صحافة

تداعيات الاستقالة على الصعيدين الداخلي والخارجي

27 مايو 2019
27 مايو 2019

لا شك أن استقالة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي قد أحدثت هزة في الوسط السياسي البريطاني كما كان لها أثر على الصعيد الخارجي ولكن ليس بالدرجة نفسها، فبحسب تحليل سياسي كتبه كيم سبنغوبتا لصحيفة «الاندبندنت» ذكر فيه أن ماي ليست أول رئيسة وزراء من حزب المحافظين تفشل وتغادر منصبها بسبب الانقسامات الداخلية المريرة في الحزب، لكن استقالتها كانت أقل تأثيرا على العلاقات الخارجية لبريطانيا من كل من سبقوها في هذا المنصب، فهي لم تتخذ اي مواقف جدية بالمقارنة برئيسة الوزراء السابقة مارجريت ثاتشر، بل انها تصرفت كأنها تسعى فقط للحصول على صفقات تجارية جيدة في ظل الأوضاع المقلقة في الداخل بسبب الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وضرب الكاتب مثلا بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى لندن وقت الدعوة لانتخابات عامة مبكرة قبل نحو عام، وقال انه كان محقا في ذلك لتأكده أن لا أحد من مسؤولي الحكومة ولا حتى تريزا ماي نفسها سيتطرق إلى ملف حقوق الانسان أو أوضاع عشرات الآلاف من المعتقلين في بلاده.

كما تزامن إعلان ماي استقالتها مع قرب موعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبريطانيا الاسبوع المقبل، وأعلن القصر الملكي عن مأدبة سيحضرها ترامب في قصر باكنجهام مع الملكة اليزابيث، وسيجري ترامب محادثات مع رئيسة الوزراء تريزا ماي خلال الزيارة. كما اعرب عن شعوره بالأسى لتنحيها عن رئاسة الحكومة ممتدحا اياها بقوله انها «امرأة عظيمة بذلت قصارى جهدها».

ومن جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي أن موقفه من انسحاب بريطانيا لم يتغير، وان رئيس الاتحاد الأوروبي، جان كلود يونكر، تابع بأسف إعلان الاستقالة، وصرح بأنه عمل بتقدير وإعجاب مع ماي، وانه سيعمل بنفس القدر من الاحترام مع من سيخلفها في رئاسة وزراء بريطانيا.

ونقلت صحيفة «الاندبندنت» عن رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستيرجون إشادتها بتريزا ماي رغم اختلاف وجهات النظر بينهما فيما يتعلق بالبريكست وتجاهلها مصالح اسكتلندا. وكتبت ستيرجون على «تويتر» تقول: «رحيلها لن يحل فوضى البريكست التي خلقها المحافظون، ولن يقوم بذلك سوى إعادة الأمر إلى الشعب، ونظرا للظروف الراهنة، فإنه من الخطأ العميق تعيين عضو محافظ على رأس الحكومة البريطانية دون إجراء انتخابات عامة».

وفي الوقت نفسه دعا رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن، إلى إجراء انتخابات مبكرة، مؤكدا أن تيريزا ماي تقبلت أخيرا ما كانت تعلمه البلاد منذ أشهر، وان ماي لا يمكن لها أو لحزبها المتفكك والمنقسم أن يحكم البلاد.

وقال كوربين أن ماي كانت محقة في الاستقالة من رئاسة الوزراء، داعيا من يحل مكانها، كزعيم لحزب المحافظين، أن يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة. فهو يرى أن حزب المحافظين فشل تماما في مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولا يمكنه تحسين حياة الناس أو التعامل مع احتياجاتهم الأكثر إلحاحا، وان البرلمان وصل إلى طريق مسدود، ولم يقدم المحافظون أية حلول للتحديات الرئيسية الأخرى التي تواجه بلدنا. وطالب الزعيم الجديد للمحافظين، أن يدع الناس يقررون مستقبل بلدنا، من خلال انتخابات عامة فورية».