oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

ترويج الثقافة والاحتفاء بالمفردات التراثية

16 يوليو 2019
16 يوليو 2019

يمثل مهرجان صلالة السياحي واجهة للثقافة العُمانية حيث إن المفردات التراثية التي يعكسها في عدد من فعالياته وأنشطته تصب في ترويج الثقافة العمانية ولفت الانتباه لها سواء للقادمين من خارج السلطنة بشكل خاص، أو الأجيال الصاعدة من جيل اليوم الذي ربما لا يعرف بعضهم تفاصيل ذلك الإرث الكبير في تاريخ السلطنة على مر الحقب والعصور، أو أيضا المقيمين في عُمان الذين يتعرفون بدرجة أوضح على التقاليد والثقافة العمانية.

وعندما يكون الحديث عن الثقافة فهناك الكثير من المعاني والأشياء التي ترد إلى الخاطر، ما بين الفنون الشعبية والحرف التقليدية والصناعات المتوارثة وحتى الأزياء وطقوس الحياة بشكل عام، كل ذلك يندمج داخل مفردة ثقافة بمعناها الواسع، حيث إن هذا المعنى لا يمكن تحديده أو تأطيره فهو شديد الاتساع ويقوم على رصد مستمر في المعارف الحديثة.

لقد استطاع مهرجان صلالة السياحي وعبر رحلة استمرت لسنين عديدة أن يرسخ الانتماء للهوية الثقافية العمانية وهو يجمع ولايات ومحافظات السلطنة في بوتقة واحدة تعكس لنا تفاصيل وصورًا متنوعة عن الحياة في عمان ما بين الأمس واليوم، لأن كل ما يتعلق بالتراث الشعبي والفلكلور الذي نراه في المهرجان وتعرضه الولايات، يعني ذلك التمازج والتلاقي بين قيم الحياة التي عاشها الآباء والأجداد في الماضي كما يعني لنا أيضا الصلة المتواصلة والمستمرة مع الراهن الذي نعيشه، فجوهر أي ثقافة هو تلك المساحة المتحركة بين هنا وهناك في الإطار الزماني.

من هنا فالحديث عن مثل هذه المناسبات يعني أننا سوف نفكر فيها بأبعاد عديدة، لا تعني مجرد الجوانب الترفيهية أو الاقتصادية أو السياحية، بل تسافر بنا إلى محطات لا حصر لها من المفاهيم التي يمكن لنا أن نكتسبها والقيم التي سوف نقف عندها لنشعر بأن ثمة ثراء لا حدود له في التجربة الإنسانية العمانية عبر التنوع الإيجابي والغنى المدخر في حزم التاريخ المتوارث بتجاربه المتنوعة والرائعة.

اليوم نحن في حياة تطورت فيها المعاني المشتركة وهذا يجعل البشر يبحثون عن المشترك بالفعل، ليقول لك الفرد: هذا يشبهني، هذا ينتمي لي.

وهذا ديدن ما تحاول أن تقوله لنا الفعاليات الثقافية، وهو كذلك مقولة الأدب والفنون على مر العصور الإنسانية، أن تقرب المسافات بين الشعوب والأمم والدول، بحيث يعرف الناس خواص بعضهم البعض، كما يشعرون بالأمان والمحبة والتسامح لبعضهم، وهم يقفون على معانٍ مشتركة في المدلولات العميقة وراء الفكر الإنساني الحقيقي.

لهذا فالفكر المتعلق بالمناسبات التي لها طابع المهرجانات والاحتفالية والبعد السياحي والاقتصادي والتي تجذب الناس من مختلف البقاع، يقوم هذا الفكر على البحث عن المعاني الإنسانية الراقية وكيف بإمكان أي مكان أن يكون جاذبًا بالفعل من خلال كونه واحة للسلم والتعايش والإخاء، وهذا ليس بغريب على السلطنة التي هي أرض السلام والاستقرار ووطن المحبة والصداقة للجميع.