1222584
1222584
عمان اليوم

الفوانيس والإضاءات الرمضانية تعطي للشهر الفضيل طابعا استثنائيا في السلطنة

24 مايو 2019
24 مايو 2019

تُبدد الظلام وتبعث الفرحة والبهجة في نفوس الصغار والكبار -

كتبت- مُزنة الفهدية -

عندما يهل هلال شهر رمضان المبارك في السلطنة تتسابق البيوت لشراء واقتناء الفوانيس والحبال المضيئة ذات الأشكال والألوان المختلفة، بالإضافة إلى الأواني ذات الطابعٍ التراثيٍ المزيّنة بالزخارف الإسلامية الجذابة، ونجحت الفوانيس في إيجاد أجواء ذات طابع مميز، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل في مختلف مناطق السلطنة.

ملامح تراثية

وحول الزينة في رمضان قالت ريم القصابية: «أصبح تزيين المنازل والشوارع والمحلات التجارية أحد المظاهر الرمضانية في السلطنة، ويستخدم الفانوس عادة في الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب، وأصبح الآن يستخدم للتزيين».

وأضافت: تتزين البيوت والشوارع بالإضاءات الرمضانية، وخاصة بالفوانيس التي تعد واحدة من أبرز الملاح الاحتفالية والتراثية التي تميز شهر رمضان، حيث يمكنني القول: إن رمضان والفانوس توأمان لا ينفصلان، لا سيّما أنه يضيء ليالي الشهر الكريم بالأنوار الساطعة والأضواء المتلألئة، ويبدد الظلام، ويبعث الفرحة والبهجة في نفوس الصغار والكبار على حد السواء، ويعطي جوّا من الفرح طوال شهر رمضان المبارك وزرع محبة الشهر الفضيل لدى الأطفال وتهيئتهم نفسياً للعبادة والصيام».

رمز خاص

وأيًّا كان شكل الفانوس يظل الفانوس رمزًا خاصًّا بشهر رمضان، وانتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل، حيث يقوم الأطفال الآن بحمل الفوانيس في شهر رمضان، والخروج إلى الشوارع وهم يؤرجحون الفوانيس قبيل رمضان ببضعة أيام وحتى خلال أيام الشهر المباركة، ومن هنا يبدأ كل طفل في التطلع لشراء فانوسه، كما أن كثيرًا من الناس أصبحوا يعلقون فوانيس كبيرة ملونة في الشوارع وأمام البيوت والشقق وحتى على الأشجار.

وكلمة فانوس هي كلمة إغريقية تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة، وفي بعض اللغات السامية يقال للفانوس فيها «فنّاس»، وارتبط الفانوس بشهر رمضان المبارك، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من احتفالاته ولياليه، كما يعدُّ أحد المظاهر الشعبية في السلطنة، وأصبح من الضروريات التي يتم بيعها في المحال التجارية قبل شهر رمضان المبارك.

أشكال مختلفة

وتفنن صنّاع الفوانيس في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة، وتخزينها ليتم عرضها للبيع في رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة، وظلت صناعة الفانوس تتطور عبر الأزمان حتى ظهر الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلا من الشمعة.

وقالت نوف البادية: «قبل رمضان ذهبنا أنا وأخواتي إلى أحد المحلات التجارية المعروفة ببيع مختلف الأشكال للفوانيس بمختلف الأحجام، واشترينا فوانيس متنوعة لتزيين المنزل بها، وإيجاد استقبال خاص للشهر الفضيل من خلال الإضاءات والزينة.»

وعرجت بالحديث الى أن اقتناء الفوانيس في شهر رمضان باتت ظاهرة منتشرة في معظم محافظات وولايات السلطنة، مشيرة إلى تنوع الفوانيس من سنة إلى أخرى والتفنن في صناعتها بصور جذابة وملفتة، تضفي للمكان روح الإيمان والفرحة.

من جهتها قالت مريم الفهدية: تتنوع الزينة في شهر رمضان، حيث أصبحت هناك لوحات بألوان مميزة تحمل عبارات مثل رمضان كريم، ومبارك عليكم الشهر وغيرها، تعلق على الجدران أو على الأبواب، بالإضافة إلى الفوانيس المتنوعة منها التقليدية والبلاستيكية والمعدنية».

تجارة رائجة

وأثناء تسوقي في أحد المحال التجارية في ولاية نزوى قبل شهر رمضان سألت صاحب محل أواني منزلية عن أسباب انتشار بيع الفوانيس والأضواء المضيئة في معظم محلات الولاية فقال: «إن تجارة الفوانيس والحبال المضيئة وإكسسوار السفرة والأواني بشكل عام تنتعش بشكل كبير خلال شهر رمضان المبارك،» مؤكداً أنهم يستعدون مبكراً لازدياد الطلب ويحضرون كميات كبيرة من الفوانيس والأواني ذات التصاميم الخاصة بشهر رمضان المبارك.

من جهته قال ماجد الفهدي: أصبحت زينة رمضان أمر تتسابق عليه مختلف الأسر، والاستعداد له منذ وقت مبكر قبل الشهر الكريم، ومن وجهة نظري هذا يعود الى وجود وسائل التواصل الاجتماعي، حتى يتم التنافس في تصوير الأجواء الرمضانية في مختلف الأسر والقرى، وهذا الأمر قد يكون منتشرا عادةً بين النساء، وكل أسرة تقوم بتصوير مائدة الإفطار أو بيتها بوجود مختلف أنواع الزينة وتنزيلها في مواقع التواصل الاجتماعي للاطلاع عليها، وهذا بحد ذاته يثري الفرحة ويصنع جوا رمضانيا إيمانيا في نفوس الآخرين.»

ودعا الفهدي الجميع إلى عدم الاهتمام كثيرا بهذه الزينة والانشغال بها، وبالتالي الابتعاد عن استغلال الوقت في العبادة، مؤكدا في حديثه أن رمضان فرصة يجب اقتناصها لتغيير ذواتنا للأفضل.

تاريخ الفوانيس

ويعود استخدام الفوانيس وتزيين الطرق والميادين العامة بها في رمضان كما تشير الروايات إلى الدولة الفاطمية بمصر، فيما تشير رواية أخرى إلى أن الخليفة الفاطمي كان دائمًا يخرج إلى الشارع في ليلة رؤية هلال رمضان لاستطلاع الهلال، وكان الأطفال يخرجون معه يحمل كل منهم فانوساً ليضيئوا له الطريق، وكانوا يتغنون ببعض الأغاني التي تعبر عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان.