oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

نحو أفق جديد من الطموحات والآمال

29 يونيو 2019
29 يونيو 2019

على مدى ما يقرب من خمسة عقود من النهضة العمانية الحديثة فقد أسست عُمان دولة عصرية كما وعد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ أول يوم تولى فيه مقاليد الحكم في عام 1970، وقطعت السلطنة خطوات ملموسة وكبيرة على كافة الأصعدة، ولم يتحقق ذلك إلا بالتفاعل الكبير والتضافر بين المبادئ والعمل عليها لتكون ملموسة على أرض الواقع، من خلال تفاعل المواطنين في إنجاز التنمية الشاملة في مراحل النهضة المتدرجة منذ السبعينيات وإلى اليوم.

وإذا كان طريق النماء والنهضة طويل وشاق لا يقف عند نقطة معينة، فإن الآمال تمضي دائما باتجاه المستقبل المشرق وبالتالي العمل المستمر على المزيد من المشروعات والمنجزات في كافة النواحي، لاسيما أن هذا العصر الجديد يحمل أدواته وآلياته التي تتيح القيام بالكثير من العمل وفق توظيف لغة العصر والتقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي وغيرها من الأدوات المتاحة في هذا الإطار مع اتجاه العالم إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة والاقتصاديات الذكية الحديثة.

اليوم فإن للسلطنة بنية أساسية مستوفية الشروط وهناك الكثير من العمل الذي يؤسس للمستقبل من حيث توفير الظروف التي تساعد على استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، كما أن هناك توجيهات سامية في هذا الإطار الاستثماري من بذل كافة التسهيلات التي تتيح الانتقال إلى فجر جديد ملموس ومتحقق على أرض الواقع، ويبقى علينا أن نسير إلى الخطوات القادمة من خلال وضع البرامج العملية على مسارات العمل المتواصل وفق الاستراتيجيات التي يجري العمل عليها في كافة القطاعات التي تنظمها في الإطار العام الاستراتيجية الكبيرة لعشرين سنة قادمة، التي تعرف بالرؤية المستقبلية (عُمان 2040).

إن وقائع المستقبل حاضرة من خلال ما هو قائم ومبذول في الأمس وما هو مرتجى في اللحظة الراهنة بأمل تحقيق الفرص المنشودة عبر استلهام المنجزات في سبيل التحفيز لما هو أفضل، كذلك الإيمان القوي بأن الطريق إلى الغد هو عبارة عن خطة وهدف وغاية وعمل لا يقف عند نقطة معينة إلا ويأمل بأفضل منها، وهو ذلك المسار الذي تعلمناه من القيادة الحكيمة، فعمان اليوم هي محصلة لذلك الكفاح والعمل المستمر في قرابة خمسين سنة، ومع الاستعداد لدخول العقد الجديد من الألفية فإن الأمل في تعاظم الجهود لرسم الآفاق الأكثر إشراقا في ظل تطلعات كبيرة لا حد لها ولا سقف إلا الطموح الإنساني.

إننا في عمان بحمد الله نعيش نعمة الأمان والاستقرار، وهذا يعود إلى أسباب عديدة منها ما يتعلق بطبيعة المجتمع والسياسات العمانية الراسخة التي تأسست في العهد الزاهر، ويبقى لنا أن نستفيد من هذا المناخ مع توفر العوامل الأخرى الطبيعية والسياحية والثقافية والاقتصادية، لكي نسير إلى أفق جديد تتحقق فيه المزيد من الطموحات والآمال.