1217120
1217120
روضة الصائم

نسّاخ عمانيون: النسّاخ عامر الريامي عاصر العديد من العلماء واهتم بنسخ الكتب وعاش في القرن 12 هـ

12 مايو 2019
12 مايو 2019

حرص على تربية أولاده تربية صالحة فكان منهم العلماء والشعراء -

كتب: سيف بن سالم الفضيلي -

لغزارة الإنتاج الفكري العماني ظهر النساخون العمانيون ليتولوا أمر الكتابة، سواء كان ذلك نقلا عن المؤلفين، أو بإملاء العلماء لهم، أو نسخا لكتب قديمة، أو أنهم كعلماء نسخوا لأنفسهم.

وتميز النساخون العمانيون بأنهم على قدر من الثقافة وجودة الخط فقد أعملوا جهدهم وتفننوا في الخطوط وفي تمييز بعض الكتابات والكتب بألوان معينة ونقوش وتقسيمات، ومع وجود النساخون كان للعلماء المؤلفين باعا كبيرا في نسخ الكتب لأنفسهم دون الحاجة الى نساخ خاص.

حلقاتنا في ملحق (روضة الصائم) لهذا العام اخترناها لقارئنا الكريم ان تكون عن (النساخون العمانيون) ليتعرف على الدور الكبير والجهد الحثيث الذي قام به الأجداد لنقل إرثهم وانتاجهم الفكري عبر القرون الماضية لتستفيد منه الأجيال جيلا بعد جيل.

ولقد كان لـ «دائرة المطبوعات» بوزارة التراث والثقافة تعاونا كبيرا في هذا الجانب حيث زودتنا بالمخطوطات التي حملت خطوطهم الفريدة كما استعنا بـ (معجم الفقهاء والمتكلمين الاباضية- قسم المشرق) عن سير هؤلاء النسّاخ.. فكانت هذه السلسلة من الحلقات.

أديب فقيه، وناظم للشعر عاش في القرن الثالث عشر الهجري، ولد ونشأ في بلدة النزار من أعمال إزكي وجد واجتهد في تحصيل العلم وعكف على القراءة والمطالعة واخذ العلم عن الشيخ سعيد بن سالم الفارسي والشيخ محمد بن سالم القرن المنحي.

عاصر الريامي العديد من العلماء وكان مهتما بنسخ الكتب وقد حرص على تربية أولاده تربية صالحة فكان منهم العلماء والشعراء كابنيه ناصر وعلي وحفيده عبدالرحمن بن ناصر.

وعندما دخل الوهابية الى عمان سنة 1222هـ/‏ 1807م وفعلوا فيها الأفاعيل كان من نصيب الشيخ الريامي أن أسروه ودخلوا بيته وأخذوا الكتب وأحرقوها فرحل الى تنوف بالجبل الأخضر فأقام فيها فترة طويلة ثم رجع في آخر عمره الى بلدته النزار وتولى القضاء في مسقط للسلطان سعيد بن سلطان.

من آثاره العلمية (الدرر المنتقى وسلم الارتقا، وشرح الدرر المنتقى وسلم المنتقى، ورسالة في نسب بني ريام وتاريخهم، وكتاب في علم الحرف والفلك المستقيم، وكتاب في تاريخ عمان، ورسالة وجهها للشيخة عائشة العامرية، وبعض الجوابات والأقضية الفقهية، وقصائد في المدح والوصف وغير ذلك ما توجد له الغاز وأجوبة نظمية في مسائل الميراث ضمنها كتابه «الدرر المنتقى» في باب النوادر.

ومما ذكره في ختام الكتاب الذي نسخه بخط يده (وقع الفراغ من تزبير هذا الكتاب المحتوي على دقائق معاني الأحاديث بعون الله ومنه ضحى الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الآخر سنة 1237 من الهجرة، بقلم الفقير الى الله عامر بن سليمان بن محمد بن خلف بن حسن الريامي الازكوي العماني ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).