عمان اليوم

دليل استرشادي يشرح الخطوات المنهجية في جمع مواد التراث الثقافي المروي ومراحل العمل الميداني

05 يوليو 2019
05 يوليو 2019

ضمن مشروع «يشهدون» لتطوير قدرات الشباب في توثيق التاريخ الشفوي العماني -

عرض - علي الكلباني:-

أكدت اللجنة الوطنية للشباب أهمية تنفيذ مشروع (يشهدون) ضمن برنامج الولاء والانتماء الذي دشنته مع الخطة البرامجية الاستراتيجية لعام 2016-2020؛ بهدف تقوية تمسك الشباب العماني بتراثهم الحضاري والإنساني والتاريخي وتطوير قدرة الشباب ومشاركتهم في تعرّف الكنوز التاريخية والموروث الثقافي العماني الأصيل وفهمه والحفاظ عليه.

وأصدرت اللجنة دليل الجمع الميداني لمواد التراث الثقافي (مشروع يشهدون) أعدته الدكتورة عائشة الدرمكية من اللجنة الوطنية للشباب، ويقوم المشروع على تأهيل الشباب وتدريبهم على الكتابة الإبداعية والتصوير والتوثيق، ثم يقوم فريق الشباب بتوثيق التاريخ الشفوي العماني من خلال تسجيل وحفظ المعلومات التاريخية من كبار السن المحيطين بهم ممن عاصروا أحداثا مهمة اعتمادا على خبرتهم الشخصية، حيث يتضمن هذا التوثيق الحكايات الشعبية، والأمثال الشعبية، والعادات والتقاليد الاجتماعية، الطعام، والزواج، والمناسبات وغيرها من مفردات التراث الثقافي، بعدها يتم جمع مواد التاريخ الشفوي عبر التوثيق المكتوب وتسجيل الروايات بأصوات الكبار أو من خلال الفيديو، ويقوم الشباب بإشراف مشرفين مختصين بتصنيف المعلومات وعرضها من خلال إنتاج الكتيبات أو أفلام وثائقية أو إقامة معارض صور وغيرها.

تدريب 60 مشاركا!

واستعدادًا للمشروع أنجزت اللجنة الوطنية للشباب دورتين تدريبيتين تمتا تحت إشراف خبراء في التاريخ الشفوي، بلغ مجمل عدد المشاركين فيهما ستين مشاركا، شمل التدريب شبابًا من محافظات: مسقط والداخلية والظاهرة والبريمي. واكتسب المشاركون في هذه الدورات الوعي بأهمية جمع مواد التراث الثقافي وطرق الجمع وآلية إعداد دليل الجمع، وكيفية اختبار صحة المعلومات. والتدرب على تعرف بيئات جمع مواد التراث الثقافي ومواصفات فريق جمع المادة ميدانيا، والاستعداد للمقابلة وآلية تنفيذ المقابلة وتفريغها.

وتقدم اللجنة الوطنية للشباب ممثلة في مشروع (يشهدون) هذا الدليل ليكون نبراسا يهتدي به الباحثون والجامعون للتراث الثقافي وكذلك الهواة من الشباب، وقد قدمت فيه الدكتورة عائشة الدرمكية خلاصة عملها النظري البحثي والميداني في جمع مواد التراث الثقافي، راجين أن يكون إضافة نوعية للمكتبة العربية في مجال التراث الثقافي.

ويشرح الدليل بعض تلك الخطوات المنهجية التي قد تفيد الراغبين في جمع مواد التراث الثقافي فهو دليل عام وشامل لأهم المراحل وخطوات العمل الميداني، ليكون دليلا استرشاديا عاما للشباب الراغبين في دراسة التراث الثقافي.

وأوضحت الدرمكية في الدليل: «إن علاقة التراث بالثقافة المجتمعية والتاريخ الإنساني متجذرة ومتأصلة على فكرة الوجود الإنساني وابتكار نظام العيش؛ ذلك لأن الإنسان بطبعه ينتج تاريخه عن طريق الخبرة المتراكمة عبر أزمنة متعددة، وهذا التراكم هو الذي يُنتج التراث الثقافي وبالتالي التاريخ الإنساني؛ لذا فإننا عندما نريد اليوم تأسيس مشروع وطني لجمع التراث الثقافي، فإننا لا نفكر في الماضي وحسب؛ لأن التراث موجود معنا في الماضي والحاضر والغد، وحينما نفكر في التنمية والاستدامة، وعندما نجمع هذا التراث فإننا نصنع منه طريقا إلى المستقبل القريب؛ فالإنسان هو خبرة تراكمية يصنع حضارة ممتدة من الماضي إلى المستقبل. وإذا كان علينا أن نجمع هذا الإرث الحضاري ونصنفه، فإن لزاما علينا اتباع بعض القواعد العلمية الأساسية، وأن نفيد من تلك الخبرات الدولية والإقليمية التي كان لها فضل التأسيس والتأصيل لعمليات الجمع والتصنيف عبر منهجيات الأنثروبولوجيا».

والحق إن هذا المشروع الذي تتبناه اللجنة الوطنية للشباب يعتبر من المشروعات المهمة في مجال تمكين الشباب وإعدادهم ليكونوا باحثين وجامعين مسهمين في المشروعات البحثية الخاصة بالتراث الثقافي، ليكون هذا الدليل رافدا معينا لهذا المشروع الوطني المهم.

ويعد التراث الثقافي نتاجًا لفكر المجتمعات وروحها ومعتقداتها التي مثلت ضمن مراحلها المتعددة نواة الحياة وهيكل استمراريتها، حيث يشكل مجموعة من العلاقات المتشابكة والمتداخلة التي تمتد من الاجتماعي إلى الاقتصادي والسياسي، ويعتبر التراث الثقافي أساس المجتمعات بوصفه رافدا للحراك التنموي المتغير بتغير المقومات البنائية فيها وهو الركيزة الأساسية على المستويين المعرفي والقيمي.