مكتبة جامع القلعة بنزوى: 32 قسما وأكثر من خمسة آلاف عنوان في مختلف فنون العلم والمعرفة

عمرها 40 عاما ومن معالم المدينة -

إعداد – مكتب عمان بنزوى -

يعود تاريخ إنشاء مكتبة جامع القلعة إلى ما يقرب من 40 عاما، حيث افتتحت مع افتتاح الجامع في عام 1980م، ويشرف على المكتبة مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم كغيرها من مكتبات الجوامع السلطانية المنتشرة في محافظات السلطنة المختلفة.

وتم إلحاقها بمرافق الجامع الداخلية وتزويدها بالعديد من أمهات الكتب، في مختلف الفنون المعرفية، كما كانت تخدم طلبة العلم، حين كان الصحن الداخلي للجامع يعج بالطلاب الدارسين في الجامع خلال فترة الثمانينات، وتخدم الطلاب الدارسين لعلوم القرآن الكريم أيضا، ولذلك قدمت المكتبة خدمة جليلة للمعلمين والمتعلمين، ووجدوا فيها المورد الثقافي والمنهل المعرفي، خاصة مع وجود نفائس الكتب، ويتم تزويدها كل عام بأحدث الإصدارات من الكتب والمطبوعات في شتى المعارف، وتحوي المكتبة ما يربو على ( 5 آلاف عنوان)، في مختلف فنون العلم والمعرفة، ولذلك تعد المكتبة اليوم من بين المكتبات المرجعية المهمة في مدينة نزوى ومحافظة الداخلية.

وتكون مواعيد افتتاح المكتبة خلال أيام شهر رمضان، حيث تتواصل من الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى الخامسة والنصف مساء. وبعد الشهر الفضيل فإن مواعيد افتتاح المكتبة ستتواصل كما كانت سابقا، حيث ستفتح أبوابها خلال الفترة الصباحية من الساعة الثامنة حتى الثانية ظهرا، وفي الفترة المسائية من الساعة الرابعة حتى التاسعة ليلا.

إثراء المكتبة بأحدث الإصدارات

حول هذه المكتبة يتحدث خالد بن حمد أمبوسعيدي إداري مكتبات بالمكتبة، فيقول: إن المكتبة يشرف عليها المركز، الذي أولاها جل اهتمامه وعنايته، إذ كل عام يتم إثراء المكتبة بأحدث الإصدارات، والمطبوعات بما يخدم الباحثين.

وحول الأقسام التي تضمها المكتبة، أكد خالد امبوسعيدي أن مكتبة جامع القلعة تضم ما يقرب من 32 قسما من أقسام المعرفة، فهناك قسم للمعارف العامة، وآخر للفلسفة وعلم النفس، وآخر لعلوم القرآن الكريم، وقسم للتوحيد وأصول الدين، وقسم للسيرة النبوية والصحابة وقسم للآداب والشعر والدراسات، كما تضم المكتبة أقساما أخرى تهتم بالعلوم التطبيقية والعلوم البحتة والعلوم الاجتماعية، إلى جانب التراجم والشخصيات والكتب الخاصة بالدراسات التاريخية، وقسم لكتب التصوف الإسلامي، وقسم الفنون الإسلامية، وقسم خاص بالكتب الجغرافية، وأخرى خاصة بعلم الأنساب، وغيرها من الأقسام، التي تتكامل معًا لتوجد مكتبة متنوعة وثرية بالمعارف.

المكتبة حاضنة للمثقف

وتحدث أحمد بن ناصر العبري، إداري مكتبات بمكتبة جامع القلعة بنزوى قائلا: إن المكتبة هي الحاضنة الملائمة التي تحتضن المثقف، وطلاب العلم والقراء، فكل ما يقرأه الإنسان مفيد في حياته ولصالحه، كما أن وجود المكتبات في أي بلد يدل على حالة ثقافية جيدة، ورصيد معرفي مهم، وتقوم المكتبة بالتعريف بأهمية القراءة، وكيف يستطيع الفرد اكتساب المعرفة، من خلال ارتياده المكتبات.

وقال أيضا: نستطيع أن نقول إن المكتبة هي بيت البحث العلمي وبيت المعرفة، وكل طلاب البحث يحتاجون إلى المكتبات، مهما كانت مجالاتهم في شتى العلوم، ففيها إثراء معرفي كبير.

وتحدث العبري عن أهمية القراءة فقال: إنها لا تزيد المعلومة فحسب، بل تعمل على زيادة القدرة على التحليل وربط الأمور ببعضها البعض، ودائما يقال إن الإنسان كثير القراءة هو إنسان كثير المهارات في الحياة، الناجحون هم الذين يقرأون كثيرا، الذي يقرأ كثيرا يرى الحياة على حقيقتها بنورها الحقيقي، ولا يعيش في سواد مظلم، لأنه دائما القراءة ، بين الفقه والتاريخ والمعلومات الثقافية في اللغات، أو في الفيزياء أو الكيمياء، أو غيرها من المعارف، تجد أن المهارات لديه تنمو، وفوق ذلك تبني الإنسان، وتبنيه ثقافيا ومعرفيا، وتمنح الفرد مهارة التعليم الذاتي، وتردده على المكتبات يعني أنه إنسان منظم، ويحتاج إلى المكتبة.

دعوة إلى زيارة المكتبة

واختتم العبري حديثه بتقديم الدعوة لجميع فئات المجتمع إلى زيارة المكتبة والاستفادة من مقتنياتها وخدماتها.

استحداث ركن خاص بالطفل القارئ

وحول استحداث ركن خاص بالطفل القارئ قال خالد أمبوسعيدي: إن المكتبة استحدثت هذا الركن ليكون الطفل أحد زوار المكتبة، حتى يتعود على دخولها، والتعرف على ما تضمه من معارف، ورغم أن الأطفال لهم كتبهم الخاصة، إلا أنه بمرور الوقت تصبح الأقسام الأخرى حاضرة في وجدانهم، ويصبح تصفح الكتب إحدى الممارسات التي يتعود عليها الطالب، بسبب ارتياده المستمر للمكتبة.

وقال أيضا: إن دور المكتبة هو ليس فقط تلبية احتياجات المثقف والباحث، بل أيضا المساهمة في صنع جيل قارئ، لذلك نأمل من طلاب المدارس في أيام إجازاتهم أن تكون المكتبة هي إحدى الوجهات التي يقبلون عليها، حتى تصبح لديهم عادة، وتتطور قدراتهم المعرفية.