1223358
1223358
المنوعات

«عمان» تلتقي نجوم «سدرة».. وتكشف تفاصيل جديدة

19 مايو 2019
19 مايو 2019

في حديث حول الرهان على نجاح الدراما العمانية -

متابعة - شذى البلوشية -

دخلت الدراما العمانية إطار التنافس في الموسم السنوي لعرض الأعمال الفنية، وهذا العام اختار تلفزيون سلطنة عمان أن يستمتع الجمهور بعملين دراميين، في ازدهار فني رفعت على إثره أسقف التوقعات بنجاح لم يسبق له مثيل، ولكن بدأت تنتشر مجموعة من الأقاويل بظلم في اختيار وقت غير مناسب لعرض المسلسل في ساعة متأخرة من الليل، وهو الذي لا يتيح للكثير من الجمهور والمشاهدين القدرة على متابعته، المسلسل الذي اجتمع فيه مجموعة من نجوم الدراما العمانية والخليجية والعربية، على رأسهم نجم الدراما الكويتية سعد الفرج، والنجم السعودي سعيد قريش، والفنان العماني القدير صالح زعل، ونجمة تونسية تألقت في أداء دور بطولة العمل.

«عمان» التقت بمجموعة من نجوم العمل ومخرجه يوسف البلوشي، للحديث حول جوانب متنوعة في العمل الدرامي العماني «سدرة».

قوة العمل

المسلسل يدخل المنافسة إلى جانب عمل تلفزيوني درامي محلي آخر، وهو ما يجعل العاملين عليه في رهان كيف يمكن جذب المشاهد لمتابعته، وماهي جوانب القوة التي يتمتع بها هذا العمل، وللتوقف حول ذلك حدثنا المخرج يوسف البلوشي بقوله: «مسلسل سدرة مسلسل درامي اجتماعي يناقش القضية الإنسانية، وهو ما يحدث الآن مع الكثير في مجتمعاتنا، من هجرة البعض لوالديهم، وأنا حقيقة زرت الكثير من دور رعاية المسنين ومراكز تأهيل المعوقين، لأتعرف على حقائق هذه القصة التي هي فعلا موجودة في مجتمعنا وهي واقع نعيشه للأسف، كما أن أحد أهم أسباب قوة مسلسل سدرة هو وجود نجوم كبار لاسيما أحد أكبر أعمدة الدراما الخليجية الفنان سعد الفرج، والنجم سعيد قريش، والنجم العراقي سعيد خيون، ناهيك أيضا عن وجود نجومنا الكبار أمثال صالح زعل، وشمعة محمد، وخليل السناني، وصالح القاسمي، بالإضافة إلى وجود نجمتين من تونس، حيث إن الممثلة التي تتقمص دور «سدرة» هي ممثلة تونسية، وقد وجدت صعوبة في إيجاد ممثلة في عمر 12 إلى 14 سنة، يمكنها أن تتحمل ظروف التصوير، وصعوبة العمل، بالإضافة إلى مقدرتها على إتقان دور الفتاة المعوقة، فقد وجدت الفنانة أمل في أحد المهرجانات تمثل على خشبة المسرح، وكنت أظنها طفلة، ولكن اكتشفت أنها تحضر الماجستير في المسرح، فقد كان اختيار ممثلة هذا الدور بحذر شديد، كما أن أحد أبرز أسباب القوة في هذا العمل هو الطبيعة، لاسيما اختيار مناظر جمالية من مدينة صلالة، وأنا جدا مستاء لأن العمل لم يعرض في وقت مناسب لأن يتابعه المشاهد».

وحول التجربة الإخراجية لـ«يوسف البلوشي» بجانب نجوم من دول الخليج والوطن العربي قال: «نحن في سلطنة عمان نملك مخرجين ولا نقل أبدا عن مخرجي دول الخليج، ولكن الأمر يحتاج إلى استمرارية، لا أن تعمل السنة وتتوقف لأربع أو خمس سنوات، فأنا عملت على آخر مسلسل في 2013 وها هي عودتي الآن في 2019، ولا أعلم متى سيكون إخراجي القادم لعمل درامي، من ناحية أخرى فإن تجربتي الإخراجية مع هؤلاء النجوم كانت جدا ثرية، وربما كنت أملك الكثير من الحذر في التعامل مع الفنان الكبير «سعد الفرج» ولكني وجدت هذا الفنان الكبير قمة في التواضع، وكان ملتزما بالوقت والدور والأداء، وفعلا هذه التجربة رغم صعوبتها في البداية ولكنها كانت جميلة في نهايتها».

المخرج العماني أهل للمنافسة

وسألنا البلوشي حول امتلاك المخرج العماني الجاهزية للمنافسة بعمله في الموسم الرمضاني، لا سيما الزخم الكبير من الأعمال الدرامية في القنوات المختلفة قال البلوشي: «المخرج العماني يمتلك الجاهزية للمنافسة والمشاركة ليس على المستوى المحلي فقط، فإذا ما توفرت الإمكانيات المادية وطاقم عمل فني متمكن، بجاهزية فنية وتقنية كبيرة، ونجوم مميزين، مع توافر نص درامي كتب بجمالية وتصاعد في أحداثه، فلا شيء أكثر يحتاجه المخرج الموهوب، فمسلسل «سدرة» تم تصويره في 2018، وكان جاهزا للعرض من فترة طويلة، وتم تسليمه للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، فالأداء لابد أن يكون دائما هكذا، والجاهزية موجودة دائما».

نقص ثقة.. وتضاعف الظلم

وحول ما يتردد عن اختيار وقت عرض غير مناسب للمسلسل، شدد البلوشي في حديثه حول استيائه الشديد لمجموعة من القضايا الشائكة والتي عبر عنها بقوله: «يتردد كثيرا أن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ستوقف التعامل مع المنتج المنفذ، وأنه لا توجد ثقة في التعامل مع المخرج العماني، وأنا أرى أن هذا ظلم مثلما ظلم المسلسل، فشخصيا أنا تعرضت للظلم مرات كثيرة وليست هذه هي المرة الأولى، أقلها أن وقت عرض أعمالي ليست في الوقت المناسب، أنا في هذا العمل كانت لديّ أمنية صغيرة جدا بعد أن استقطبت نجوما، وصرفت مبالغ كبيرة على هؤلاء النجوم، فكان عملا مكلفا ومتعبا حتى من ناحية المقدمة التي غنتها الفنانة بلقيس، وتلحين الأستاذ أحمد فتحي، وكان بإمكاني أن أقوم بتصوير هذا العمل في مسقط أو غيرها من المناطق، ولكن اختياري لظفار وطبيعتها الجميلة كان لأجل الارتقاء بالعمل، وإثبات الجودة في المسلسل العماني، وكان أملي أن يشاهد هذا العمل المشاهد العماني وأن يستمع به الكثير، وحتى نتيح الفرصة للجمهور لتغيير نظرته حول الدراما العمانية، وكانت لديّ آمال كثيرة لتغيير مسار الانتقادات السنوية حول الدراما العمانية، ورغم أن كل الأعمال تنتقد ولا ضير في ذلك، ولكن تحسين الصورة العامة عن بعض جوانب الضعف في الدراما، ورسالتي هي تطوير الدراما، وأحمد الله أننا حققنا على الأقل عملا مرضيا، ولكن الانتقادات تأتينا بشكل كبير حول وقت عرض المسلسل، ولا أعلم لماذا اختار التلفزيون هذا الوقت السيئ جدا، وأرجو أن لا يأخذ عليّ الأخوة في الهيئة على ما أقوله، ولكن أوقات العرض هذه كأنها خجل مما تقدمه الدراما العمانية، وأنا حقا منزعج من وقت عرض المسلسل، فنحن نعرض قضايا ونناقش أمورا كثيرة في العمل وهي تقدم للمشاهد والجمهور العماني، فكيف للأسر أن تشاهد عملا في وقت غير مناسب للعرض، ونحترم الهيئة إن كانت هذه وجهة نظرها في عرض المسلسل واختيار وقته».

ودعا المخرج يوسف البلوشي في ختام حديثه الجمهور والإعلاميين والنقاد من مختلف الجهات والمستويات أن يتابع العمل ويتعرف على كم الجهد الذي بذل لتقديم هذا المسلسل، وعدم الحكم عليه مسبقا دون التعمق في جوانب القوة فيه.

أم سدرة..

وفي لقاء مع الفنانة شمعة محمد التي تلعب دور أم سدرة تحدثت عن هذا الدور بقولها: «دوري في مسلسل سدرة هو دور الأم التي تخاف على ابنتها، وهذا هو حال الأم التي تخشى على أبنائها من كل شيء، فكيف إذا كانت تملك ابنة كـ«سدرة» تعاني من إعاقة، ولكن حرمت من العيش بين أحضانها، فكان دوري يركز على تلك الحسرة وذاك الألم الذي عاشته «أم سدرة» بعد الحرمان من أن تتربى ابنتها بين أحضانها، فسلط المسلسل الضوء على معاناة الطفل المعوق حين تنبذه الأسرة، ويرسل ليعيش بعيدا عن أسرته وتآلف قلوب العائلة، وهذا ما عكسه وضع «سدرة» حين أخذت إلى دار الرعاية»، وتحدثت الفنانة القديرة «شمعة محمد» عن اختيار اسم سدرة لتلك الفتاة المعوقة، وهو رمز للشجرة المثمرة، وهو ما كانت تمتلكه تلك الفتاة الصغيرة رغم إعاقتها، فهي بروحها المعطاءة امتلكت موهبة فنية في الرسم والتلوين.

خبرة السنوات..

وحول خبرة الفنانة القديرة في مشاركتها العمل إلى جانب نجوم الخليج قالت: «ليست هذه هي تجربتي الأولى للعمل مع نجوم من الخليج، بل على العكس اشتغلت لأكثر من 19 سنة من عمري الفني مع نجوم كبار من مختلف الدول، واختلطت مع مختلف النجوم الذين اكتسبت مع مشاركتي معهم خبرة كبيرة على خبرتنا الموجودة، فهذه التجربة جميلة مع سعد الفرج وسعيد قريش والبقية، بالإضافة إلى مشاركتي السابقة مع آخرين أمثال علي المفيدي وجاسم النبهان، وغيرهم من النجوم، فالتجربة الفنية في المشاركة مع الدول الأخرى لها قيمتها وجماليتها، لاسيما في صقل خبرة الفنان، وتعطيه دافعا للأمام».

ظلم الوقت

وحول الوقت الذي عرض فيه المسلسل تقول «شمعة»: رغم أن وقت عرض المسلسل جاء متأخرا بعض الشيء ولم يكن في صالحنا من ناحية العرض، حيث يعرض على شاشة تلفزيون سلطنة عمان في تمام الساعة الواحدة وعشرين دقيقة، إلا أن الإقبال على متابعة المسلسل كانت تفوق التوقعات، حيث إن جمهورنا ومعجبينا ومتابعينا سواء كانوا من السلطنة أو خارجها أصروا على أن يكونوا أول المتابعين، وهذا الإقبال كان بفضل تواجد الكوكبة الكبيرة من نجوم الدراما العمانية والخليجية.

المخرج العماني «كفؤ»

وتحدثت الفنانة شمعة محمد عن قدرة المخرج العماني وإبداعه فقالت: «المخرج العماني كفؤ، واليوم أنا أرفع القبعة تحية واحتراما لمخرجينا العمانيين، لا سيما الأستاذ يوسف البلوشي، وهو الذي يعد نموذجا للإصرار والنجاح، فنحن الآن في زمن أن يبدع الشاب العماني في شتى المجالات، فالإخراج الدرامي الذي لعبه المبدع يوسف البلوشي في هذا المسلسل كان واضحا بجمالياته وقدراته وفكره، فمن خلال «سدرة» لا أرى إلا طاقة إخراجية وصورة مبدعة للعمل الإبداعي، ورغم الضغوطات الكبيرة التي كانت تقف في طريقنا خلال التصوير، ولكن هو أبدع في اختياراته الفنية، لا سيما اختياره لمدير التصوير ومدير الصوت، وعندما يتآلف هؤلاء مع المخرج يكونون فكرا واحدا».

وأضافت: «هذه التجربة ليست الأولى في مشواري الفني مع الأستاذ يوسف البلوشي، وأنا دائما معجبة بأدائه ورؤيته الإخراجية، ولديّ يقين أنه في كل عمل سيبدع أكثر مما سبقه، وغالبا أحب التواجد في أي عمل من إخراجه حتى ولو كنت في دور «ضيفة شرف»، حيث أن يوسف البلوشي يعطي الفنان مساحة للنقاش والحوار ومستمع جيد، وقارئ أيضا للقصة والحدث ومتشبع منها، على عكس بعض المخرجين الذين يتسيدوا الموقف ويفرضوا رأيهم على الممثل، تحية للمخرج يوسف البلوشي، وأتمنى لو يعطى المخرج العماني الثقة ليقدم أفضل ما لديه في خدمة الدراما العمانية».

عدم ثقة بالمخرج

وفي لقاء مع الفنان عبدالله مرعي المشارك أيضا في المسلسل يقول: «دوري بسيط لشخص غير سوي يستهدف البسطاء وصغار السن باختصار مجرم ومروج ومحرض لغيره للوقوع بشرك ما هو فيه، وكانت تجربتي في العمل برفقة نجوم من الخليج أنا شخصيا تشرفت بهم والعمل معهم مهم جدا انتشارا وترويجا للفنان العماني، فكان تصوير العمل بشكل جميل ، والمخرج لديه رؤية مميزة، بالإضافة إلى مونتاج العمل للأستاذ نائل جرابعه، له إمكانياته الكبيرة والاحترافية».

وحول الحديث عن إمكانيات المخرج العماني قال عبدالله مرعي: «هنا أتوقف عن التعليق لأنه لدي كثير من التحفظات حول هذا الموضوع، وخاصة للتلفزيون العماني، فهناك الكثير من عدم الثقة ليس مني، ولكن من الجهات الممولة لهذا العمل، ولا أعرف السبب».

إعاقة سدرة

وتحدثت الفنانة التونسية أمل البجاوي التي أدت دور «سدرة» الفتاة المعوقة في المسلسل والتي تدور الأحداث حولها فقالت عن هذه التجربة: «بالنسبة لي كممثّلة أعتبر أن شخصيّة سدرة هي شخصية مركبّة تحمل مجموعة من الأبعاد والمقوّمات الخاصّة والتي من الصعب إيجادها في أي شخصيّة سوية، وأنا شخصيا أعتبر هذا الدور واحدا من أهم الأدوار التي لعبتها وسألعبها في مسيرتي الفنية سواء كانت في الدراما أو المسرح، لأن هذا الشخصية تمس كل فئات المجتمع دون استثناء، فسدرة هي بنت صغيرة تعاني من إعاقة دائمة، ومنذ ولادتها خبأها أهلها عن الناس (لأن حالة سدرة بالنسبة إليهم فضيحة) .. إلى أن جاء اليوم الذي ألقوا بها في مركز لرعاية المعوقين بلا رحمة ولا شفقة».

وتحدثت أمل البجاوي حول تجربتها الأولى في التمثيل الدرامي فقالت: «سعيدة جدّا بهذه التجربة، خاصة وهي الأولى لي في عالم الدراما ومن حسن حظّي أنها كانت برفقة ثلّة من ألمع نجوم الدراما الخليجية والعربية. وأنا فخورة جدّا بالعمل معهم خاصّة وأنّي تعلّمت الكثير والكثير منهم دون استثناء. أما بالنسبة لظروف التصوير والكواليس فقد كانت مسلّية إلى أبعد الحدود خاصّة الجوّ العام مع المجموعة ككل من ممثلين وتقنيين».

وحول نجاح العمل تقول البجاوي: «شخصيّا كنت أتوقّع نجاحا باهرا حتى من قبل بداية بثّ المسلسل، وذلك لعدّة أسباب أولّها الموضوع الاجتماعي الرائع الذي يتناوله العمل وثانيا ترسانة النجوم الكبار المشاركين في هذا المسلسل، وبالفعل فإن المسلسل اليوم يحقّق نجاحا كبيرا حسب الأصداء القادمة من السلطنة وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتّى مع وجود عمل محلّي آخر فإن هذا لا يمنع بتاتا نجاح مسلسل «سدرة»، وذلك لأهمية قصته التي تجسد حياة اجتماعية وإنسانية يمكن أن تشد الانتباه.

مشاركة شابة

واختار المسلسل إحدى الفنانات العمانيات الشابات للمشاركة فيه، وكان لنا لقاء معها، وهي الممثلة بثينة ناجمان، التي حدثتنا عن دورها في العمل بقولها: «شاركت في مسلسل سدره العماني بدور وشخصية عاملة المنزل اسمها نتاشا، وهذا كان بالنسبة لي من أصعب الأدوار التي أقدمها للشاشة العمانية، من ناحية إتقان دور عاملة ولغتها العربية المتقطعة».

وأضافت بثينة حول الدور الذي تلعبه بقولها: «من هي نتاشا؟ كثيرا ما تعتقدون أنها مجرد عاملة في مسلسل ولا يملك هذا الدور أية أهمية، ولكن نتاشا تربطها علاقة كبيرة بـ «سدرة» وهي الوحيدة التي ستواجه كل شخصيات المسلسل وستكون قريبة منهم، وهي أيضا أشبه بحلقة وصل».

وحول تجربة العمل مع المخرج يوسف البلوشي قالت الفنانة: «المخرج يوسف البلوشي الملقب بملك السينوغرافيا، هو أحد أسباب نجاح العمل، فهو يتعامل مع طاقم العمل والممثلين كالعائلة الواحدة، ويحترم رأي وفكر الجميع، ويشاور الصغير والكبير في تحسين العمل».