1212464
1212464
العرب والعالم

القوات السورية تبدأ عملية عسكرية في حماة وإدلب

05 مايو 2019
05 مايو 2019

الجيش التركي يخلي نقاطه -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:

بدأت القوات الحكومية السورية عمليات عسكرية موسعة في محافظتي حماة وإدلب وسط سوريا ضد مسلحي المعارضة، وذلك بالتزامن مع بدء قيام الجيش التركي بإخلاء نقاط المراقبة التابعة له بريف حماة الشمالي الغربي.

وقال مصدر عسكري سوري: «تسعى المجاميع الإرهابية المسلحة المنتشرة في محافظة إدلب وما حولها لنقل المزيد من الأسلحة والزج بأعداد كبيرة من المسلحين لبدء هجومها في اتجاهي حماة واللاذقية، وقد استقدمت تعزيزات كبيرة من المسلحين إلى منطقة مورك لاستهداف مواقع الجيش العربي السوري والسكان المدنيين في المناطق المجاورة تنفيذا لأجندات خارجية تستهدف أمن السوريين جميعا».

وأكد المصدر أن «جميع تحركات المسلحين مرصودة، وتتم متابعتها لحظة بلحظة، وما يقومون به منذ أيام يؤكد أنهم بصدد تصعيد أعمالهم العدوانية التي ستكون بداية نهايتهم الحتمية والقريبة».

وكشف قائد ميداني، يقاتل مع القوات الحكومية في محافظة حماة، أن بداية العمليات العسكرية البرية ستكون على محور بلدات اللطامنة كفرزيتا مورك وكفرنبوده في ريف حماة الشمالي وستكون ضمن موجات محددة. وأضاف القائد العسكري، أن «التعزيزات العسكرية التي أرسلتها القوات الحكومية إلى جبهات حماة وإدلب هي الأكبر، حيث تم نقل الآلاف من الجنود والآليات العسكرية من مناطق درعا وريف دمشق وحمص إلى خطوط الجبهات». من جانبه، قال قائد عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» أن «فصائل المعارضة دفعت آلاف المقاتلين إلى جبهتي ريف حماة وإدلب».

وقال مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية: إن إطلاق العملية «يأتي بعد ساعات من المعركة التي بدأت في ريف حلب الشمالي من الجيش الوطني التابع للجيش السوري الحر، ما يشير ربما إلى تفاهمات بين روسيا وتركيا وفرض واقع جديد على الأرض، بما يتمثل بسيطرة القوات الحكومية على ريف حماة وبعض مناطق إدلب مقابل إطلاق يد تركيا في ريف حلب، وقد بدأ الجيش التركي بسحب نقاط المراقبة التابعة له في ريف حماة الشمالي الغربي».

وأضاف المصدر: إن «روسيا وتركيا تسعيان إلى سيطرة القوات الحكومية وتأمين طريق دمشق حلب وطريق حلب اللاذقية، وطريق حلب أعزاز، وصولًا إلى الحدود التركية».

ويسيطر عدد من فصائل المعارضة على ريف حماة وإدلب، وأبرزها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) والجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة وعدد من الفصائل الأخرى.

بينما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن تشكيلات مسلحة جنوب منطقة إدلب لخفض التصعيد، تحشد قواتها وتتوحد تحت قيادة «هيئة تحرير الشام»، ولا يستبعد أنها تستعد لشن هجوم واسع على حماة.

وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا، والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء فيكتور كوبتشيشين، في بيان صدر عنه مساء السبت: «يقصف المسلحون من الجانب الجنوبي بمنطقة إدلب لخفض التصعيد بشكل دوري مواقع القوات الحكومية المنتشرة في منطقة بلدتي محردة والسقيلبية (في محافظة حماة)».

وأضاف كوبتشيشين: «ومع ذلك تفيد المعلومات المتوفرة بأنه تلاحظ خلال الأيام الأخيرة في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا الواقعتين جنوب منطقة إدلب لخفض التصعيد، عمليات حشد لفصائل المسلحين التابعة لمختلف التشكيلات المسلحة غير الشرعية والتي تتوحد تحت قيادة تنظيم هيئة تحرير الشام».

وشدد مدير مركز حميميم على أنه «لا يمكن الاستبعاد أنهم يقومون بتشكيل مجموعة ضاربة من المحتمل أنها قد تهدف إلى التقدم نحو مدينة حماة».

وتشكل إدلب وريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وجزء صغير من ريف اللاذقية الشمالي منطقة «خفض تصعيد» بموجب اتفاقات تم التوصل إليها في إطار عمل منصة أستانا بين روسيا وتركيا وإيران، وتهدف إلى تفعيل نظام وقف إطلاق النار في هذه الأراضي.

وأكدت مصادر محلية في ريفي إدلب وحماة «للميادين نت» أن الغارات الجوية السورية الروسية المشتركة استهدفت خلال اليومين الماضيين أكثر من 100 هدف بشكل مركز للجماعات المسلحة.

وأشارت المصادر إلى أن الاستهدافات الجوية دمرت بشكل كامل عددًا من المراصد ومخازن السلاح والذخيرة للفصائل المسلحة، بالإضافة إلى تدمير عدد من المغارات كان يتحصن في داخلها المسلحون في ريف حماة وجبل الزاوية جنوب إدلب.

وأفادت المعلومات بأن إحدى الغارات دمرت أجهزة اتصال متطورة للجماعات المسلحة كانوا قد قاموا بتركيبها مطلع العام الحالي في قمة النبي أيوب في جبل الزاوية جنوب إدلب، بالإضافة إلى 3 مراصد لكشف حركة الطائرات قرب كفرنبودة و آخر في الهبيط والثالث قرب سراقب.

وكشفت المصادر عن قيام هيئة تحرير الشام بإخلاء معظم مقارها المعروفة في مدينة إدلب ونقل محتواها إلى المناطق الحدودية شمالاً والاكتفاء بنقاط الحراسة في محيطها، بالإضافة إلى إخلاء أحد أكبر المعسكرات في غابات الباسل غرب المدينة ونقل مقاتليه إلى خطوط المواجهة جنوب إدلب.

وبين المصدر إن رتلاً للحزب الإسلامي التركستاني قوامه عشرات الآليات خرج على دفعات ليلاً عبر أريحا اللاذقية وتوجه إلى قرى سهل الغاب الذي نفذ فيها سلاح الجو السوري الروسي المشترك سلسلة غارات جوية استهدف فيها عددًا من الأهداف ومنها قرب محطة زيزون الحرارية.