عمان اليوم

«الأوقاف» تقيم ندوة للتعريف بالمناسك وتفتح باب الأسئلة الشرعية أمام حجاج بيت الله

09 يوليو 2019
09 يوليو 2019

تهيئة علمية ونفسية للمستجدين من أعضاء بعثة الحج العمانية -

كتب – عامر بن عبدالله الانصاري -

أقامت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ممثلة ببعثة الحج العمانية للعام الحالي 1440 هـ، أمس الثلاثاء دورة في مناسك الحج، وذلك للأعضاء في البعثة الذين لم يسبق لهم الحج، أو ممن يريد أن يجدد معلوماته من الأعضاء الذين سبق لهم الحج.

وفي بداية الندوة رحب الشيخ وليد بن سليمان القري رئيس وفد الإفتاء والإرشاد الديني بالحضور، وشكرهم على تكبدهم عناء ومشقة الحضور مع بعد المسافة، ذاكرا أهمية الدورة في تعلم مناسك الحج للفرد بنفسه ليؤدي العبادة على أكمل وجه، ومبينا أهميتها في تكامل أدوار أعضاء البعثة على اختلاف وفودهم في خدمة حجاج بيت الله الحرام.

وقدم الندوة أحمد بن محمد الغاربي باحث فتوى في مكتب الإفتاء وعضو وفد الإفتاء والإرشاد الديني ببعثة الحج العمانية، الذي أكد على أن الحج طهارة للنفس والجسد وأنه شعيرة روحانية تتطلب التروي والطمأنينة والوقار وليست حالة استنفار قد يتوجس منها البعض.

وقد قسَّم الغاربي الندوة إلى محاور مهمة، منها آداب قاصد الحج، وشروط الحج وأنواع تلك الشروط، أنواع الحج الثلاثة، كذلك تطرق إلى أركان الحج، الواجبات، وصفة الإحرام وطرقه المكانية والزمانية، وما يتضمن قواعد الإحرام من المباحات والمحظورات، إضافة إلى ما يتعين على الحاج فعله في أيام الثامن والتاسع والعاشر من ذي الحجة، وأيام التشريق.

آداب الحج

وذكر الغاربي في الندوة الآداب التي يجب أن يتقيد بها قاصد الحج، منها إخلاص النية لله تعالى، والتخلص من جميع التبعات والحقوق، وطلب العفو والمسامحة من الناس، والتفقه في الدين، وكتابة الوصية، وترك النفقة الكافية لعياله، واختيار الرفقة الصالحة التي تعينه والتحلي بالأخلاق الفاضلة.

شروط الحج

وقسم أحمد الغاربي شروط الحج إلى قسمين، شروط وجوب، وهي العقل، البلوغ، الاستطاعة، والمحرم للمرأة.

وشروط صحة وهي الإسلام، الميقات الزماني -حيث لا يصح الإحرام بالحج إلا فيها- وهي الأشهر شوال وذو القعدة والعشر ليال الأولى من ذي الحجة.

ومن شروط الصحة الميقات المكاني فلا يجوز مجاوزتها إلا بإحرام لمن أراد الحج أو العمرة، والإنابة والإجارة تكون جائزة في حق الميت أو الحي العاجز.

أنواع الحج

كما تطرقت الندوة إلى أنواع الحج، وهي ثلاثة أنواع، حج الأفراد، وحج التمتع، وحج القرآن.

أما حج الأفراد، فهو أن يفرد الحاج بالحج فقط دون العمرة، فيؤدي المفرد جميع أعمال الحج ابتداء من اليوم الثامن من ذي الحجة ويبقى على إحرامه حتى الإحلال منه يوم النحر، وتكون تلبية حاج الإفراد بقوله: «لبيك حجة»، أو «لبيك بحجة»، وأجمع أهل العلم أن حاج الإفراد ليس عليه هدي، لذا فإن المفرد يحل من إحرامه بعد الرمي بالحلق أو التقصير مباشرة، كما أنه ليس عليه طواف إلا طواف الزيارة، إلا إن أتى مكة فيشرع له طواف القدوم.

والنوع الثاني من الحج، هو حج التمتع، والذي سيؤديه أفراد بعثة الحج العمانية، وصفته أن يحرم الحاج بالعمرة في أشهر الحج، ثم يتحلل منها حتى يحرم بالحج يوم الثامن (يوم التروية)، ويقول المتمتع في تلبيته «لبيك عمرة» أو «لبيك بعمرة»، فإذا أراد الإحرام بالحج قال «لبيك حجة»، أو «لبيك بحجة»، وبالنسبة لحاج التمتع فقد اتفق العلماء على وجوب الهدي، لمن تمتع بالعمرة إلى الحج، لذا فإن المتمتع يحل من حجه بالحلق أو التقصير بعد الهدي.

والنوع الثالث، حج القران، وهو أن يجمع الحاج بين العمرة والحج بإحرام واحد، بحيث يؤدي العمرة ويبقى محرما إلى أن يتحلل من عمرته وحجه يوم النحر، وتكون تلبية حج القران بقول الحاج «لبيك عمرةً وحجة»، أو «لبيك بعمرة وحجة».

ولحجة القران ثلاث صفات، منها أن يأتي البيت ويطوف ويسعى لعمرته، ثم إذا أتى اليوم العاشر طاف وسعى لحجته، أو أن يأتي البيت ويطوف لعمرته ويسعى لعمرته وحجه سعيا واحدا ويجزيه هذا السعي عن سعي الإفاضة ويكتفي بطواف الإفاضة يوم العاشر، وثالث الصفات أن يأتي منى مباشرة ثم يطوف ويسعى يوم النحر طوافا واحدا وسعيا واحدا يجزيه لعمرته وحجته.

وذهب جمهور من العلماء إلى أن القارن عليه هدي.

الأركان والواجبات

وبيّن الغاربي في الندوة أركان الحج، والواجبات، أما أركان الحج، فلا يجوز تركها ويفسد الحج بدونها ولا تُجبر بدم (الهدي أو الذبح)، وهي: الإحرام، والوقوف بعرفة، والطواف، والسعي.

وواجبات الحج، هي الواجبات التي لا يجوز تركها ولكن لا يفسد الحج بتركها وإنما تجبر بدم (الهدي)، وهي: الإحرام من الميقات، والمبيت بمنى، والمبيت بمزدلفة، وذكر الله عند المشعر الحرام فجر العاشر من ذي الحجة، ورمي جمرة العقبة، ونحر الهدي لمن وجب عليه، والحلق أو التقصير، والمبيت بمنى ليالي التشريق مع رمي الجمار الثلاث، وطواف الوداع.

والمتعمد لترك أحد الواجبات مع علمه بوجوبها فعليه دم، أما الناسي والغافل وكذا الجاهل فيعذر من الدم.

وأخيرا سنن ومستحبات الحج، وهي: أمور يندب فعلها ولا يترتب على تركها فساد أو دم.

الإحرام

وتطرقت الندوة إلى تعريف الإحرام، بأنه أول ركن من أركان الحج، ومعناه الدخول في نسك الحج أو العمرة أو كليهما، وأنواعه: الإحرام للعمرة، الإحرام بالحج، ويستحب الغسل قبل الإحرام ولكنه لا يشترط لصحة الإحرام وانعقاده الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر.

المباحات والمحظورات

ويباح للمحرم عدة أمور، وهي التطيب قبل الاغتسال للإحرام، والاغتسال أثناء الإحرام، وتبديل ملابس الإحرام، واستخدام المطهرات غير العطرية أو ذات النكهات الطبيعية، والسواك، كما يباح للمُحرِم لبس الحزام والنظارة وكذا لبس النعال.

أما المحظورات التي يجب أن يتجنبها المحرم لبس المخيط من الثياب، وهو ما فصل على قدر العضو للرجال، وتغطية الرأس للرجل، ولبس القفازين، ولبس النقاب للنساء، والتطيب والتعطر حال الإحرام، وإلقاء التفث والجماع ومقدماته، والفسوق والجدال، وصيد البر، والزواج والخِطْبَة.

أيام الحج

وأوضح الغاربي ما يتوجب فعله باليوم الثامن من ذي الحجة، منها الإحرام بالحج للمتمتع، والتوجه إلى منى، وأداء كل صلاة في وقتها مع قصر الرباعية، والمبيت بمنى مع الإكثار من الذكر والدعاء.

أما اليوم التاسع (يوم عرفة) فيتعين على الحاج الخروج من منى إلى عرفة بعد طلوع الشمس مع الإسراع في وادي محسر عند مجاوزته، والإكثار من التلبية والذكر، ويبدأ الوقوف بعرفة من زوال الشمس (الظهر)، وينتهي بتحقق غروب شمس اليوم التاسع، فإذا زالت الشمس استمع الناس لخطبة عرفة ثم يصلي بهم الإمام الظهر والعصر جمع تقديم، ثم يستغل الناس وقتهم بالذكر والتبتل والتضرع والدعاء وسؤال الحاجات.

بعد تحقق غروب شمس يوم التاسع تشرع الإفاضة من عرفة إلى مزدلفة، بسكينة ووقار، ويصطحب المفيض في سيره التلبية والذكر والتكبير والتهليل والتحميد إلى أن يصل (المزدلفة) فيصلي المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم المبيت بالمزدلفة، ويجمع الحصى استعدادا لرمي الجمرات.

وفي اليوم العاشر، يوم النحر، أول أيام عيد الأضحى المبارك، يجب على الحاج التبكير وذكر الله عند المشعر الحرام، والإسراع في قطع وادي محسر ومجاوزته قبل طلوع الشمس والتوجه إلى منى، ورمي جمرة العقبة الكبرى.

رمي الجمرات

ويشترط في رمي الجمرات النية، وأن يرمي الحاج 7 حصيات متفرقات، وأن يقع الحصى في الحوض، ويبدأ وقت الرمي بتحقق طلوع شمس اليوم العاشر، وانتهائه المتفق عليه بين الأمة هو من طلوع الفجر إلى زوالها، ويوسَّع إلى غروب الشمس لمن اضطر.

الهدي

وفي اليوم العاشر وبعد رمي الجمرات يشرع تقديم الهدي من بهيمة الأنعام فقط (الإبل والبقر والمعز والضأن)، وثم التوجه إلى مكة لطواف الإفاضة إن أمكن ويجوز تأخيره.

السعي

كما تطرقت الندوة إلى صفة السعي، فبعد أن يركع الحاج ركعتي الطواف وبعد استلام ركن الحجر إن أمكن توجه نحو المسعى، فإذا وصل جبل الصفا يكبر ثلاث تكبيرات ثم يقول «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ثم الدعاء بشكل عام، ثم التوجه إلى المروة، وبذلك يكون الحاج قد قطع شوطا واحدا، وفي رجوعه إلى جبل الصفا يكون قد طقع الشوط الثاني، إلى أن ينهي 7 أشواط.

وشروط السعي النية، وأن يسبقه الإحرام، وأن يسبقه طواف بالبيت، وإكمال الأشواط المطلوبة، والموالاة بين الطواف والسعي، لو انتقض وضوء الساعي أثناء سعيه فلا جناح عليه بل لا جناح عليه في ابتداء السعي من غير طهارة وكذا الطهارة من الحدث الأكبر فيجوز للحائض أو من كان متلبسا بالحدث أن يسعى.

أيام التشرق

وتبدأ أيام التشريق «11 و 12 و 13 من ذي الحجة» بعد غروب شمس العاشر من ذي الحجة، ويسن المبيت بمنى، ويتحقق بالمكث فيها أكثر الليل، والإكثار من ذكر الله، ورمي الجمار، في الأيام الثلاثة وتكون بداية الرمي بعد زوال الشمس «الظهر»، وبالنسبة لنهاية الرمي فقد وسع الشارع في وقت الرمي، والمتفق عليه من الزوال إلى الغروب، فمن لم يستطع الرمي حتى غروب الشمس وسّع له في الرمي في أي وقت في الليل، بل من لم يقدر على الرمي في الليل رخص له الرمي صبيحة اليوم التالي.

أبيح للمستعجلين «النفر» وهو أن ينفروا من منى إلى مكة بعد رمي الجمرات الثلاث من اليوم الثاني عشر، ومن أناب غيره في الرمي فليس له أن ينفر قبل الزوال بل ليس له أن ينفر إلا بعد أن يتحقق أن نائبه قد رمى عنه فعلا.

طواف الوداع

وأوضح الغاربي في الندوة أن آخر ما يأتي به الحاج بعد إتمام المناسك وقبل خروجه من الحرم هو «طواف الوداع»، بأن يطوف الحاج سبع دورات بالبيت الحرام من الحجر إلى الحجر، يعقبه ركعتا الطواف، وطواف الوداع أحد واجبات الحج لا يرخص في تركها حال السعة والاختيار.

وتضمنت الندوة فتح باب النقاش والاستفسار من الإخوة الحاضرين، وتمت الإجابة على كافة استفساراتهم والأسئلة التي تقدموا بها.