العرب والعالم

العراق يدعم الحل السلمي لإنهاء الصراع باليمن

02 مايو 2019
02 مايو 2019

تشكيل خلية مشتركة لملاحقة البغدادي -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي:-

أكد رئيس مجلس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، أن العراق يدعم الحل السلمي وكل المساعي العربية والدولية لإنهاء الصراع في اليمن. وقال مكتب الحلبوسي في بيان له: إن «رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي استقبل سفير الجمهورية العربية اليمنية في العراق أحمد علي مرمش». واستمع الحلبوسي خلال اللقاء إلى عرض عن الأزمة اليمنية، مؤكدًا أن العراق يدعمُ الحل السلمي وكل المساعي العربية والدولية؛ لإنهاء الصراع في اليمن، ويشجعُ على الحوار والمصالحة بين كلِّ الفرقاء، للحفاظ على وحدة نسيجه المجتمعي. كما قدَّم رئيس مجلس النواب التهاني للشعب اليمني بمناسبة انتخاب البرلمان الجديد ورئاسته، راجيًا أن يعود اليمن شعبًا واحدًا موحدًا.

من جانبه، أعرب السفير اليمني عن شكره وتقديره لتعاون العراق مع بلاده ومواقفه تجاه الأزمة فيها، راجيًا تقوية العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. في حين، التقى رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي رئيس تحالف الإصلاح والإعمار رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم.

وشهد اللقاء مناقشة مجمل مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والبرنامج الحكومي وتنفيذه والعمل الحكومي والتشريعي وأهمية السير قدما في مرحلة الإعمار والاستثمار وتوفير الخدمات وفرص العمل والحفاظ على الإنجازات التي تحققت.

كما جرى تقويم الحراك السياسي الحالي الذي يهدف للتصويب والتصحيح ووضع الأمور في نصابها الصحيح إضافة إلى التوجهات المقبلة التي تهدف لبناء البلد المؤسساتي وتحقيق تطلعات المواطنين. على الصعيد الأمني، كشفت خلية الصقور الاستخبارية، أن أغلب الإرهابيين الذين ذكرهم زعيم التنظيم المنهزم في العراق وسوريا «داعش» الإرهابي ابو بكر البغدادي في خطابه المسجل الأخير، قتلوا العام الماضي بضربة نفذتها مقاتلات القوة الجوية العراقية في الأراضي السورية. وقال رئيس الخلية ومدير عام استخبارات ومكافحة الارهاب في وزارة الداخلية ابو علي البصري، في تصريح صحفي، إن «ظهور المجرم إبراهيم البدري الملقب بـ«البغدادي» في التسجيل المصور الذي بث لمدة 18 دقيقة على احد مواقع داعش الإرهابي الالكترونية، كان يستجدي عناصره في الخارج للقيام بعمليات ارهابية».

وأكد أن «أغلب الأسماء الإرهابية ممن ذكرها المجرم البغدادي في خطاب الاستجداء، قد قتلوا العام الماضي خلال هجوم خلية الصقور بالتنسيق مع طائرات قواتنا الجوية (F16) على منطقة السوسة السورية». وزاد أن «اعتراف الإرهابي البغدادي بهزيمته في منطقة الباغوز السورية دليل على أن ضربة خلية الصقور للهدف الإرهابي كانت بمثابة ضربة استراتيجية ونفسية، وانهيار ما يسمى بالخلافة وقتل وفرار عناصره من ساحة المعركة في سوريا مما ساعد على دخول قوات قسد السورية إلى آخر جيب للتنظيم في الباغوز».

واكد البصري «تفكيك خلايا إرهابية في قضاء البعاج غرب نينوى خلال عملية انزال جوي نفذتها قوة محمولة جوا تابعة للخلية في الساعات الأخيرة من يوم الاثنين الماضي».

وأوضح أن «العملية النوعية التي كانت باسناد جوي من قبل قوات التحالف الدولي أسفرت عن اعتقال سبعة ارهابيين منتمين لداعش صدرت بحقهم مذكرات قبض بتهمة التهريب والنقل لعناصر التنظيم الإرهابي بين سوريا والعراق»، مبينا إن «الانزال الجوي كان بالتحديد على مجمع الصكار التابع لقضاء البعاج غرب نينوى».

وأكد الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية والجماعات المتطرفة، هشام الهاشمي، أن العراق يراقب منذ سبتمبر العام الماضي عبر خلية شكلت بين بغداد و واشنطن للبحث عن زعيم التنظيم المنهزم في العراق وسوريا «داعش» الإرهابي، مشيرا إلى أنه تم إسقاط 13 احتمالا عن أماكن وجوده من أصل 17 احتمالا.

وقال الهاشمي: إن «ظهور البغدادي على ما يبدو جاء لأسباب ضغط داخل التنظيم، حيث كانت الاستعدادات ضعيفة واقل جودة مما هو معروف عنها في مؤسسة الفرقان، العراق يراقب منذ سبتمبر 2018 ضمن خلية خاصة شكلت مع العمليات الخاصة الأمريكية للبحث عن البغدادي ونجحوا إلى هذه الساعة عن إسقاط 13 احتمالا عن أماكن وجوده من أصل 17 احتمالا، وأصبحوا قريبين جدا من حصر الاحتمالات بوجوده في صحراء الأنبار منطقة وادي حوران العراقية او بادية حمص السورية». وأضاف: «في الداخل السياسي العراقي ظهوره لَم يثر جدلًا كبيرًا وتراشقا بالتهم كما يحدث دائما في أوقات الأحداث الكبيرة النواب والساسة يرمون بالتهم والعتب بعضهم على بعض لكن ظهور البغدادي لم ينال هذا الاهتمام على ما يبدو، لانه ربما بالنسبة لهم ليس تهديدًا وجوديًا لهم كما كان سابقًا، وأكد البغدادي على مفردة حرب الاستنزاف في إشارة إلى عجز التنظيم عن التفكير بالسيطرة على أي منطقة في مناطق صراعه ولكنه لا يزال مصرا على إعادة التكوين»، وفقًا للهاشمي.

وتابع: «حاول البغدادي تنفيس الغضب والوجع الذي عانى منه أعضاء التنظيم في الباغوز من خلال الحديث عن عملياته الأخيرة في سيريلانكا والسعودية والتي دعاها بعمليات الثائر، اذ تسببت الظروف التي تعرض لها اعضاء التنظيم في الآونة الأخيرة بيأس كبير وأحباط شديد»، مشيراً إلى أن «البغدادي استخدم مصطلحًا جديدًا قد تكون له دلالات معينة في وقت ما وهو مصطلح (جزيرة محمد) رغم أن المصطلح السائد في خطاب الجماعات المتطرفة ومن بينها القاعدة هو (جزيرة العرب) وقد ورد هذا اللفظ في أحاديث نبوية، غير أن البغدادي كرر هذه المغردة عدة مرات ما يؤكد قصدية الاستخدام واحتمالية الدلالة باتجاه معين».

وزاد «نعم، ظهور البغدادي سوف يعط شحنة أمل لأنصاره ويكثف استجابتهم له ويبطل توسع عمليات الانشقاق والتمرد ويقلل من عتب وعدم رضا الاتباع عن غيابه الطويل وكذلك يبطل الشائعات التي تخبر عن خروجه بعيدا عن جغرافيا العراق وسورية»، على حد قوله.

وأظهر تسجيل مصور نشرته شبكة إعلامية تابعة لتنظيم داعش في وقت سابق، رجلا قالت إنه البغدادي، فيما وصف القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ظهور البغدادي بانها محاولة لدعم أنصار داعش، مؤكدا أن التنظيم سيحاول تنفيذ مزيد من الهجمات.