1252798
1252798
الاقتصادية

تريليون قدم مكعب من الغاز صادرات متوقعة لمشروع رباب هرويل المتكامل

28 يونيو 2019
28 يونيو 2019

بعد دخوله مرحلة الانتاج الفعلي الأسبوع الماضي -

كتب - زكريا فكري:-

تتوالى المشروعات التنموية الكبرى في السلطنة سواء على مستوى السياحة أو على مستوى قطاع النفط والغاز أو على مستوى منطقة الدقم الاقتصادية التي أصبحت منطقة جذب عالمية لأهمية موقعها كنافذة بحرية على بحر العرب، آخر تلك المشروعات وليس آخرها، الإعلان عن التشغيل الفعلي لمشروع «رباب هرويل» الذي يعد واحدا من أكبر المشاريع من حيث التكلفة الرأسمالية الذي يتيح معالجة 500 برميل من مكافئ النفط في إحدى ولايات السلطنة الجميلة وهي ولاية شليم وجزر الحلانيات.

وتوقعت مصادر في شركة تنمية نفط عمان أن تبلغ صادرات مشروع «رباب هرويل» المتكامل في منطقة جنوب امتياز الشركة، حوالي تريليون قدم مكعب من الغاز غير المصاحب، وكان المشروع قد بدء التشغيل الفعلي الأسبوع الماضي كأحد أكبر مشاريع تنمية نفط عمان من حيث التكاليف الرأسمالية. المشروع يستوعب فرص تطوير 240 مليون برميل من النفط و100 مليون برميل من المكثفات؛ ليصل إجمالي ما يرفد به المشروع، الاقتصاد الوطني للسلطنة بحوالي 500 مليون برميل من مكافئ النفط. وقد بلغت مساهمة المشروع في القيمة المحلية المضافة 300 مليون ريال عماني واستخدمت فيه 3500 كم متر من الأجهزة والكابلات الكهربائية،حيث أقيم المشروع على مساحة تعادل مساحة 200 ملعب لكرة القدم.

بلغت التكلفة الرأسمالية للمشروع 4.7 مليار دولار، وتم تشغيل مشروع رباب هرويل المتكامل لإنتاج الغاز والمكثفات من حقل رباب وإنتاج النفط من حقل هرويل بواسطة حقن الغاز القابل للامتزاج.

بلغت قيمة الوفورات التي حققتها مراجعة المعايير الهندسية للمشروع نحو 700 مليون دولار، وهو أمر نادر الحدوث في المشاريع الضخمة والأكثر تعقيدا إلا أن «تنمية نفط عمان» سجلت استثناء في هذا مشروع الذي تبلغ مساحته 1 × 1.2 كيلومتر،وتجاوز مجموع القوى العاملة في المشروع 8 آلاف عامل في مرحلة الإنشاءات.

مشروع رباب ـ هرويل الذي نفذته شركة تنمية نفط عمان يقع في بولاية شيلم وجزر الحلانيات، وخضع قبل التنفيذ لدراسات مستفيضة وعميقة ومتأنية للمكامن النفطية ومكامن الغاز، ليتم التأكد من حجم كميات النفط والغاز المتوفرة في باطن الأرض، حتى يكون الاستثمار واعدا وله مردود اقتصادي، والبداية الفعلية للمشروع كانت عام 2014.

وقد تم تطوير حقل رباب بالتدوير الجزئي وبعملية حقن الغاز المخلوط في حقلي «سخية» و«دفق»، ويتزامن مع هذا مرافق لمعالجة الغاز الحمضي، وتجميع الغاز، بالإضافة إلى أنظمة حقن الغاز وأنابيب التصدير، ومحطة جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية ضمن مرافق المشروع، إضافة إلى نظم لاسترجاع الحرارة المهدرة لتوليد البخار لحاجة هذا المشروع الحيوي والواعد للطاقة الحرارية.

يتضمن المشروع 3 قاطرات للإنتاج، القاطرة الأولى لتكرير الغاز، وتخليص الغاز من الغاز الحمضي وهو ثاني أكسيد الكبريت الذي يعد غازا ساما بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون كذلك، ليتسنى استخدام الغاز في المناطق الصناعية بمحافظة ظفار، أو للتصدير.

أما القاطرة الثانية فهي لضغط الغاز وهي عبارة عن طاقة إنتاجية قدرها 525 مليون قدم مكعب من الغاز، ويضخ هذا الغاز في المكامن لتعزيز الإنتاج، أما القاطرة الثالثة فهي للتعامل مع السوائل «المكثفات ـ الماء» لتنقيتها وجعلها صالحة للتصدير، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمشروع رباب ـ هرويل 700 مليون قدم مكعب من الغاز، ونحو 50 ألف برميل من المكثفات يوميا، بالإضافة أن محطة هرويل الأولى التي تبلغ طاقتها أيضا الإنتاجية 50 ألف برميل يوميا تسهم في المحافظة على مستويات الإنتاج.

لماذا هو المشروع الأضخم؟

مشروع رباب ـ هرويل يعتبر الأضخم في تاريخ شركة تنمية نفط عمان بسبب حجم المنشآت والتقنية العالية المستخدمة في المشروع، بالإضافة إلى حجم الاستثمار «4.7 مليار دولار». لم يتجاوز المشروع الميزانية المرصودة له، ومعظم المشاريع الضخمة بسبب تعقيدها الهندسي بالإضافة الى الأمور غير المتوقعة التي تحدث في مرحلة الإنشاء والتي تؤدي إلى تجاوز الميزانية المرصودة، ولكن في هذا المشروع لم يتم تجاوز الميزانية بل تم تحقيق وفورات كبيرة كما سبق وأشرنا.. ويرجع ذلك لعدم وجود تغييرات أو أي أعمال إضافية تذكر.

القيمة المحلية المضافة

ينسب إلى المشروع ما حققه من القيمة المحلية المضافة التي يقدمها، فالكثير من الأجهزة والمعدات ووحدات معالجة الغاز والنفط تمت صناعتها في المناطق الصناعية في صحار والرسيل ونزوى، وصهاريج عالية الضغط صنعت أيضا في صحار، والكابلات المستخدمة في المشروع كلها تم صنعها في السلطنة، وكذلك وحدات التبادل الحراري بعضها منتج عماني، وتم تجميع بعض وحدات المعالجة في نزوى، بالإضافة إلى تجميع الهياكل الفولاذية وتركيب الأنابيب وكانت ترسل جاهزة لموقع الإنشاء وتم صناعتها في صحار، مما وفر الكثير من الوقت في الإنشاءات، وساعد هذا الأمر على تقليل الوقت في أعمال الإنشاء، وتبلغ مساهمة القيمة المحلية المضافة في المشروع قرابة 350 مليون ريال عماني، وهذا يشمل المعدات التي صنعت في السلطنة ولا يشمل الواردات من الخارج، بالإضافة إلى العقود للشركات المحلية مثل عقود الإنشاء.

الكوادر الوطنية

ما يميز مشروع رباب ـ هرويل أيضا موظفي المشروع بما في ذلك القيادات العليا هم من الكوادر الوطنية ويضم فريق الشركة الذي يدير المشروع 90% من الأيدي العاملة الوطنية. وقد بدء المشروع بعد التشغيل الفعلي في اتباع نهج شركة تنمية نفط عمان بالنسبة للتعمين في مشروع رباب ـ هرويل، إذ يبلغ التعمين في شركة تنمية نفط عمان حاليا أكثر من 80% ومن المتوقع أن تكون النسبة أعلى للأيدي العاملة الوطنية في مشروع رباب ـ هرويل، من المشغلين والفنيين، مع العلم أن التعقيدات في هذا المشروع وصعوبة العمليات به والتقنية العالية المستخدمة استدعت تصميم جهاز محاكاة لكيفية تشغيل المحطة والتصدير والتخزين، فالمشغلون قبل البدء بالتشغيل على أرض الواقع يتم تدريبهم على جهاز المحاكاة وهذا الأمر مهم لمشروع بهذا التعقيد.

منظومة التصدير

المشروع سوف يتبع منظومة تصدير النفط الخام، أما بالنسبة للغاز المستخرج فسوف يمد لمشروع صلالة للغاز البترولي في محافظة ظفار، كما سيمد المنطقة الصناعية في صلالة بالغاز، وبالتالي ستكون هناك وفرة للغاز بسبب أن مشروع رباب ـ هرويل سوف يضخ كميات كثيرة من الغاز لمحافظة ظفار وبذلك سوف يوفر كميات أكبر للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال للتصدير، كما أن هناك حقولا قريبة من حقل رباب ما زالت تحت الدراسة وفي المستقبل قد يتم ربطها بمحطة رباب ـ هرويل، والمحطة قادرة على استيعاب هذا الإنتاج، والحقول الجديدة لا تتطلب إنشاء محطة جديدة، فهناك عدة حقول للنفط والغاز وما زالت الدراسة جارية من قبل المختصين.