1257084
1257084
العرب والعالم

بريكست وأزمة كاتالونيا تخيمان على افتتاح البرلمان الأوروبي المنتخب

02 يوليو 2019
02 يوليو 2019

ستراسبورج (فرنسا) - (أ ف ب): افتتح البرلمان الأوروبي دورته الجديدة أمس بحضور النواب البريطانيين الذين انتخبوا مؤخرًا في وقت منعت مدريد ثلاثة انفصاليين من إقليم كاتالونيا من شغل مقاعدهم.

وبات البرلمان الذي يضم 751 مقعدًا ومقره في ستراسبورج في فرنسا أكثر انقسامًا من أي وقت مضى بعد انتخابات مايو الماضي التي حقق الليبراليون والخضر مكاسب كبيرة فيها إضافة إلى اليمين المتشدد والمشككين في الاتحاد الأوروبي.

ومع تأجيل بريكست حتى 31 أكتوبر القادم، انعكست الانقسامات السياسية العميقة التي تشهدها بريطانيا على المشهد في المدينة الفرنسية لدى وصول النواب البريطانيين الـ73 إلى البرلمان الأوروبي.

ومع عزف النشيد الأوروبي لدى انطلاق أعمال البرلمان، أدار النواب الـ29 من حزب بريكست بقيادة نايجل فاراج ظهورهم.

«اكتساح (اللون) الفيروزي»

ونوّه فاراج الذي يشغل مقعدًا في البرلمان الأوروبي منذ عام 1999 إلى إمكانية «اكتساح (اللون) الفيروزي» لبريطانيا في حال فشلَ المحافظون الذين يحكمون البلاد بتطبيق بريكست.

ويعد حزبه -الذي يتّخذ من الفيروزي لونه الرسمي- الحزب الوطني الذي يحتل أكبر عدد من المقاعد متبوعًا بحزب الرابطة الذي ينتمي إليه وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني (28 مقعدًا).

ومقابل فاراج، جلس الليبراليون الديموقراطيون المناهضين لبريكست الذين حققوا نتائج جيدة في انتخابات الاتحاد الأوروبي ووصلوا إلى ستراسبورج مرتدين قمصانًا صفراء اللون كتب عليها «بريكست هراء» و«أوقفوا بريكست».

ونظريًا، كان من المفروض أن يضم البرلمان الجديد 705 مقاعد فقط لو أخذ بريكست في الحسبان. وعندما تنسحب بريطانيا من التكتل، سيتم إعادة توزيع 27 من مقاعد بريطانيا إلى دول أخرى بينما يتم ترك 46 مقعدًا آخر جانبًا لاحتمال انضمام أي بلد آخر للاتحاد الأوروبي.

وخلال جلسة الافتتاح كذلك، احتج الانفصاليون الكاتالونيون خارج البرلمان دعمًا لثلاثة من نوابهم منعتهم مدريد من شغل مقاعدهم.

تظاهرة كاتالونية

وشارك نحو 10 آلاف متظاهر على الأقل رفعوا أعلام كاتالونيا أمام البرلمان الأوروبي.

والنواب الثلاثة الذين حرموا من مقاعدهم هم رئيس حكومة إقليم كاتالونيا السابق كارليس بوتشيمون الذي هرب إلى بلجيكا بعد صدور مذكرة توقيف بحقه في أعقاب قيادته محاولة للانفصال في 2017، والوزير السابق توني كومين والناشط المؤيد للاستقلال أوريول خونكيراس، المعتقل في إسبانيا.

وقالت متحدثة باسم البرلمان لوكالة فرانس برس إن مقاعدهم ستبقى فارغة وهو أمر يعود «إلى السلطات الإسبانية لا البرلمان الأوروبي».

وتتمثل مهمة الجلسة الأولى بانتخاب رئيس جديد للبرلمان، وهو منصب يعد بين الأهم في الاتحاد الأوروبي.

وكان من المفترض أن يتم انتخاب خليفة للإيطالي أنطونيو تاجاني أمس لكنه تأجّل إلى اليوم لإتاحة الوقت لقادة الاتحاد الأوروبي الـ28 المجتمعين في بروكسل للاتفاق على توزيع كافة المناصب في التكتل.

ورغم المكاسب التي حققها المناهضون للاتحاد الأوروبي، إلا أن المعسكر المؤيد للتكتل حافظ على أغلبية مريحة مع حصوله على أكثر من ثلثي الأصوات بعد جمع النواب من «حزب الشعب الأوروبي» (182 نائبًا) والاجتماعيين الديموقراطيين (154) والوسطيين من حزب «جددوا أوروبا» (108) والخضر (75).

وأما أكبر قوة حزبية حكومية فهو التحالف بين حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري بمجموع 29 نائبًا. ويشكل هؤلاء العمود الفقري لحزب الشعب الأوروبي، أكبر مجموعة سياسية في البرلمان والتي عرقلت الانقسامات الداخلية في أوساطها حتى الآن تحقيق أي تقدم في ملء المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي.

لكن الوسطيين المتحالفين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعون كذلك إلى لعب دور محوري وتحقيق طموحاته بإصلاح التكتل.