1245547
1245547
العرب والعالم

45 قتيلاً في اشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في ريف حماة الشمالي

18 يونيو 2019
18 يونيو 2019

«قسد» يشكل مجلسين عسكريين في «كوباني» تزامنا مع إنشاء تركيا «المنطقة الآمنة» -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:-

قتل 45 عنصراً على الأقل من القوات السورية النظامية والفصائل المقاتلة والمسلحة أمس في اشتباكات عنيفة مستمرة بين الطرفين قرب محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتحدّث مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن «اشتباكات عنيفة اندلعت فجر أمس، إثر هجوم شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى ضد مواقع لقوات الجيش الحكومي السوري في ريف حماة الشمالي».

وتسببت الاشتباكات بمقتل 31 عنصراً من الهيئة والفصائل مقابل 14 من قوات الجيش السوري وفق المرصد.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على كامل المنطقة التي تنتشر فيها أيضاً فصائل جهادية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً.

وتزامناً مع القصف، تدور منذ أسابيع اشتباكات في ريف حماة الشمالي حققت خلالها قوات النظام تقدماً محدوداً، إلا أن الفصائل المقاتلة تشنّ بين الحين والآخر هجمات واسعة ضد مواقع قوات النظام تسفر عن معارك عنيفة.

ووثق المرصد منذ نهاية أبريل الماضي مقتل أكثر من 400 مدني، ربعهم تقريباً من الأطفال جراء القصف الذي تشنه الطائرات الروسية والسورية. كما دفع التصعيد أكثر من 270 ألف شخص إلى النزوح، وفق الأمم المتحدة. كما استهدفت الفصائل المسلحة بلدة محردة الواقعة بريف حماة الشمالي وسط سوريا، بقذائف الهاون والصواريخ.

وذكرت وكالة «سانا» بأن الفصائل المسلحة اعتدت على عدة بلدات في ريف حماة الشمالي. وأضافت أن حدات من الجيش الحكومي السوري أحبطت هجوم مجموعات مسلحة على النقاط العسكرية في محور تل ملح بريف حماة الشمالي ودمرت آلياتها وعتادها بينها عربة مصفحة في وادي العثمان.

إلى ذلك، أعلن رئيس مصلحة الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرجي ناريشكين، أن الغرب أنفق المليارات من الدولارات على دعم المعارضة المسلحة في سوريا.

وقال ناريشكين في كلمة ألقاها في الاجتماع الدولي الـ10 للمسؤولين الكبار في مجال الأمن الذي يعقد في عاصمة جمهورية بشكورتوستان الروسية مدينة أوفا، امس: «جرى في سوريا إنفاق المليارات من الدولارات لدعم جماعات المعارضة المسلحة، غير أن الدول الغربية لم تتمكن من الفصل بين الجماعات المعتدلة وجبهة النصرة».

وحذر ناريشكين الدول الغربية من عواقب محاولتها مغازلة الجماعات المسلحة في سوريا والعراق، واصفا ذلك بأنه «أمر خطير للغاية».

وتابع: «من الممكن على الأرجح أنها (الدول الغربية) تأمل بانتقال الجبهة، بعد فشل مشروع إنشاء الخلافة في الأراضي السورية والعراقية، إلى منطقة أخرى تقع بعيدا عن أوروبا، في أفغانستان أو آسيا الوسطى.. وخاصة إذا ما جرى دعم هذه الآمال بأعمال حقيقية لنقل المقاتلين إلى هناك».

من جهة أخرى، شكلت قوات «سوريا الديمقراطية» (قسد) مجلسين عسكريين في مدينتي تل أبيض وعين العرب «كوباني»، الواقعتين على الحدود مع تركيا.

وذكرت «قسد» عبر موقعها الرسمي ومواقع كردية ان الفصائل العسكرية والقيادات المحلية في تل ابيض وعين العرب أعلنت في بيانين عن تشكيل مجلسين عسكريين في هاتين المدينتين.

وأرجعت «قسد» سبب تشكيل المجلسين العسكريين الى توحيد جميع القوات العسكرية والأمنية تحت مظلتها مما يعزز خوض حملة محتملة ضد الإرهاب.

من جانبها، نقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر محلية ان تشكيل المجلسين جرى في الأيام الماضية، مشيرة الى ان قوات «قسد» أوكلت للمجلسين «مهمة أمن الحدود، والدفاع عن المدينتين من أي هجوم محتمل عليهما».

ويتزامن تشكيل المجلسين مع استمرار حديث تركيا عن « المنطقة الآمنة» التي تنوي إنشائها في شمالي سوريا، بموجب التفاهمات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وتخشى «قسد» التي تسيطر على مناطق واسعة في شمالي سوريا وشرقيها، من هجوم تركي وشيك في شرق الفرات، خاصة بعد إعلان واشنطن التي تدعم القوات الكردية، سحب قواتها من سوريا.

إنسانيا، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يوسع عمليات توزيع المساعدات الغذائية الشهرية لتصل لنحو 800 ألف شخص بشمال غربي سوريا، من بينهم النازحون حديثا من إدلب وشمال حماة.

وأوضح البرنامج الإنساني أن القتال جنوب إدلب وشمال محافظة حماة، منذ أواخر شهر أبريل وحتى شهر رمضان، أدى إلى نزوح أكثر من 300 ألف شخص، وقد قدم البرنامج مساعدات غذائية طارئة في شكل حصص غذائية جاهزة إلى 200 ألف شخص من هؤلاء النازحين.

ودفع القتال شمال حماة وجنوب إدلب برنامج الأغذية العالمي إلى تحويل عمليات توزيع الأغذية شمالا، إلى مناطق أكثر أمنا، وذلك مع ورود تقارير عن تحركات السكان نحو الشمال، بعيدا عن البلدات والقرى المتاخمة للخطوط الأمامية للقتال.

وقال البرنامج إنه نشر ما يكفي من «حصص الطعام الجاهزة للتناول»، بما يسد حاجة حوالي 190 ألف شخص، تحسبا لمزيد من التصاعد في أعداد النازحين المتوقعين.

وحسب الأمم المتحدة، دفعت ثماني سنوات من الحرب ملايين السوريين إلى حافة الجوع والفقر، كما تسبب النزاع في نزوح الملايين سواء داخل سوريا أو إلى خارجها.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه بينما يعود الكثيرون إلى ديارهم، لا يزال هناك كثيرون يعانون التشرد ويحتاجون إلى الدعم، مضيفا أنه يقدم في الوقت الحالي مساعدات إنسانية لنحو ثلاثة ملايين شخص يوميا داخل سوريا.