humdah
humdah
أعمدة

الحل في الاستسلام أحيانا

12 مايو 2019
12 مايو 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

عندما تواجهنا مشكلة سواء في بيئة العمل أو في حياتنا الشخصية، نبذل كل جهدنا لمحاولة حلها، وسنصاب بالإحباط لو فشلنا في ذلك، إلا أن المشكلة كما يراها تيم هريريا في مقال جميل نشر في مجلة نيويورك تايمز هو ليس في المشكلة ذاتها بقدر ما هو في إصرارنا على إيجاد حل لها، دون أن نتوقف قليلا ونسأل ذواتنا، هل يتوجب علينا فعلا حل هذه المشكلة؟ ولماذا علينا أن نفعل ذلك؟ ذلك أن الحل أحيانا كما يقول الكاتب هو في التوقف عن محاولة العثور على حل لأي مشكلة، بمعنى أننا بحاجة لأن نتعلم الطريقة الصحيحة للفشل، وعوضا عن الاستماتة في حل مشكلة استعصى حلها قد يكون من الأنسب أن نتوقف قليلا ونطرح على أنفسنا هذا السؤال: لماذا علينا أن نحل المشكلة من الأساس، نحتاج أن نعطي أهمية أكبر لأن نعي أفكارنا، والوعي الذاتي هذا مهارة قل من يتقنها للأسف الشديد، وإن كان الغالبية من الناس يعتقدون بأن لديهم وعيا ذاتيا عاليا، وأنهم يعرفون ما يريدون حقا، وهو ما أظهرته دراسة أعدت عام 2014 أظهرت أن 95% ممن شملتهم الدراسة يعتقدون بأن وعيهم الذاتي عالي جدا،إلا أن الحقيقة بأنه وبانتهاء الدراسة ظهرت النتيجة بأن فقط 15% منهم كان وعيهم الذاتي عاليا، مما يعني أن هذه المهارة المهمة للغاية نادرة جدا في الواقع.

الوعي الذاتي هذا يجعلنا نفكر بالطريقة التي نفكر فيها، أي بمراقبة ذواتنا، وهذا للأسف ما لا نفعل عند مواجهتنا للمشكلات، التي نجعلها تتفاقم بسبب إصرارنا على تجاهل بوادر تأزم بعض المواقف في حياتنا، أو فشل بعض المشاريع التي استثمرنا فيها الكثير من الوقت والجهد والمال، بالتالي سنتمسك بها حتى النهاية متجاهلين النهاية الكارثية الظاهرة للعيان، وهي ما تسمى بظاهرة (مغالطة التكلفة الغارقة) نتيجة لجوء الإنسان بشكل عام إلى المبالغة في تعميم قاعدة (عدم الإسراف).

هذا الاستثمار في مشروع ما يجعل قراراتنا حتمية، وسنكابر عن رؤية الحقيقة ولن نسمح لأنفسنا أن نستمع لصوت العقل، الذي يدعونا للاستسلام والتسليم عن محاولاتنا المستميتة لمحاولة حل المشكلة، أومحاولة النظر لها من زوايا مختلفة، فنحن لا نريد أن نعترف لأنفسنا بالفشل، نريد أن نظهر دائما بمظهر الناجحين، التسليم بحد ذاته مهارة جميلة قل من يتقنها.