1217389
1217389
روضة الصائم

مكتبة جامع السلطان قابوس بنزوى قبة ثقافية ومنارة علم للباحثين والزوار

13 مايو 2019
13 مايو 2019

إعداد: مكتب عمان بنزوى -

تقع المكتبة في طابقين مع اعتناء بالتصاميم الزخرفية وتوفير مناخ هادئ للقراءة -

حمد الحراصي: استحداث ركن للطفل القارئ وتأثيثه بالألعاب الهادفة التي تغرس القيم -

أحمد السناني: تضم أكثر من 5 آلاف كتاب متنوع وتوفر وسيلة التصوير واستخدام الإنترنت -

وجود المكتبة ضمن مرافق الجامع، يعزز من الرسالة الثقافية والدينية التي يؤديها للمجتمع، فهذه الجوامع ليست لأداء الصلاة فحسب، بل هي مراكز ثقافية، تتمثل في تخصيص جزء من مرافق الجامع ليكون مكتبة عامة، تخدم الباحث والمثقف ويجد فيها ضالته التي ينشدها ويبحث عنها، كما يجد عاشق الكتاب لذته من قراءة الكتب، والتعرف على عناوين كثيرة لكتب لم تكن في باله، ومن بين هذه الجوامع التي يؤمها الباحثون والقراء الشغوفون بالكتاب هو جامع السلطان قابوس بنزوى، حيث يضم مكتبة الجامع تمثل أنموذجا رائعا للمكتبات الحديثة في مدينة نزوى بمحافظة الداخلية.

5 آلاف كتاب في مختلف التخصصات

والزائر للجامع لا شك أن المكتبة ستكون له محطة ثقافية رائعة، فيها يجد من يستقبله بأحسن استقبال، ويأخذ بيده ليعرفه على أقسام المكتبة، وفيها سيجد الأمكنة المخصصة لخدمته، حيث تتوفر في المكتبة مقاعد جلوس مريحة مع حواسيب حديثة يمكن أن يستخدم في البحث الرقمي عن أي مادة علمية يرغب في البحث عنها، أو كتاب يمكن أن يقرأه إلكترونيا، مع توفر الكثير من الكتب الورقية التي تزيد عن 5 آلاف كتاب، وفي مختلف التخصصات العلمية والثقافية والفنية بما فيها من رسائل الماجستير والدكتوراه خصص لها ركن ضمن أقسام المكتبة، وقسم للصحف اليومية، فهذه المكتبة تم رفدها بمختلف المعارف من أمهات الكتب في جوانب الأدب والدين والفلسفة وعلوم الفلك والاجتماع وغيرها.

المكتبة في طابقين بتصاميم زخرفية

افتتحت المكتبة مع افتتاح جامع السلطان قابوس بنزوى، تحت إشراف مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، حيث افتتح الجامع يوم الجمعة الثالث من ذي الحجة لعام 1436هـ/‏‏‏ 18 سبتمبر 2015م، أما المكتبة فتقع في طابقين، يشغل الطابق الأرضي مساحة تقدر بـ 137 مترا مربعا، بينما يشغل الطابق الأول مساحة 140 مترا مربعا.

أما عن جمالية التصميم المعماري لهذه المكتبة، فهي امتداد لجمالية التصميم للجامع، الذي يعد تحفة معمارية حديثة، يقع الجامع ضمن المخطط الجديد الذي يتم تطويره بمدينة نزوى، عند تقاطع الطرق الرئيسية التي تربط نزوى بمسقط وصلالة وبهلا، حيث تظهر من بعيد مناراته الأربع، أما المكتبة فتقع في الجهة الشرقية من الجامع، وبجانبها فصول دراسية وقاعة متعددة الأغراض، ويلاحظ الزائر للجامع والمكتبة الاعتناء الهندسي الخاص، في التصاميم الخلابة واستخدام جميع العناصر الزخرفية، خاصة في الأبواب والفواصل الخشبية والمشربيات.

مساحة من الجمال خصبة بالهدوء

يقول أحمد بن حمد بن مسعود السناني أمين مكتبة أول، إن الزائر لمكتبة جامع السلطان قابوس بنزوى تنفتح أمامه مساحة من الجمال خصبة بالهدوء، يلمسها بعينه بمجرد أن يدخل، تتوزع فيها أقسام المكتبة برفوفها الخشبية، وتوجد أماكن للجلوس في كل قسم، بحيث يمكن الاستفادة من الكتب القريبة منها، وهذا يسهل على العاملين فيها إرجاع الكتب إلى مكانها، إذا عادة ما يرغب القارئ في الجلوس قريبا من القسم الذي يبحث عنه، ويمكنه أن يتنقل في التصفح بين كتاب وآخر في سهولة ويسر.

2957 زائرا خلال العام الماضي

ويقول السناني أيضا: تم تخصيص أماكن خاصة للقراءة مزودة بحواسيب حديثة، ويمكن استخدام خدمة الإنترنت، إلى جانب خدمة التصوير للمستفيدين من مصادر المعلومات، مع الالتزام بحقوق الملكية الفكرية، أما عن عدد الزوار في شهر ابريل الماضي فيبلغ 736 زائرا، وفي إحصائية لعدد زوار المكتبة خلال العام الماضي، فيبلغ عددهم 2957 زائرا من مختلف الأعمار.

وأغلبهم من فئة الشباب الطامحين للمعرفة والمحبين للقراءة.

أما عن ساعات الدوام الرسمي ومواعيد افتتاح المكتبة خلال أيام شهر رمضان، فتتواصل من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الخامسة والنصف مساء. وفي غير هذا الشهر الفضيل فإن مواعيد افتتاح المكتبة ستتواصل كما كانت سابقا، حيث تفتح أبوابها خلال الفترة الصباحية من الساعة الثامنة وحتى الثانية ظهرا، وفي المساء من الساعة الرابعة وحتى التاسعة ليلا.

استحداث ركن خاص للطفل

وتحدث حمد بن سالم بن محمد الحراصي أمين مكتبة أول: أن ما تتميز به مكتبة جامع السلطان قابوس بنزوى، هو استحداث ركن خاص للطفل القارئ، وفي هذا الركن تتوفر قصص دينية وتربوية وموسوعات وقواميس علمية وحقائب وألعاب تعليمية.

ويقول أيضا: تم تهيئة القسم ليكون روضة معرفية ظليلة للأطفال، والمكتبة تستقبل مجموعات كثيرة من الزوار، بما فيهم الأطفال وطلاب المدارس الصغار، وذلك بالتنسيق المسبق مع إدارة المكتبة، حتى يتم استقبالهم والاستغلال الأمثل لوقت وجودهم داخل المكتبة. وهذا الركن يحفز الصغار على أهمية القراءة، ويغذي فيه روح التثقيف الذاتي من خلال قراءة الكتب الخاصة بهم.

وما هو جدير بالذكر أن الزائر للمكتبة يلامس الانسيابية في العمل والهدوء التام، ويشعر وكأنه داخل مكتبته الخاصة، حيث يحرص كادر المكتبة على تهيئة كافة السبل لتكون الساعات التي يقضيها الزائر فيها الكثير من المتعة والفائدة.