1215032
1215032
الرياضية

فنجاء يعود مسرعا.. وفي حقيبته درس الامتحان المنتظر

08 مايو 2019
08 مايو 2019

الطريق إلى دوري «عــمانتل» 1

عاش فريق فنجاء لحظات صعبة في مشواره الكروي الطويل وبين ليلة وضحاها وجد نفسه يهبط للدرجة الأولى بعد أن توج قبل شهور ببطولة دوري «عمانتل» وذلك نتيجة تقديمه مستويات فنية لا تعبّر عن قيمة الفريق الكبيرة ووضعيته في خارطة الكرة العمانية. أثار تراجع الفريق الأصفر وقتها في الموسم الماضي الكثير من علامات الاستفهام وفتح الباب أمام أسئلة مشروعة تدور في أذهان جماهيره والمراقبين عن أسباب هذا التحول الكبير والتراجع الفني في الأداء مقارنة بالموسم الماضي والمواسم السابقة.

يعتبر فنجاء من كبار أندية الكرة العمانية وأحد سفرائها في المشاركات الخارجية منذ سنوات طويلة منحته الخبرات التراكمية وسطع اسمه ليكون واحدا من الفرق التي يعوّل عليها كثيرا في نهضة وتطور الكرة وتحقيق الإنجازات المهمة.

تضرر الفريق مثله وغالبية الفرق في دوري المحترفين بعدم الاستقرار الفني وعانى كثيرا من تغييرات الأجهزة الفنية وهو ما أفقده الكثير من مواصفاته وحرمه من المحافظة على مسيرة ناجحة وصمود في وجه الظروف والعقبات التي تواجهها كل الأندية في السلطنة.

يمثل فنجاء أنموذجا للأندية التي تحمل هوية خاصة وبالتالي تنحصر مسؤولية إدارتها على أبنائها الذين يتوجب عليهم تقديم الدعم المعنوي والمالي والتعاون من أجل أن يستمر النادي محافظا على وجوده في القمة.

لم يطل فريق فنجاء البقاء في دوري الدرجة الأولى وعاد سريعا من خلال حجز أحد مقاعد الصعود مع السيب وفريق بهلا الذي توج بدرع الأولى.

الهبوط الذي عاشه فنجاء إدارة وجماهير كانت له تداعيات كبيرة وتأثيرات قوية تعادل حجم الهزة العنيفة التي عصفت بتاريخ النادي الكبير إلى المجهول وحاصرته بالإحباط ولذلك كانت الهبة قوية والإرادة أقوى ليتحمل نفر من رجالات النادي المسؤولية بكل شجاعة ويخططوا للعودة إلى الموقع الطبيعي في أسرع وقت وهذا ما تحقق رغم الصعوبات والظروف المعقدة التي يعيشها النادي.

وقفة وخطة

أثار التراجع الفني للفريق البطل حالة من القلق عند الإدارة التي كانت تتولى زمام الأمور وقتها لتترجل وتترك مقاعدها للجنة مؤقتة تدير تم اختيارها من شخصيات صاحبة تجربة وخبرة وبعضها كان ضمن الإدارة السابقة.

فرضت ظروف النادي وتداعيات الهبوط على الجمعية العمومية للنادي أن تسرع في البحث عن إجراءات انتخاب مجلس إدارة جديد يتولى المهمة وأن يجد حلولا للتحديات الكبيرة والمهمة الشاقة التي تتمثل في مسح الغبار عن الفريق وتجديد الدماء وإضفاء الحيوية ليعود فنجاء كما كان ينافس على البطولات ولا يرضى بالمراكز المتأخرة.

المخاوف كانت كبيرة في أن يكون ما حدث من تراجع بداية وعوارض للانهيار والتواري عن الأنظار لنادٍ رائد والخوف من أن يؤدي ذلك لنفور الإداريين وانتهاء حالة الاصطفاف حول النادي ورغبة العمل أو التعاون ثم يستمر التراجع حتى يزول كل البريق الأصفر إلى من دون رجعة في القريب العاجل.

وتنوعت اللقاءات والاجتماعات بين رجالات نادي فنجاء بهدف الاتفاق على صيغة توفر فرص جيدة لتجاوز الظروف الحالية والعودة بسرعة للتواجد ضمن أندية المقدمة وذلك عبر وضع خطة لإنقاذ النادي وتشكيل مجلس إدارة يستطيع التعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجه النادي.

تجديد الدماء

اتفق الجميع في نادي فنجاء على ضرورة التجديد في دماء الإدارة بما يوفر معادلة تمزج بين الشباب والخبرة ومحاولات ضم كوادر جديدة قيادية تمثل تيار الإصلاح والإنعاش مستفيدة من تجارب من سبقوها في العمل.

لم تمض الأمور سلسلة وسهلة في الحصول على موافقات كل الأسماء التي يمكنها أن تضمن حدوث الإنعاش عبر التغيير في الإدارة ولم يشهد باب الترشيح أي تنافس خاصة على مستوى المناصب القيادية وهو ما عكس وقتها نموذج العزوف الذي كان يخشاه جمهور فنجاء نتيجة الظروف الصعبة وتفرض على أي إدارة جديدة واقعا أكثر صعوبة في ظل العجز المالي الدائم والمتوالي من موسم لآخر بجانب الديون التي تكبل أي تحركات لتغيير الواقع.

تضحيات كبيرة

انتخب مجلس إدارة لنادي فنجاء إزاء أزمة الهبوط ولكن قبل أن يتحقق الاستقرار جاءت استقالة رئيس النادي ليتحمل نائبه سيف السمري المسؤولية ويتولى قيادة النادي في أصعب مرحلة وسعى واجتهد مع بقية أعضاء المجلس لترميم صفوف الفريق بعد أن فقد أعمدته الأساسية وكانت العودة فورا إلى موقع النادي في دوري الكبار تمثل الأجندة المهمة التي تتصدر عمل الإدارة ومن هنا بدأت الرحلة.

بدايات قوية

أظهر فريق فنجاء منذ أيامه الأولى في دوري الأولى بدايات قوية وكشف عن نوايا حقيقية لرغبته في العودة السريعة وأن لا تستمر فترة وجوده طويلا ويكون ضيفا فقط وليس مقيما وتم توفير عوامل النجاح عبر تعاقدات مع لاعبين جدد وتصعيد بعض العناصر الشابة التي أثبتت وجودها ومضت رحلة الفريق عبر نجاحات ونتائج إيجابية ضمن المجموعة الأولى ليصعد الفريق ثانيا في الترتيب بفارق نقطة عن نادي الوسطى الذي تصدر المجموعة.

مضى فريق فنجاء بخطوات واثقة في الأدوار الختامية واستطاع أن يتخطى عقبات كبيرة إلى أن نجح في النهاية بتأكيد حجزه وصعوده إلى الدرجة الأولى ولكنه لم ينجح في الفوز بدرع الدوري وتأكيد قدرته على حصد الألقاب أينما وجد كفريق كبير وعريق ويملك خزينة مليئة بالألقاب.

جدارة الكأس

برهن فريق فنجاء عن أفضليته وقوته التي ترجمت صعوده وعودته السريعة إلى مقعده مع الفرق الكبيرة فـــــي تحقيق نتائج إيجابية في بطولة الكأس واستطاع أن يتخطى منافسين أقوياء إلى أن وصل إلى المباراة النهائية ولعب أمام صور وكان قريبا من تحقيق اللقب...

لكنـــــــــه خســـــــــر في الشــــــوط الثاني بعد أن كان متقدما بهـــــــــــدف في الشوط الأول ليخسر بهــــــــــدفين مقابل هدف ويحل وصيفــــا في المسابقة الغالية ورغم الإخفاق إلا أنه كسب معنويات كبيرة تؤكد قدرته على العودة والبحث عن المزيد من الإنجازات.

استقرار إداري

تزامن صعود الفريق إلى الدوري مع استكمال مجلس الإدارة وانتخاب رئيس جديد للنادي وسد المقاعد الشاغرة ليصبح للنادي مجلس إدارة مكتمل ويضم عناصر صاحبة خبرة وتجارب وقدرات طيبة تملك القدرة بأن تضع النادي في الاتجاه السليم ليمضي بقوة في عودته ويتجاوز أي مخاطر تعيده من جديد لدوري الأولى.

وضعـــــــــت إدارة النادي خــــــــططا آنية تمثلت في دعم التشكيلة بعناصر مؤقتة لدوري الأولى وتسعــــــــى اليوم مع نهاية الموسم للتعــــــــــــــاقد مع لاعبين يصنعون الفارق الفني ويدعمون طموحات الجماهير التي تأمل أن ترى فريقها بوجه جديد في عودته ويثبت أقدامه عبر العطاء القوي والنتائج الطيبة.

قرارات وتعديلات

استبق مجـــــــلس الإدارة بــــــداية الموسم الجديد وشرع مبكرا في ترتيب أوراق فريقه حتى تأتي العـــــــــــودة تتناسب ومكانة فنجاء بين أندية السلطنة ونجاحاته وإنجازاته التي تضعه فـــــــــي قائمة أفضل الأندية وأصدرت الإدارة عـــــددا من القــــــــرارات التي من شأنها أن تمهد الطريق أمام الفريق ليعود قويا ولا يتعرض إلى مواقف محرجة مرة أخرى..

ومن المتوقع أن تجرى تعديلات كبيرة على قائمة اللاعبين وتشكيلة اللاعبين في مقدمتهم اللاعبون الأجانب مع الإبقاء على بعض العناصر خاصة الشابة التي أثبتت وجودها خلال مشاركاتها مع الفريق في دوري الأولى.

محك حقيقي

ينظر مجلس إدارة نادي فنجاء وجماهير النادي لما تعرض له الفريق من ظروف صعبة قادته للهبوط بأنه يمثل دروسا مهمة تستحق الوقفة والتأمل والقراءة بتمعن والحرص على الاستفادة منها حتى لا يتكرر السيناريو مرة أخرى ويقع النادي في الأمر ذاته في الموسم المقبل والذي ينظر له بأنه محك حقيقي يفرض ضرورة أن يظهر فنجاء منذ البداية بأنه عائد للبقاء وعدم التعرض لمشاكل جديدة تهدده بالهبوط.