1240775
1240775
العرب والعالم

كوسوفو تحيي الذكرى الـ«20» لانتهاء الحرب بتدخل الأطلسي

12 يونيو 2019
12 يونيو 2019

بريشتينا- (أ ف ب): أحيت كوسوفو أمس ذكرى مرور 20 عامًا على تدخل قوات حلف شمال الأطلسي الذي أنهى الحرب مع صربيا ومهد الطريق لإعلان الاستقلال بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.

في 12 يونيو 1999 انتشرت قوات حلف شمال الأطلسي في كوسوفو بعد حملة قصف استمرت ثلاثة أشهر ضد القوات الصربية، وهو التاريخ الذي يمثل انتهاء سيطرة بلغراد فعليا على إقليمها السابق.

وشكلت عملية الانتشار هذه التي جرت بموجب القرار رقم 1244 الذي تبنته قبل يومين الأمم المتحدة ووضع كوسوفو تحت حماية دولية، نهاية الحرب في يوغسلافيا السابقة.

ويحظى كلينتون بشعبية في كوسوفو لدوره في انتهاء الحرب.

وقال رئيس كوسوفو هاشم تاجي متوجها إلى كلينتون «أهلا بك في كوسوفو». ورد كلينتون امام حشد في بريشتينا «أحب هذه البلاد وسيبقى من دواعي الشرف العظيم في حياتي إنني كنت إلى جانبكم ضد التطهير الاتني، ومن أجل الحرية».

وروى عدنان شوكي المتقاعد البالغ من العمر 37 عاما الذي جاء للاستماع إلى كلينتون «كان ذلك أجمل يوم في تاريخ ألبان كوسوفو. كنا نطرد من منازلنا ونتعرض للقصف ولسوء المعاملة».

وكان هذا النزاع الذي بدأ في 1998 بين القوات الصربية والمتمردين الألبان الكوسوفيين الانفصاليين، أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص هم 11 ألفا من ألبان كوسوفو وألفا صربي وبضع مئات من غجر الروما بينما اكتظت مخيمات للاجئين بأكثر من 800 ألف من ألبان كوسوفو.

ولا تزال العلاقات سيئة بين بريشتينا وبلجراد التي لم تعترف بعد باستقلال إقليمها السابق الذي أعلن في 2008.

وفيما تحظى كوسوفو بدعم الولايات المتحدة ومعظم دول الغرب، ترفض روسيا والصين الاعتراف باستقلالها وتغلقان أبواب الأمم المتحدة أمامها.

ويرتفع تمثال لكلينتون الذي يعتبر تقريبًا بمثابة «مؤسس الدولة» في كوسوفو، في وسط بريشتينا وتم إطلاق اسمه على جادة.

وبعد وصول الرئيس الأمريكي الأسبق الثلاثاء إلى بريشتينا، كرّمه الرئيس هاشم تاجي بوسام قال إنه «عربون تقدير للحرية التي جلبها لنا». ورد كلينتون مبتسما إنه «يفتخر دائما» بإسهامه.

وشملت مراسم إزاحة الستار عن تمثال نصفي لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة آنذاك مادلين أولبرايت والتي ستحضر الفعالية.لكن الأجواء ستكون ملبدة في بلجراد التي لا تزال غاضبة بسبب عملية الحلف الأطلسي.

وندد الرئيس الصربي الكسندر فوسيتش بالتدخل العسكري عام 1999، بوصفه «هجوما تشنه أقوى 19 دولة في العالم على دولة صغيرة ملتزمة بالحرية». وأضاف «ألحقوا بنا ضررا هائلا لا زلنا نتعافى منه».

واستمرت حملة حلف شمال الأطلسي على أهداف عسكرية صربية وبنى أساسية 78 يوما، موقعة قرابة 500 قتيل مدني بينهم صرب وألبان وعدد من غجر الروما بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.

ولا تزال أعمال العنف تلك ماثلة في أذهان العديد من الصرب ولا يزال الدمار الذي لحق بالمباني يشاهد في أنحاء بلغراد.وبحسب التقديرات لا يزال يقيم حوالي 120 ألف صربي في كوسوفو.

من مدينة ميتروفيتسا المقسومة (شمال)، سخر أحد الصرب ويدعى سرجان (38 عاما) من هذا «الاحتفال بجيش أجنبي، من وهم وجود مجتمع متعدد الاتنيات» الذي تقول سلطات بريشتينا انها تعمل على بنائه.

من جهته قال ابرز معارض لهاشم تاجي، زعيم اليسار القومي البين كورتي على فيسبوك «كوسوفو تبقى دولة ضعيفة، مع عدالة بالحد الأدنى وبطالة بالحد الأقصى». وتابع «عشرون سنة، مدة طويلة لشعب وضع تحت هيمنة حوالي عشرة رجال أعمال».

وتأتي الذكرى في وقت لا تزال العلاقات بين كوسوفو وصربيا سيئة، وشهدت تراجعا في الأشهر القليلة الماضية.

وتسببت سلسلة من المواجهات الدبلوماسية في انتكاسة للمحادثات الهادفة للتوصل إلى اتفاق.

والاثنين انتهز البيت الأبيض فرصة الذكرى لحض كوسوفو وصربيا على الحوار وكسر الجمود في المحادثات التي يقودها الاتحاد الأوروبي بهدف تطبيع العلاقات.

وقال البيت الأبيض إن «تدخل حلف الأطلسي أنهى حملة نظام (الرئيس الصربي السابق سلوبودان) ميلوشيفتش التي أدت إلى مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون مدني».

وأضاف: «لتكريم هؤلاء الضحايا، على كوسوفو وصربيا إعادة الالتزام بمستقبل سلمي ومزدهر لجميع مواطنيهما. وهذا يتطلب التخلي عن الخطاب المتطرف».