صحافة

احتدام المنافسة على زعامة حزب المحافظين

18 يونيو 2019
18 يونيو 2019

بدأ السباق رسميًا على خلافة تيريزا ماي، في زعامة حزب المحافظين، ورئاسة وزراء بريطانيا، وأطلق المرشحون حملاتهم استعدادا للتصفيات التي ستجرى بينهم لحين الوصول إلى اثنين من المرشحين يتم اختيار واحد منهما لتولي المنصب.

ومن سيتولى المنصب سيكون الرقم 27 في قائمة الزعماء المنتخبين لزعامة حزب المحافظين منذ نشأته عام 1809، وسيتولى الفائز أيضا منصب رئيس الحكومة، حتى انتهاء ولاية مجلس العموم الحالي عام 2022، ما لم تطرأ ظروف تدعو إلى انتخابات مبكرة، وستكون مهمة رئيس الحكومة الجديد إنجاز خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وهو ما فشلت فيه ماي وتسبب في استقالتها.

وستمر انتخابات الزعيم الجديد لحزب المحافظين بثلاث مراحل، أولها جرى يوم الخميس 13 يونيو بين نواب البرلمان المحافظين، وفيه تم استبعاد ثلاثة مرشحين لم يحصلوا على عدد الأصوات التي تمكنهم من مواصلة مشوار التنافس وهو 17 صوتًا، وسيصوتون مجددًا يوم غد 20 يونيو، مع تكرار التصويت يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع لحين الوصول إلى مرشحين اثنين فقط، وبعدها يختار أعضاء الحزب في عموم البلاد وعددهم نحو 160 ألف عضو، عن طريق التصويت بالبريد واحدًا من بين الاثنين المرشحين، ليتم الإعلان عن الفائز بمنصب رئيس الحكومة وزعيم الحزب يوم 22 يوليو.

ومن الواضح أن قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) تشكل محورًا أساسيًا في هذا السباق، كما يبدو أن «الخروج من دون صفقة» سيكون عاملًا أساسيًا في حشد التأييد خاصة من هؤلاء المحبطين حيال عدم خروج بريطانيا حتى الآن من التكتل الأوروبي.

وفي صراع التنافس بين المرشحين برز موضوع تعاطي «الكوكايين»، حيث اعترف وزير البيئة مايكل جوف علانية في برنامج أندرو مار على بي بي سي، بتناول عقار الفئة «أ» قبل عضويته للبرلمان.

وتقول صحيفة «مترو» عن جوف انه ليس الوحيد الذي يدخل على خط النار لزعامة حزب المحافظين حيث تدعي الصحيفة أن هناك سبعة مرشحين آخرين في السباق قد اعترفوا باستخدام المخدرات في الماضي.

وحده وزير الداخلية ساجيد جافيد الذي أنكر تناوله المخدرات، وهو الذي أخبر صحيفة «ديلي تلجراف» أن نقطة ضعفه الوحيدة كانت تناول طعام ناندوز وتدخين السجائر من وقت لآخر.

ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن مايكل جوف قوله «أحارب بشجاعة» في إشارة إلى انه غير مهتم باتهامه بالنفاق، ويقول انه كان يجب أن ينسحب من سباق زعامة الحزب نتيجة الكشف عن تعاطيه الكوكايين، لكنه، بحسب الصحيفة، مستعد لقيادة البلاد وسيقاتل. وفي هذا السياق تقول صحيفة «آي» إن موقف جوف في السباق مهدد، لكن المؤيدين الرئيسيين له ظلوا مخلصين. فيما تصف صحيفة «التايمز» جوف بأنه يزيد من الاعتذار المزيف أكثر من كونه صرخة معركة متحمسة، فتقول الصحيفة عنه انه «يتوسل للحصول على فرصة ثانية بعد اعترافه بتعاطي الكوكايين»، ونقلت الصحيفة أن أنصاره اعترافوا بأن حملته قد «خرجت عن مسارها» بسبب اعترافه بتعاطي المخدرات، وعندما سئل عما إذا كان يجب أن يكون قد ذهب إلى السجن، قال جوف لبرنامج أندرو مار يوم الأحد: «لقد كنت محظوظًا لأنني لم أكن كذلك، لكنني أعتقد أنه كان خطأً عميقًا». واختارت صحيفة «ديلي ميرور» التركيز على حكم البارونة وارسي بأن جوف يجب أن ينسحب من السباق لرئاسة الوزراء، ووصفته بأنه «منافق» عندما طالب بقوانين أقوى للمخدرات.

وفي إطار النزاع بين مايكل جوف وبوريس جونسون على قيادة حزب المحافظين، فالتاريخ يعيد نفسه حيث بدأ هذا النزاع عقب استقالة ديفيد كاميرون عام 2016، وانقلاب غوف وقتها على حليفه بوريس جونسون، وإعلانه ترشيح نفسه لزعامة الحزب، مما اضطر جونسون للانسحاب من حلبة التنافس، وها هو جوف يعيد الكرة مرة أخرى بالهمز واللمز على غريمه جونسون بحسب صحيفة «المترو».

وفيما اعتبرت صحيفة «ديلي تلجراف» أن الهجوم الشخصي الذي شنه مايكل جوف على بوريس جونسون مجرد «يأس»، فتقول أيضا إن فرص جوف في أن يصبح زعيمًا لحزب المحافظين قد تلاشت حيث تغلب عليه جيريمي هانت باعتباره أكبر منافسا محتملا لجونسون.

وفي تقرير نشرته صحيفة «الجارديان» بعنوان: «جوف يعيد تشغيل محاولة قيادة حزب المحافظين بالهجوم على جونسون»، قالت: إن جوف يحاول «العودة» إلى السباق، بعد «تفجير حملته» في الكشف عن تعاطيه الكوكايين في التسعينيات.