1261291
1261291
المنوعات

الدراجة الهوائية تفرض نفسها على امتداد نهر لوار في فرنسا

07 يوليو 2019
07 يوليو 2019

تور (فرنسا) - «أ.ف.ب»: يختار عدد كبير من الأشخاص الدراجة الهوائية سنويا للتنزه على امتداد نهر لوار البالغ طوله 900 كيلومتر وهو الأطول في فرنسا، على مسار يجمع بين الطبيعة والتراث وفن الطبخ.

انطلق الانجليزي أندرو ليسك (47 عاما) الآتي من مدينة شيكسبير، ستراتفورد-ابون-إيفون، من سان-نازير مصب نهر لوار على الساحل الأطلسي قبل ثلاثة أيام. وهو يحمل القليل من المقتنيات ويقطع مسافة 80 كيلومترا في اليوم. وينوي الوصول إلى بازل في سويسرا في غضون أسبوعين.

وهو توقف لدى مصلح محلي لتزييت سلسلة دراجته. ويواصل طريقه من دون أن يدفع. ويوضح دومينيك راكلان الذي يدير مقهى الدراجات في بريهيمون على بعد كيلومترات قليلة من تور في وسط فرنسا «هذا هو المبدأ. عملي يقوم على وضع بضع نقاط من الزيت أو نفخ الإطارات. واسمي: أكويي-فيلو (استقبال الدراجات)». ويتوقف هولنديون ويطلبون الحصول على خريطة ويحتسون شرابا غازيا. وأمام هذا المقهى يمتد نهر لوار مع ضفافه الرملية.

الدراجات التي تعمل بالهيدروجين التي وضعتها السلطات المحلية بالتصرف لا تجد من يستخدمها. أما الدراجات الكهربائية، فهي منتشرة على نطاق واسع. ويقول فرانك الذي يدير «رو ليب» قرب محطة تور «هي تستقطب زبائن كانوا لا يمارسون هذه الرياضة». وهو يستقبل الزبائن طوال النهار فيما يذهب مساء بعد الإغلاق لإعادة أو استعادة دراجات في مدن أخرى على ضفتي لوار مثل أمبواز. ويقول «هناك، كل المدينة تكون بلباس راكبي الدراجات الهوائية مساء». وعلى طول نهر لوار، شق مسار رسمي فيه متاجر للإيجار والتصليح فضلا عن فنادق ومطاعم ومراكز إيواء مع أكثر من 600 طرف ناشط في هذا المجال ينسقون نشاطهم ويقترحون عروضا متكاملة تشمل خصوصا المسكن. ومن أسباب نجاح هذه المنطقة أيضا، انتشار قصور عصر النهضة الفرنسي (القرنان الخامس عشر والسادس عشر) وفن الطبخ وكروم العنب.

-مليون سائح- وتفيد دراسة تعود لعام 2015 أن الانعكاسات الاقتصادية على منطقة وسط فرنسا تقدر بـ30 مليون يورو. ويوضح ميشال نادو (64 عاما) وهو متقاعد من أنغوليم «السائح على الدراجة الهوائية ينفق 57 يورو يوما. أما أنا فلا أنفق إلا 10 % من ذلك لأنني أنام في الطبيعة». على دراجته الأفقية التي يتمدد عليها على ظهره ينقل خيمته وطعامه. ويوضح وهو متجه إلى المحيط الأطلسي «أنا أندمج مع الطبيعة. فرنسا صحراء عندما نخرج عن الطرقات الرئيسية». وخلافا له، اختار آخرون أساليب راحة أكبر. فما أن يصلوا إلى محطة تور تتولى شركات أخذ حقائبهم لنقلها إلى الفندق المحجوز وتستعيدها في صباح اليوم التالي فيما أصحابها يركبون الدراجة الهوائية. المسارات المخصصة للدراجات الهوائية تمتد على 900 كيلومتر على نهر لوار وقد سلكها مليون سائح من بينهم غالبية من الفرنسيين على ما تفيد هيئة السياحة في منطقة سنتر-فال دو لوار. وكان «لوار آ فيلو» أول مسار سياحي على دراجة هوائية يدشن في العام 2006 إلا أن مسارا آخر تجاوزه من حيث عدد السياح وهو «فيلوديسيه» الذي افتتح العام 2012 ويمتد على 1200 كيلومتر على طول ساحل الأطلسي من روسكوف (مقاطعة فينيستير) وصولا إلى أنداي (بيرينه-أتلانتيك) مع 3,6 ملايين شخص العام 2018. وتعتبر فرنسا مع 16 ألف كيلومتر من المسارات ثاني وجهة عالمية للسياحة على دراجات هوائية في العالم. وثلث الأشخاص الذين يسلكون هذه المسارات هم من الأجانب وغالبيتهم من أوروبا الشمالية وفق جمعية «فرانس فيلو توريسم».