العرب والعالم

الأمم المتحدة تندّد بالظروف «المروعة» بمراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا

07 يونيو 2019
07 يونيو 2019

قتلى وجرحى في مواجهات قبلية -

جنيف - ليبيا - وكالات - ندّدت الأمم المتحدة أمس بالظروف «المروعة» في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا، مع وفاة عشرات منهم جراء إصابتهم بالسلّ ومعاناة مئات من الجوع بسبب قلة حصص الطعام بينما فقد آخرون على ما يبدو.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين روبرت كولفيل «نشعر بقلق بالغ حيال الظروف المروعة التي يحتجز فيها المهاجرون واللاجئون في ليبيا».

وحسب بيانات الأمم المتحدة، لا يزال هناك نحو 3400 لاجئ ومهاجر محتجزين في طرابلس، التي تشهد معارك مستمرة منذ بداية أبريل الفائت.

ورغم العنف وانعدام الأمان، تمكنت قوات خفر السواحل الليبية من انتشال 2300 شخص قبالة سواحل البلاد ونقلتهم لمراكز احتجاز في البلد العربي الذي تمزقه الحرب.

وأوضح كولفيل أنّ الأمم المتحدة زارت أخيرا مركز احتجاز الزنتان الذي يضم 654 لاجئا ومهاجرا. وقال إنّ الأوضاع فيه «ترقى إلى معاملة غير إنسانية ومهينة أو عقاب وقد ترقى أيضا إلى التعذيب».

وتابع «وجدنا أنهم يعانون من سوء حاد في التغذية ونقص في المياه ومحتجزين في مراكز مكتظة تفوح فيها روائح القمامة ومياه المراحيض».

وأشار إلى أن بعض المحتجزين يتلقون وجبة واحدة يوميا عبارة عن 200 غرام من المعكرونة. لكن 432 أريتريًا محتجزين هناك، من بينهم 132 طفلا، يتلقون نصف هذه الحصة الضئيلة أساسا.

- أرسلوا إلى هناك «ليموتوا» - وفي الوقت نفسه، توفي 22 شخصا في مركز الاعتقال جراء إصابتهم بالسلّ منذ سبتمبر الفائت، فيما تم احتجاز 60 آخرون مصابون بهذا الداء في قاعات حجر منفصلة وصفها كولفيل بأنها «ثقب من الجحيم».

وأوضح كولفيل أنّ عشرة مصابين آخرين نقلوا إلى مركز احتجاز الغريان في جنوب طرابلس وهو قريب للغاية من خطوط المواجهة حاليا. وأضاف أن «التقارير تفيد أنهم أرسلوا إلى هناك (الغريان) ليموتوا لعدم وجود أماكن لدفن المسيحيين في الزنتان». وتابع أنّ «السل ليس مرضا قاتلا لكن في هذه الظروف فهو يقتل الناس بشكل واضح وهناك مخاطر أن يموت المزيد، هذه أزمة حقا».

وأوضح أنه منذ نهاية أبريل الماضي قال خفر السواحل الليبي إنه نقل مئات ألأشخاص إلى مركز الخمس لإيواء المهاجرين الذي يشرف عليه جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، بمن فيهم 203 أشخاص تم تسليمهم للمركز في 23 مايو وحده.

وتابع أن مركز الخمس يؤكد أن عدد المهاجرين الموجودين فيه يبلغ 30 فقط.

وقال كولفيل «هذا مقلق على وجه الخصوص بسبب التقارير عن بيع المهاجرين (لاستغلالهم) في العمل القسري أو لمهربين يعدون بنقلهم إلى أوروبا». كما ألمح إلى «تقارير عن بيع بعض النساء لاستغلالهم جنسيا».

وطالب كولفيل الحكومة الليبية «بأن تطلق فورا تحقيقا مستقلا لتحديد أماكن هؤلاء الأشخاص المفقودين».

من ناحية أخرى، سقط قتلى وجرحى في مواجهات مسلحة ليل أمس الأول بين قبيلتي «التبو» و«الأهالي» في مدينة «مرزق» جنوبي ليبيا.

وقال مصدر محلي في المدينة، للأناضول، فضل عدم ذكر اسمه، إن المواجهات خلفت عددا من القتلى والجرحى من الطرفين (دون تحديد العدد). وأشار المصدر إلى أن المواجهات تعود « لخلافات وأعمال انتقامية بين القبيلتين»، دون مزيد من التوضيح. وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام محلية، أن عدد الضحايا وصل 13 قتيلا.