1237007
1237007
الرياضية

مشاهد وأحداث في «كتاب» دوري 2019 .. وظفار استحق وسام التفوق

08 يونيو 2019
08 يونيو 2019

كتب - ياســر المـنـا -

وضعت بطولة دوري المحترفين لكرة القدم آخر نقطة في سجل نسختها الماضية التي انتهت في الشهر الماضي بعد أن باحت بكل أسرارها في الجولات الأخيرة الحاسمة التي كانت بمثابة ماراثون كروي مثير تزاحمت خلاله الطموحات وكثرت التحديات وتعالت أصوات الأمنيات كل فريق يبحث عن غايته قبل أن ترفع الأقلام وتجف الصحف.

كشفت المحصلة العامة عن أن بطولة الدوري تجتهد في تخطي الظروف الصعبة والعقبات التي تعترض مسيرتها لتثبت من أقدامها في قمة هيكل مسابقات الكرة ولتمضي بخطوات ثابتة وواثقة تفرض نفسها وتصبح واقعا لا يزال يحمل حلما أن يحدث التغيير في الكرة العمانية ويعدل من نهج العمل الإداري في الأندية ويضاعف من قوة الحراك وسط الجماهير.

القراءة الفنية العامة رغم ظروف التذبذب في المستويات التي ظلت القاسم المشترك في جميع المواسم تشير إلى أن دوري المحترفين يجتهد في دورانه ليثبت نجاحه وقدرته على تجاوز المضبات والعقبات ليصل إلى غاياته ويؤسس لنقلة كروية تمنح دفعة قوية للمضي قدما ومنافسة أكبر الدوريات في المنطقة وإفراز لاعبين قادرين على تحمل المسؤوليات والدفاع عن السلطنة في المحافل الدولية في تشكيلات المنتخبات الوطنية والمنتخب الأول بصفة خاصة.

استحقت البطولة أن ينطبق عليها عبارة (الإثارة مستمرة في صراع الهبوط والبقاء) بعد أن كان هناك أكثر عدة فرق تعيش هواجس الهبوط ولذلك أضفت على المنافسة القوة والإثارة وترقب الجماهير وتوقعاتهم على ضوء الحسابات التي كانت معقدة لبعض الفرق المتقاربة في رصيدها من النقاط.

مرت البطولة في نسختها المنقضية بالكثير من المراحل المهمة التي ساهمت في أن تبلور قصة نجاح ستكون لها تأثيرات إيجابية على مستقبل المنافسة في حال استطاع اتحاد الكرة مع الأندية في تجاوز السلبيات ودعم الإيجابيات.

حسم فريق ظفار اللقب مبكرا في مشهد يؤكد الفارق الكبير بينه وبقية الأندية في الموسم الماضي ليترك بقية الفرق تتنافس على مركز الوصيف فيما كانت قمة الإثارة تنحصر في منطقة الوسط والمراكز الأخيرة وفق حسابات تشير إلى الكثير من الاحتمالات والتوقعات واستمرت إلى الجولة قبل الأخيرة والتي حسم فيها بصورة واضحة الفرق التي ودعت الدوري وظهرت كذلك الصورة القريبة من الترتيب النهائي للأندية.

لم تأت الإثارة من فراغ بل كانت نتاج تقارب الرصيد بين الأندية في منطقة الوسط والتي عاشت تحديات كبيرة في جميع الجولات الماضية والتي جاءت مليئة بالطموحات والرغبات والأحلام تؤكد الحرص على النتائج الإيجابية وتثبيت الأقدام في السباق مع اقتراب المنافسة لخط النهاية وفي انتظار آخر رمية تماس في ملعبها.

ظهرت الحقائق الفنية الخاصة بالسباق وقوة التنافس مجردة تبين عن الكثير من العوامل وعناصر التفوق والأفضلية التي كانت سببا مباشرا في رسم بياني للفرق في جدول الترتيب ليتحدد مقدار حصاد كل منها وهو أمر ربما لا يشكل قناعات وموافقة عند البعض وسط تباين الأسباب والمسببات التي كانت من الممكن أن تطبق مبدأ (كان بالإمكان أفضل مما كان) والمشهد دل على أن هناك أكثر من فريق يجتمعون تحت مظلة هذا المبدأ وفي حساباتهم بعض الأرقام الناقصة.

استحق فريق ظفار التتويج بجدارة ونجح في تجاوز كل العقبات ليحافظ على سجل خال من الخسارة في واحدة من الإشراقات الإيجابية التي لفتت الأنظار إلى أن الفريق نجح في تقديم موسم طيب للغاية ويصفه البعض بأنه استثنائي بعد أن قدم أجمل وأقوى مباريات الدوري وجاءت تعبر عن استحقاق الفريق للقب بعد أن قدم مستويات فنية قوية في نسخة هذا الموسم. حصل ظفار على اللقب وودع الشباب وصور ومجيس الدوري بعد رحلة كفاح مليئة بالرغبة في البقاء ولكن الظروف الفنية كانت أقوى وفرضت نفسها لتمنح الفرق الثلاثة تأشيرة الخروج من الدوري وفي قلب الجماهير غصة وفي نفوس الإداريين حزن كبير.

تتويج قبل الختام .. ودفع فاتورة التفوق كاملة -

فرض فريق ظفار نفسه في النسخة الماضية للدوري منذ الأيام الأولى كفارس قادم بقوة ليستعيد نغمة الانتصار والعودة لمنصة التتويج بعد أن غاب عنها ولم ينجح في الدفاع عن لقبه للموسم قبل الماضي.

هيأت إدارة النادي كل الظروف الإيجابية للفريق ليكون مختلفا عن الفرق الأخرى ومتفوقا عليها في العدة والعتاد والقدرات وهو ما يعني أن النادي نجح في توفير ميزانية كبيرة ساعدته في الإنفاق على كل فواتير النجاح والإبداع.

نجحت إدارة ظفار في ضم أشهر اللاعبين المحليين ووفقت في صفقات اللاعبين الأجانب لتوفر للجهاز الفني تشكيلة تتوفر فيها كل المواصفات وتدعم الطموحات وقادرة على تجاوز العقبات وتحقيق الانتصارات.

مضى قطار ظفار بذات قوة البدايات واستطاع تخطي أي عقبة في طريقة بسلام ويجمع المزيد من النقاط ليجلس في الصدارة ويستمر في المحافظة عليها وسجله خال من الخسارة لتزداد الدوافع عند الجهاز الفني واللاعبين والإدارة للاستمرار على هذا النحو وتحقيق النتائج الإيجابية التي تقود للتتويج.

حقق ظفار اللقب ولكن ينتظره الاختبار الصعب في كيفية المحافظة على هذا النجاح الكبير في ذاكرته القريبة ما حدث له في الموسم قبل الماضي عندما فشل في الدفاع عن لقبه وعاش موسما صعبا فقد فيه البريق والقوة وخرج من دائرة المراكز المتقدمة.

سيكون الكل في انتظار المشهد الجديد للفريق البطل في الدوري القادم وقدرته على الاستمرارية بالقوة ذاتها وأن لا يعود لعاداته القديمة ويتنازل مبكرا عن حلم الدفاع عن اللقب ويركز على البقاء فقط.

رادان نجاح يجدد الثقة .. ويوفر للنصر الاستقرار -

شهد الدوري عملا فنيا كبيرا من جانب غالبية المدربين الذين حرصوا على تقديم الأفضل وإيجاد حلول للمشاكل الكثيرة التي تعاني منها الأندية بالذات تلك التي تضم في قائمتها عددا كبيرا من اللاعبين الذين يرتبطون بوظائف حكومية أو في مؤسسات خاصة تحول دونهم والالتزام التام بمواعيد التدريبات والتواجد بصورة دائمة في الملعب.

امتزج السجل التدريبي في الدوري بين الخبرات الوطنية والأجنبية وهو ما أوجد تنافسا قويا بحثا عن التفوق وتأكيد الأفضلية.

قدم مدرب النصر الكرواتي رادان موسما طيبا مع الفرقة الزرقاء واستطاع أن يقودها إلى مركز الوصيف رغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق وأثرت على مشاركته في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وقادته للخروج من الدور التمهيدي على يد فريق هلال القدس الفلسطيني.

يملك الكرواتي رادان خبرات طيبة وسبق له أن أشرف على تدريب أندية كبيرة مما ساعده على مواجهة تحديات تجربته الأولى مع الكرة العمانية ويعد من بين المدربين الذين لفتوا الأنظار وقدموا جهدا طيبا.

النجاح الذي حققه المدرب الكرواتي قاد إدارة نادي النصر لتجديد الثقة في استمراره لموسم آخر وتم الاتفاق بصورة رسمية ليواصل المدرب مهمته للموسم الثاني وهو أمر يحقق للنادي الاستقرار الفني الذي يدعم من فرضية المحافظة على النجاحات والمكاسب التي تحققت والتقدم خطوات أخرى لتحقيق الأفضل.

المدرجات .. تأبين كبير في الحضـــور وغــياب حزين -

تنوع حضور الجماهير في المدرجات وتباين التواجد في الملاعب بين العدد الكبير وقلة وخلو بعض المباريات من أي حضور يذكر.

رسمت جماهير ظفار لوحة رائعة في ليلة تتويج فريقها باللقب وصدحت الأصوات بالتشجيع القوي ومحاولات حث اللاعبين على القتال وتقديم الأفضل وتفادي الخسارة.

وواصلت جماهير صحار حضورها الأنيق في العديد من المباريات وإن كان المشهد في هذا الموسم اختلف لحد ما عن المواسم الماضية فلم نشاهد الأمواج الخضراء في المدرجات إلا في مرات قليلة على عكس ما كان يحدث في المواسم الماضية والتي ظلت الجماهير تحتكر فوزها بلقب أفضل جمهور نظير تطبيقها الحقيقي لشعار «نحن خلفك أينما تذهب».

غاب في هذا الموسم بصورة واضحة جمهور نادي الشباب بعد أن شكل حضورا رائعا في المواسم الثلاثة الماضية وحجز لنفسه مكانا بين أفضل الجماهير التي تساند وتشجع بقوة وتتواجد في المدرجات بكثافة.

سجل جمهور مجيس وصور حضورا رائعا في كثير من مباريات الفريق في الدوري وساعد في ذلك النتائج الإيجابية للفريقين في مسابقة الكأس ولكن سارت الأمور على عكس الرغبات فلم ينج مجيس وصور في الدفاع عن فرصتهما بالبقاء وهبطا مبكرًا لدوري الأولى لتعيش الجماهير في الناديين الغياب الحزين عن مدرجات الدوري في الموسم المقبل.

الإحساس بالحسرة .. موقــف لن ينســاه حـــمزة -

تجسدت قمة أحزان الشباب عقب صافرة مباراة الشباب ونادي عمان التي خسرها الأول وكان الفوز فيها للفريقين يعتبر بداية طوق النجاة واقتراب الخاسر من الهبوط لتقارب الفريقين في حسابات البقاء.

ظهرت الحسرة كبيرة في قسمات رئيس النادي حمزة البلوشي الذي حاول رفع التخفيف على اللاعبين والجهاز الفني بعد أن عاشوا لحظات صعبة وذرف بعضهم الدموع بسبب الخسارة التي كانت تعني الاقتراب أكثر من الهبوط وفي انتظار معجزة ليبقى الفريق بالدوري.

ستبقى تلك اللحظات باقية في ذاكرة رئيس الشباب الذي نجح خلال الموسمين الماضيين في جمع الصفوف وإيجاد أكبر حالة التفاف حول النادي منذ سنوات طويلة وهو ما ساهم بشكل كبير في أن يظهر الفريق في صورة مختلفة ويتحول من فريق ينافس على البقاء بدوري الأضواء لمارد قوي يبحث عن الألقاب بقوة.

في المواسم الماضية حققت إدارة البلوشي مدعومة برجالات الشباب صورة جديدة للنادي مثالية ورائعة وأحدثت حراكا مهما في تاريخ النادي الحديث كانت محل إشادة وتقدير وانعكست في وجود الفريق منافسا قويا على اللقب لموسمين على التوالي.

في السابق تغلب رئيس الشباب وإدارته على الكثير من الصعاب ووضع ناديه في القمة وهو الأمر الذي لم ينجح في المحافظة عليه هذه المرة ليهبط الفريق وسط حسرة جماهيره.

هبوط الشباب يمثل درسًا مهمًا لمجلس إدارة الشباب وجماهيره بأن لا يتخلوا عن الأحلام الكبيرة ويستفيدوا مما حدث في مضاعفة العمل ووضع الخطط التي تعيد ناديهم قويا وقادرا على أن يستفيد من الدروس الحزينة ويعود بقوة لموقعه في الدوري مع الكبار.

تنظيم رائع وجهد مقدر للرابطة -

نجح اتحاد الكرة عبر لجنة المسابقات ورابطة المحترفين في تنظيم موسم شاق وصعب وتوجت الجهود في ليلة ختام الدوري وجاء التتويج في مراسم طيبة تدل على حرص اللجنة المنظمة على إخراج الحدث بالصورة التي تتناسب وقيمة البطولة الكروية التي تم إطلاقها مؤخرًا لتشكل نواة لتطور الكرة العمانية.

قامت رابطة دوري المحترفين بجهد كبير في تنظيم المباريات لتمثل عنوانا جميلا لبطولة يمكنها الازدهار وبلوغ الغايات بالمزيد من الاهتمام والعمل عبر التجويد ومعالجات السلبيات والأخطاء.

سيكون النجاح الذي تحقق لرابطة الدوري في تنظيم الموسم حافزًا لها وللجان الشريكة في التنظيم للعمل بشهية مفتوحة لإعداد برنامج أفضل للموسم القادم يحافظ على استمرار تصاعد المستويات الفنية في المنافسة ويضمن الإثارة والندية التي تجذب الجماهير وتعيد الحياة للمدرجات بعد أن عاشت في سبات طويل.

تنتظر الرابطة تحديات كبيرة لتؤسس لاستمرار الانطلاقة القوية لدوري المحترفين حتى يصبح منظومة كروية محترفة تدعم الخطط الرامية للنهوض بالكرة العمانية.

أهـــــداف المباريات  الأخـــيرة .. تتوج الغساني -

ظل اللاعب محمد الغساني في عدة تجاربه مع الأندية خلال مسيرته في الدوري ينافس على لقب الهداف وحصل أخيرا في الموسم الأخير على الهدف الذي ظل يطارده في المواسم الماضية وهو يرتدي شعار صحم بعد أن نجح في تسجيل 18 هدفا منحته لقب الهداف بجدارة رغم المنافسة القوية والمثيرة بينه وهداف نادي ظفار الأردني عدي الذي حل في المركز الثاني بفارق هدف وحيد.

استغل الغساني المباريات الأخيرة ونجح في تسجيل عدد من الأهداف ليتفوق على منافسه عدي الذي كان يجلس في قمة الهدافين قبل نهاية الدوري بعدة أسابيع.

حصول محمد الغساني على لقب الهداف يعزز كثيرا من وجوده في قائمة المنتخب الوطني الأول التي نجح في حجز مقعده فيها وشارك في نهائيات أمم آسيا 2019 وبرهن على أنه خيار جيد في ظل غياب المهاجمين القناصين.

يعد نجاح الغساني حافزًا له لمواصلة حضوره الرائع في الدوري وقبله مع المنتخب الوطني وكذلك لبقية المهاجمين الشباب لإثبات قدرة المهاجم العماني على التفوق وإثبات وجوده رغم لجوء معظم الأندية للبحث عن الهداف الأجنبي.