«شلالات جعفر» بوادي دربات.. ثروة مائية غير مستغلة

«وادي دربات» يجمع نسيم البحر والجبل ويعد مقصدا سياحيا بامتياز -

تغطية وتصوير - أحمد بن عامر المعشني -

لا تزال « شلالات جعفر» بوادي دربات بولاية طاقة بمحافظة ظفار تتدفق من ارتفاع ألف قدم، متجهة مياهها إلى البحر منذ ما يقارب العام، أي منذ تعرض محافظة ظفار إلى إعصار مكونو في مايو من العام الماضي 2018م، مشكلة بذلك بحيرات عميقة زرقاء في أسفل الشلالات. إلا أن واقع الحال ينم عن عدم الاهتمام بالشلالات، فلم تلتفت لها أي جهة رسمية أو أهلية للحفاظ على هذه الثروة المهدرة إلى البحر، حيث تعزف هذه الشلالات سمفونية رائعة مشكلة لوحة فنية في غاية الروعة والجمال ، جريدة (عمان) قامت بزيارة لهذه الشلالات والتقطت العديد من الصور المعبرة عن جمالياتها الساحرة، بالرغم من وعورة الطريق المؤدي الى أسفل الشلال الذي يأخذ منك أكثر من نصف ساعة على الأقدام للوصول الى أسفلها.

وخلال تواجدنا بالقرب من الشلال وجدنا بعض السياح العمانيين يلتقطون الصور وقد أبدوا لنا بعض الملاحظات حول أهمية تطوير هذه المنطقة سياحيا، وتوفير الخدمات الهامة بها ، ومنها عمل ممشى آمن على جانب الوادي من الجهة الشرقية لوعورة الطريق الذي يشق وسط الأشجار. وتزيد الخطورة في الموسم السياحي حيث تحدث العديد من الانزلاقات للسياح الذين يحبون الاقتراب إلى أسفل الشلالات، بالإضافة إلى عمل مواقف للمركبات تفي بأكبر عدد منها خاصة في أيام الموسم والإجازات. ففي الموسم السياحي تكون هناك زحمة شديدة ويحدث العديد من الحوادث المرورية. وكما هو معلوم بأن وادي دربات يتمتع بالعديد من المقومات السياحية الفريدة ، لما يحويه من حياة طبيعية كالملاجئ الآمنة للمواطنين والحيوانات وسلة غذاء على مدار العام قبل عقود قليلة، وهو نهر جار على مدار العام ما زال يفتقر الى الاهتمام به من قبل الجهات الحكومية المختصة من خلال استغلال هذا الوادي سياحيا ليكون رافدا اقتصاديا للمحافظة وللسلطنة عامة في ظل اهتمام الدولة بالبحث عن إيجاد مصادر دخل تعزز فيه مواردها، لا سيما في مجال صناعة السياحة.

ولن تجد زائرا أو سائحًا يزور محافظة ظفار إلا وفي أجندته زيارة هذا الوادي، وربما يوميا، مما جعل هذا الوادي مقصدا سياحيا وبامتياز، ويعتبر وادي دربات كذلك الوادي الوحيد في ظفار الذي يجمع نسيم البحر مع نسيم الجبل، ويعد ذلك لتواجده وسط المسافة بين الشاطئ الجنوبي وبين سلسلة الجبال المتاخمة له. وبذلك يعتبر فرصة فريدة للتمتع بأجواء متنوعة.

دربات أم رؤوم حانية

ولدربات دور أم رؤوم حانية في مواسم الفيضانات والأعاصير والعواصف المدارية حيث تجود بكهوفها وتجاويفها الصخرية ذات الهندسة الربانية الرائعة ومن مؤثرات عوامل النحت والتعرية التي تمارسها الطبيعة لتأوي السكان وممن يلوذون بها حيث توفر لهم الأمن والأمان هم وحيواناتهم من تلك الحالات الطبيعية - المعروفة لدى سكان ظفار - بلا من ولا أذى. ولدربات حضور في تاريخ محافظة ظفار حيث يصفها بعض الرحالة ممن زاروا ظفار بأنها مصدر مهم للمياه وموقعًا مثاليًا للإيواء في الحالات المناخية الطارئة ويعتقد البعض منهم بأنها كانت امتدادا طبيعيًا وعونًا سخيًا للأقوام التي سكنت بميناء سمهرم وشيدت حضاراتها وتاريخها انطلاقا منه حيث شكلت دربات معين ماء وغذاء وملجأ مثاليا لهم . ووادي دربات آية من الجمال الطبيعي التي وهبها الله لهذه المنطقة، من خلال التكوينات الجغرافية التي تكمن في روعة ما صاغته عوامل التعرية من نتوءات صخرية مختلفة مع ما أوجدته الحياة الطبيعية التي تتمثل في نمو الأشجار العالية الكثيفة والتي تحتضن بين أغصانها المورقة أنواعا مختلفة من الطيور والفراشات الجميلة إضافة إلى الأعشاب المزهرة بألوانها ذات التناسق البديع والتي تشكل بتكاملها لوحة طبيعية أبدعها الخالق في هذا الموقع من محافظة ظفار. ومع أهمية وادي دربات من جميع النواحي، هل يشهد في القريب العاجل اهتماما من الجهات المختصة، ليكون رافدا سياحيا هاما؟.