبر مضيق هرمز. بالفعل، سيساعد الأوروبيون البريطانيين قدر المستطاع وسيكونون في سعي لتأمين وضمان حرية الملاحة في الخليج الفارسي. هذا يعني أن بريطانيا ستكون شريكة في تحالف، وهذا التحالف لن يكون عابراً أو ظرفياً بل سيستمر مهما كان شكله. إنَّ هذه الخطوة البريطانية أو هذه الدعوة تدل كم أن الخطابات الشعبوية غير مُحِقَّة وكم أن الحنين إلى زمن قوة الإمبراطورية البريطانية هو في غير محله وكم أنَّ الحديث عن الاكتفاء الذاتي الاقتصادي هو في غير محله أي أنَّه لا يتناسب مع الواقع ومع السعي لإيجاد حلول للمشاكل الراهنة أو المعاصرة. يومية سوديتش الألمانية أثنت على الاقتراح البريطاني لأنه برأيها يدل بكل وضوح على أن بريطانيا والأوروبيين ليسوا على توافق تام مع السياسة الخارجية المعادية لإيران والتي يتَّبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. على العكس تماماً، إنَّ هذه المهمة لو تحققت فستعني حتماً أن السياسة الأوروبية الخارجية مغايرة تماماً لتلك الأمريكية، وهي معنية مباشرة بمتابعة تطبيق الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، وهو الاتفاق الذي تسعى لإنقاذه كلٌّ من فرنسا وألمانيا و بريطانيا. إنَّ إنشاء قوة أوروبية بحرية تواكب السفن في مضيق هرمز سيكون بداية لاستراتيجية خارجية عسكرية أوروبية مشتركة.

إنها مهمة يُرادُ منها إرسالُ رسالة واضحة إلى طهران مفادها أنَّ الجهود الكثيفة المبذولة من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، لا يعني أن تتمكَّن الدولة الإيرانية من تخطّي حدودٍ معينة لا يمكن للأوروبيين أن يتغاضوا عنها. إنَّ الاقتراح البريطاني القاضي بإنشاء قوة عسكرية بحرية أوروبية مشتركة هو الخطوة الأولى في سياسة بريطانيا الأوروبية بعد أن تخرج نهائياً من إطار الوحدة الأوروبية.