صحافة

إيران: واشنطن والقوة الناعمة

30 يونيو 2019
30 يونيو 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (إيران) تحليلا جاء فيه: القرار العجيب الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مؤخرا بفرض حظر على وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» أثار استغراب الكثير من المراقبين باعتباره يستهدف المسؤول الأول عن إدارة الدبلوماسية الإيرانية والذي يُعد من مهندسي الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العالمية في صيف عام 2015 بمشاركة كل من روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى أمريكا التي انسحبت من الاتفاق في مايو 2018.

وقالت الصحيفة إنّ فرض الحظر على ظريف من قبل واشنطن يؤكد بأن الإدارة الأمريكية لا تريد التوصل إلى حلول دبلوماسية مع إيران وما تطلقه من تصريحات في هذا المجال لا يعدو كونه محاولات لذرّ الرماد في العيون، بحسب الصحيفة التي أردفت مقالها بالقول بأن ظريف يتمتع بقابليات دبلوماسية عالية سمحت له بنزع فتيل العديد من الأزمات وفي مقدمتها أزمة الملف النووي الإيراني بالتعاون مع قوى عالمية وإقليمية.

ورأت الصحيفة في فرض القطيعة السياسية على ظريف من جانب أمريكا من شأنه أن يعقّد أي محاولة لتسوية الأزمة القائمة بين طهران وواشنطن من جهة، ويؤدي من جهة أخرى إلى مزيد من التوتر بين الجانبين على كافّة الأصعدة السياسية والدبلوماسية.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن استهداف ظريف سياسيا ودبلوماسيا من قبل واشنطن جاء على خلفية الدور المحوري الذي يلعبه في إقناع القوى ذات العلاقة بالاتفاق النووي بضرورة الحفاظ على هذا الاتفاق من خلال إجراء محادثات تهدف إلى التوصل إلى إجراءات تسهم في رفع الحظر المفروض على إيران مقابل استمرارها بالتمسك بتعهداتها التي نصّ عليها الاتفاق.

كما رأت الصحيفة في فرض الحظر على ظريف من قبل واشنطن بأنه مؤشر على إخفاق الإجراءات التي اتخذتها الأخيرة ضد طهران في المجالات الاقتصادية والتجارية والتقنية، معتبرة اللجوء إلى هذا النوع من الحظر بأنه يمثل بادرة خطيرة من شأنها أن تحدّ من التأثير الإيجابي الذي تلعبه الدبلوماسية في العلاقات بين البلدان المختلفة في شتى الميادين.

ووصفت الصحيفة ظريف بأنه يمثل القوة الناعمة التي تتمتع بها الدبلوماسية الإيرانية والتي يمكن من خلال حلحلة العديد من القضايا العالقة مع أطراف تشهد علاقاتها مع طهران حالات من التأزم نتيجة خلافات سياسية أو غيرها في هذه المرحلة الحسّاسة من تاريخ المنطقة والعالم.