روضة الصائم

رسائل الرسول إلى الملوك والزعماء - تميم ونعيم بن أوس الداري «اسلما .. وحسن إسلامهما»

29 مايو 2019
29 مايو 2019

إعـــــــداد: مـــــــيرفت عزت -

يذكر الشيخ عبد الله بن محمد بن حديدة الأنصاري في كتاب» المصباح المضيء في كتاب النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ورسله إلى ملوك الأرض»، قال ابن منير الحلبي في شرح «مختصر السيرة» لعبد الغني: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنعيم بن أوس أخي تميم الداري: «أن له حبرى وعينون بالشام، سهلها وجبلها، وماؤها وجربها، ولعقبة من بعده لا يحاقه فيها أحد ومن ظلمهم وأخذ منهم شيئاً، فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

زاد ابن سعد بعد حبرى وعينون، قرينها وماؤها وحرثها وأنياطها وبقرها، لا يحاقه فيها أحد ولا يلجه عليهم بظلم، ومن ظلمهم وأخذ منهم شيئاً، وذكره.

وقال ابن سعد في «الوفود»: قدم الداريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك، وهو عشرة نفر منهم تميم ونعيم ابنا أوس بن خارجة والطيب بن ذرو هانئ بن حبيب وعزيز بن مالك، وأسلموا وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيب عبد الله، وسمى عزيزاً عبد الرحمن، وأهدى هانئ بن حبيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر وأفراسا وقباء مخوصا بالذهب فقبل الأفراس والقباء أعطاه العباس ابن عبد المطلب، فقال: ما أصنع به؟ قال: تنزع الذهب فتحليه نساؤك أو تستنفقه، ثم تبيع الديباج فتأخذ ثمنه، فباعه العباس إلى رجل يهودي بثمانية آلاف درهم. وقال: تميم لنا حيرة من الروم لهم قريتان يقال لإحداهما حبرى والأخرى بيت عينون، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي. قال: فهما لك، قال: فلما قام أبو بكر أعطاه ذلك، وكتب له به كتاباً، وأقام الداريين حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوصى لهم بجاد مائة وسق.

قال ابن ظفر: روى الواقدي عن خالد بن سعيد عن تميم الداري أن قال: سرت إلى الشام، فأدركني الليل، فأتيت وادياً فقلت: إني في جوار عظيم هذا الوادي الليلة، فلما أخذت مضجعي إذا قائلاً يقول:عد بالأحد، فإن الجن لا تجير على الله أحد، وأنه قد خرج نبي الأميين وصلينا خلفه بالحجون، وأسلمنا وأتبعناه، وآمنا به وصدقناه، فأسلم تسلم. قال تميم: فلما أصبحت، ذهبت إلى دير أيوب فسألت راهبة عما سمعت من الهاتف. قال: صدق، يخرج خير الأنبياء من الحرم، ويهاجر إلى الحرم، فلا تسبق إليه، فسرت إلى مكة فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مستخفياً، فآمنت به، هكذا الرواية، وهي غلط، وتميم الداري متأخر الإسلام، فوقع الغلط في الاسم.

قال ابن عبد البر كان نصرانياً، وأسلم في سنة تسع من الهجرة، قال: وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الدجال، وقال: حدثني تميم الداري، وذكر خبر الجساسة قصة الدجال، وهذا أولى ما يخرجه المحدثون في رواية الكبار عن الصغار.

يضيف الدكتور مصطفى الشكعة، في كتاب «البيان المحمدي»، أن تميم بن أوس الداري اللخمي، من بني الدار من قبيلة لخم، وأخوه نعيم بن أوس الداري اللخمي، وأخوه لأمه أبو هند بن بر الداري اللخمي. سكن المدينة بعد إسلامه ثم خرج منها إلى الشام بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، كان تميم الداري نصرانيا هو وأخوه نعيم، وأسلموا سنة 9هـ في وفد من قومهم بني الدار من لخم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم منصرفه من غزوة تبوك سنة 9هـ وكانوا تميم بن أوس، ونعيم بن أوس، وهانئ بن حبيب، والفاكه بن النعمان، وجبلة بن مالك،وأبو هند بن بر، وعبد الله بن بر ويزيد، بن قيس، وعبد الرحمن بن مالك، ومرة بن مالك، وقد أهدوا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعض الهدايا وأوصى لهم بجاد مئة وسق. وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه نعيم حبرى وبيت عينونُ وحبرون والمرطوم وبيت إبراهيم بأرض الشام، وله في الإسلام مناقب عديدة منها: أنه أول من أسرج السراج في المسجد وأول من قص، وأنه صنع منبر النبي صلى الله عليه وسلم، والوحيد من الصحابة الذي روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، واشتهر بعبادته وقراءته للقرآن وروي أنه كان يختم القرآن في سبع. وروي عنه 18 حديثا منها حديث واحد في صحيح مسلم.

يعد أول من استخدم السراج في إضاءة المساجد في الإسلام حيث نقل القناديل من بلاد الشام في تجارته إذ كان النصارى يستخدمونها في إضاءة الكنائس، وهو أول قاص في الإسلام حيث كان يجتمع بالمسلمين ويحدثهم بأخبار الأمم الغابرة وكان يجلس في المسجد ويعظ الناس ويعلمهم أمور دينهم لكن عمر بن الخطاب نهاه عن ذلك خوفا من أن يختلط ما يقصه عليهم تميم الداري من أنباء التوراة والإنجيل بما نزل به القرآن لكن بعد ذلك سمح له بالقص وجلس بنفسه يستمع إليه.

وأيضا أول من صنع المنابر في المساجد فقد صنع المنبر الأول في المسجد النبوي الشريف، والشخص الوحيد الذي روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث الجساسة وما يتعلق بالمسيح الدجال، أول أمير إسلامي على بيت المقدس بعد الفتح في بلاد الشام. أول صحابي يختم القرآن في سبع ليال في الكعبة، أول من أهدى الرسول عليه الصلاة والسلام فرسا أصيلا.

ويعد من الصحابة الخبراء في الشحن البحري والسفن والسفر حيث كانت له تجارة مع الحبشة لذلك شارك في الجهاد البحري، وطلب النبي عليه الصلاة والسلام منه أن ينوب عنه في إمامة النساء في صلاة التراويح وهذه منزلة عالية، وغيرها الكثير من المناقب التي شهد له بها الصحابة والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.