1253065
1253065
المنوعات

«قلعة ومقام الشيخ شعلة».. مواقع أثرية بفلسطين

28 يونيو 2019
28 يونيو 2019

نابلس - العمانية: «قلعة ومقام الشيخ شعلة» الأثرية تطل من أعالي الجبال على بلدة سبسطية في الزاوية الجنوبية الشرقية من قرية الناقورة شمال مدينة نابلس على ارتفاع يبلغ 550 مترًا، تعاقبت عليها الأزمان والحضارات وتركت آثارها فوق حجارة المكان.

والقلعة ذات موقع استراتيجي وجمالي جعل منها متنفسًا تاريخيًا بين أحضان الطبيعة الخلابة؛ إذ بنيت على قمة جبل الشيخ شعلة ذي التضاريس الطبيعية الجميلة والمطل على مساحات واسعة من المناطق المحيطة على الساحل الفلسطيني.

يقول عبدالرحيم عواد المدير العام للمواقع الأثرية في وزارة السياحة والآثار في محافظة نابلس: «إن موقع قلعة ومقام الشيخ شعلة يضم بقايا أبنية أثرية تعود إلى عدة فترات تاريخية ابتداء من العهد الروماني وانتهاء بالعهد العثماني، وقد تكون البقايا الأثرية تعود إلى العصر الروماني الأقدم في الجبل الذي يحمل اسم الشيخ شعلة، وبقايا القلعة».

ويضيف عواد في حديث لوكالة الأنباء العمانية: «إن مبنى القلعة يتمتع بميزة خاصة فهو مربع الشكل يتكون من طابقين، وتوجد في الطابق العلوي عدة غرف إضافة إلى المنارة لإرسال الإشارات من خلالها، إلا أنه مهدم بالكامل ولم يتبقَ منه سوى أساسات البناء ودرج ضيق في الواجهة الغربية للبناء ويعتبر هذا الدرج مدخلا ثانويا للطابق العلوي، أما الطابق الأرضي فيتكون من أربعة أعمدة متصالبة متصلة بمساحة واسعة».

والقلعة من الداخل عبارة عن أربعة أعمدة مفتوحة على بعضها يحملها عمود كبير في الوسط وأربع دعامات لكل عقد، حيث تتميز العمدان في الداخل بتنوع تاريخها فبالإمكان رؤية قواعد الأعمدة الرومانية في الداخل وبعض الحجارة المتناثرة هنا وهناك وبقايا أعمدة وقطع من الفخار وأحجار من الفسيفساء بأحجام مختلفة تدل على تاريخ من سكن في القلعة عبر الأزمان المتعددة، ويمكن أيضا رؤية حجر ضخم مستطيل على أحد مداخل القلعة، كتبت ونقشت عليه أحرف يونانية تروي حكاية المبنى وتأثرت بعوامل الزمن، والمواقع الأثرية تم ترميمها وإعادة بنائها أكثر من مرة ويتضح ذلك من خلال الحجارة المختلفة التي بنيت منها وكان آخرها زمن العثمانيين.

وقال أحمد أبو حشيش رئيس المجلس القروي في بلدة (الناقورة): «إن القلعة بنيت لدعم وحماية منطقة السامرة وسبسطية عاصمة اليونانيين القدماء حيث كانوا يبنون قلاعهم على قمم الجبال العالية؛ لأجل خدمتهم في المجالات العسكرية خاصة أوقات الحروب»، وأهم ما يميز «مقام الشيخ شعلة» هي أنها قلعة تحمل بصمات تاريخية لكافة الحضارات التي توالت عليها، فيما يرى المؤرخون والمهتمون بالمواقع الأثرية أنه دير يوناني وجدت فيه شواهد أثرية لتماثيل معدنية لشخصية دينية يونانية، إضافة لكميات كبيرة من عمله (أنطونيوس بيلاتوس) وكانت العملة عبارة عن قربان.

ويعد الموقع الأثري بمكوناته الرئيسية موقعًا لجذب الزوار والسياح بسبب العلاقة المكانية بين قلعة الشيخ شعلة ومنطقة سبسطية أهم المواقع الأثرية في منطقة شمال الأراضي الفلسطينية؛ ولذلك فإن وزارة السياحة والآثار الفلسطينية ومجلس قروي الناقورة في محافظة نابلس كانت قد وقعت مذكرة لتطوير موقع «قلعة ومقام الشيخ شعلة» تتضمن القيام بأعمال الترميم والتطوير لأحد أهم المواقع الأثرية في المنطقة بهدف إعادة تأهيله كحديقة أثرية وموقع جاذب للسياحة الداخلية والخارجية وربطه بالمسارات السياحية خاصة تلك المرتبطة بكل من بلدة سبسطية الأثرية ومدينة نابلس كأهم موقعين سياحيين في الشمال.

الجدير بالذكر إن القلاع والحصون والمقامات التي بنيت على كل قمم الجبال الفلسطينية هي إرث تاريخي عريق تعكس التاريخ العميق لفلسطين وتتابع تاريخي وحضاري لهذا الشعب الذي عاش وما زال وسيبقى صامدا شامخا على أرضه.