صحافة

فلسطين:مصير «رون أراد» ليس خيارًا إسرائيليًّا مفضلا لأسراهم في غزة

26 يوليو 2019
26 يوليو 2019

في زاوية آراء كتب الدكتور عدنان أبو عامر مقالا بعنوان: مصير «رون أراد» ليس خيارًا إسرائيليًّا مفضلًا لأسراهم في غزة، جاء فيه:

«إذا كانت القيادة الإسرائيلية جادة في فتح ملف أسراها في غزة وتحريكه فعليها دفع الثمن الطبيعي عبر المسار الواضح الذي أفضى سابقا إلى حلّ قضايا مشابهة، وإلا فإن هذا الملف قد يكون عرضة للنسيان والإغلاق نهائيا، ولنا في قضية «رون أراد» عبرةٌ؛ لأننا لا نضمن أن يبقى هذا الملف على طاولة البحث مجددا في حال أضاعت قيادة الاحتلال هذه الفرص».

العبارات أعلاه جزء من خطاب لعله الأكثر وضوحا وحسما الصادر عن كتائب القسام، في ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها في غزة، في وقت سيطر موضوعهم على النقاش الإسرائيلي بصورة لافتة، في ظل إحياء الذكرى السنوية الخامسة لحرب غزة 2014.

مع العلم أن عائلة الجندي هدار غولدين لم تشارك في هذه الاحتفالات الرسمية، لأنها «لا تستطيع الاستماع لوعود رئيس الحكومة للسنة الخامسة دون أن تتحقق بالفعل»، وفق ما ذكرت والدته.

لكن الكلام اللافت الذي قد لا يقل أهمية عما أورده أبو عبيدة في خطابه جاء على لسان يارون بلوم المنسق الإسرائيلي المسؤول عن إعادة الأسرى والمفقودين حين قال: إنه «بات لدينا طرف خيط يتعلق ببعض المعلومات حول وضع الأسرى»، ولعلها من المرات القلائل التي لا يذكر فيها مسؤول إسرائيلي عبارة «القتلى أو الميتين» في حديثه عن أسراهم في غزة.

تحيط بموضوع الجنود الأسرى بغزة جملة من العوامل المؤثرة في القرار الإسرائيلي، لعل أهمها دور الجمهور، حيث تعد اتجاهات الرأي العام أحد المعايير المهمة التي توضع بعين الاعتبار بالنسبة لصناع القرار في (إسرائيل)، ليس فقط بسبب طابع النظام السياسي الذي يعطي وزناً لرأي الجمهور، بل لأن هناك أبعاداً مهمة للرأي العام، لأن العائلات تعي أن الحكومة ستعمل على إعادة أبنائها إذا ما وقعوا في الأسر.

علاوة على أن طمأنة الرأي العام إزاء هذه المخاوف تشكل عنصرا أساسيا في سعي (إسرائيل) لمواصلة تكريس الانطباع بأن الجيش الإسرائيلي هو «جيش الشعب»، وضمن تأثير الرأي العام يكمن دور وسائل الإعلام الإسرائيلية التي لعبت دوراً مهماً في تحديد اتجاهات صناع القرار من قضايا الأسر وصفقات تبادل الأسرى.

هذا يعني بالضرورة أهمية انتقال إدارة ملف الأسرى من حالة السجال الإعلامي بين المقاومة والاحتلال مباشرة، عبر الخطابات والخطابات المضادة، إلى محاولة إشراك الرأي العام الإسرائيلي في الضغط على حكومته للتعجيل بإبرام صفقة تبادل مشرفة مع المقاومة، من خلال اللجوء لوسائل وأساليب تظهر بطريقة محكمة ومتقنة أن ما لدى المقاومة من جنود أسرى يستحق أن يبرم لأجلهم صفقة تبادل.