بلدة «البانة».. تاريخ موغل في القدم يحكي الأمجاد

عبري- العمانية: بلدة «البانة» إحدى القرى الجميلة التابعة لولاية عبري بمحافظة الظاهرة تبعد عن مركز المدينة حوالي 47 كيلو مترًا في الاتجاه الشرقي للولاية وهي قرية جبلية تحيط بها الجبال من جميع الاتجاهات، وبإمكان الزائر أو السائح الوصول إليها عبر طريق وادي «العين» حيث تبعد عن الشارع العام {مسقط - عبري} حوالي 35 كيلو مترًا.

وتاريخ بلدة «البانة» موغل في القدم يحكي للزائر عراقتها وفخرها بأمجاد ماضيها حيث توجد بها الجوامع القديمة كـ «جامع البانة» ومسجد «إلزام» والأبراج الأثرية مثل برج «الجامع» و«برج القرين» و«برج الجناة» و«برج السرحة» و«برج الوغلة» و«برج الزروب» و«برج الصباح» وغيرها.

يقول علي بن سعيد المقرشي أحد رشداء البلدة: إن قرية «البانة» حظيت بنصيب وافر من الخدمات الحكومية مثل الصحة والتعليم والطرق، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 4200 نسمة ويتمركز 90% منهم في مركز البلدة، والنسبة الباقية موزعة على المناطق الزراعية الخارجة عن المركز سواء في محيط المزارع أو بين السهول.

ويضيف المقرشي لوكالة الأنباء العمانية: إن أهالي البلدة بطبعهم الطيب وابتسامتهم المعهودة يستقبلون الزائر والسائح بالود والترحاب كميزة من ميزات الكرم التي يتحلى بها الإنسان العماني منذ القدم، مشيرًا إلى أن الأهالي في بلدة «البانة» شغوفون كثيراً بمهن الآباء والأجداد كمهنة الزراعة ويغرسون حب النخلة وحب الزراعة بشكل عام في أبنائهم، فترى الأطفال مع والديهم يقومون بمساعدتهم في ريّ المزروعات والأعمال الأخرى المتعلقة بالزراعة.

كما أن عددًا من الأهالي في البلدة يمارسون «مهنة الرعي» و»تربية المواشي» بمختلف أنواعها مثل الغنم والبقر والإبل نظراً لطبيعة البلدة الزراعية، وكذلك يزاول جزء منهم النشاط التجاري.

وتوجد في بلدة «البانة» مساحات زراعية شاسعة حيث البساتين الخضراء وواحات النخيل وأشجار المانجو والليمون والموز، إضافة لمساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالأعلاف الحيوانية كالذرة والبرسيم (القت) والحنطة وغيرها.

ويعتمد الأهالي في ريّ مزارعهم على مياه الأفلاج، حيث يوجد بالبلدة «فلج الحلو» وهو من الأفلاج الداوودية، وغزارة تدفق مياهه متوسطة لكنه لا ينقطع ودائم الجريان صيفاً وشتاءً، وكذلك «فلج المر» وهو عبارة عن مياه كبريتية تتدفق مياهها الحارة من باطن الأرض وهو أشبه ما يكون بعين الكسفة في ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، ومن مميزات هذا الفلج أن مياهه لا تنقص ولا تزيد سواءً مع وفرة الأمطار أو نقصانها، كما أنه يوجد في القرية عدد من العيون المائية كـ «عين المرة» التي صمم لها الأهالي قنوات صغيرة ودقيقة جداً نظراً لقلة مياهها. وبلدة «البانة» تتميز بواديها الجميل الذي لا تنقطع مياهه الجارية طوال العام، ويستمتع الزائر والسائح بذلك الوادي بصوت المياه بين الصخور وأصوات الطيور البرية التي تعتبر ميزة من ميزات الجذب السياحية لهذه البلدة الجميلة من داخل وخارج الولاية. الجدير بالذكر أن محافظة الظاهرة تتنوع فيها المكونات السياحية الطبيعية التي أنعم (الله) بها في كل مكان حتى أنه يُخيَل للسائح عند زيارته للكثير من المواقع السياحية في مختلف مواقع المحافظة وكأنه يتجول في لوحة طبيعية.