1275406
1275406
العرب والعالم

43 قتيلا في قصف سوق شعبي بـ«معرة النعمان» وموسكو تنفي شن غارات جوية

22 يوليو 2019
22 يوليو 2019

تركيا تهدد بإطلاق عملية عسكرية شمال سوريا -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قتل 43 شخصاً امس وأصيب أكثر من مئة آخرين بجروح جراء غارات روسية عدة استهدفت مناطق في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض في حصيلة جديدة.، إلا أن موسكو نفت تنفيذ الغارات، في وقت تتعرض المنطقة لقصف مستمر منذ نحو ثلاثة أشهر. وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، تصعيدا في القصف السوري والروسي منذ نهاية أبريل، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن شن طائرات روسية غارات عدة «استهدفت سوقا لبيع الخضار بالجملة وأبنية في محيطه في مدينة معرة النعمان» في ريف إدلب الجنوبي.

وتسبّب القصف وفق المرصد، بمقتل 27 شخصا على الأقل هم 25 مدنيا ضمنهم طفلان، و«اثنان مجهولا الهوية حتى الآن». كما أصيب 45 آخرون بجروح، حالات بعضهم حرجة، بينما تستمر عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض. وكانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت بمقتل 23 شخصا. وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) أن أحد متطوعيها في عداد القتلى. ووصفت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالة «تاس» الحكومية اتهامها بشن الغارات بـ«تصريحات كاذبة»، وشددت على أنّ «القوات الجوية الروسية لم تنفذ أي مهمات» في تلك المنطقة من سوريا.

وفي معرة النعمان، شاهد مصور متعاون مع فرانس برس مدنيين يساعدون رجال الإنقاذ على حمل جرحى غطت الدماء أجسادهم ونقلهم إلى سيارات الإسعاف.

ويساعد رجلان، على بنطال أحدهما بقعة دماء، رجلاً ثالثا على السير وسط شارع مدمر، ويبدو أنه تم سحبه من تحت الأنقاض، إذ يكسو الغبار وجهه وثيابه. ويمشي خلفهم رجل آخر ملتح تغطي الدماء يده اليسرى.

ويظهر في إحدى الصور شاب يشير إلى جثة رجل على الأرض قرب دراجة نارية متفحمة، بينما يحمل رجل حافي القدمين طفلة صغيرة وتسير قربه سيدة ورجلان يحملان طفلين على الأقل ويبدو الدمار خلفهم.

وحصل القصف وفق ما أوضح رئيس المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان بلال ذكرى لوكالة فرانس برس عند «الساعة الثامنة صباحا (05:00 ت غ)، في وقت يخرج فيه الناس لقضاء حاجاتهم وإلى أعمالهم».

وتمسك هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) بزمام الأمور إداريا وعسكريا في محافظة إدلب ومحيطها، حيث تتواجد أيضا فصائل إسلامية ومقاتلة أقل نفوذا.

وترد الفصائل المقاتلة باستهداف مناطق تحت سيطرة قوات الحكومة. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس عن مقتل «سبعة مدنيين بينهم طفلتان باعتداء إرهابي بقذيفة صاروخية» على قرية ناعور جورين في ريف حماة الشمالي.

وجاءت حصيلة القتلى أمس غداة مقتل 17 مدنيا بقصف سوري، بالإضافة إلى مقتل مدني آخر بغارات روسية على مدينة خان شيخون، هو أنس الدياب (22 عاما) المتطوع في منظمة الخوذ البيضاء ومصور فوتوغرافي ومصور فيديو تعاون مع وكالة فرانس برس.

ومنذ بدء التصعيد نهاية أبريل، قتل أكثر من 650 مدنيا جراء القصف السوري والروسي، فيما قتل 53 مدنيا في قصف للفصائل المقاتلة والمتشددة على مناطق سيطرة قوات الحكومة القريبة، وفق المرصد السوري المعارض.

ودفع التصعيد أكثر من 330 ألف شخص إلى النزوح من مناطقهم، وفق الأمم المتحدة. وباتت مناطق بأكملها في ريف إدلب الجنوبي بينها مدينة خان شيخون شبه خالية من سكانها. وأبلغ الفاتيكان أمس دمشق قلقه إزاء وضع المدنيين في إدلب. وأعلن في بيان مقتضب أن وزير الشؤون الاجتماعية الكاردينال بيتر تركسون التقى برفقة السفير البابوي في دمشق الكاردينال ماريو زيناري الرئيس بشار الأسد صباح أمس. وسلماه رسالة من البابا فرنسيس أعرب فيها عن «قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني في سوريا، وبشكل خاص الظروف المأساوية للمدنيين في إدلب».

وحثّت الأمم المتحدة أمس أطراف النزاع كافة على «تهدئة الوضع في شمال غرب سوريا وإعادة الالتزام بوقف إطلاق النار». وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة دايفيد سوانسون لفرانس برس إنّ المنطقة «باتت سريعا واحدة من أخطر الأماكن في العالم حالياً بالنسبة إلى المدنيين والعاملين الإنسانيين». من جهتها، هددت تركيا، أمس، بإطلاق عملية عسكرية في شرق الفرات إذا لم يتم إنشاء المنطقة الآمنة المزمعة التي تسعى إليها في شمال سوريا، وإذا استمرت التهديدات التي تواجهها من القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: «سنطلق عملية في شرق الفرات إذا لم تتأسس المنطقة الآمنة المزمعة في سوريا، وإذا استمر تهديد تركيا». وأضاف جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة (تي.جي.آر.تي خبر): إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بخصوص المنطقة الآمنة بعد محادثات أمس مع المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا جيمس جيفري الذي يزور أنقرة. وتجري تركيا محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة عبر الحدود في شمال شرق سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دمارا هائلاً في البنى الأساسية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.