صحافة

الإسبانية: انتخابات تشريعية قد تحمل المفاجآت اليوم

27 أبريل 2019
27 أبريل 2019

سيعرف الإسبانيون نتائج اقتراعهم في الانتخابات التشريعية. إنها انتخابات مهمة يتنافس فيها تحالفان كبيران، الأول يساري بقيادة الاشتراكي بيدرو سانشيز رئيس الوزراء المنتهية ولايته، والثاني يميني ليبرالي بزعامة بابلو كاسادو. لكن يبدو أن لدى المراقبين قلقا من عملية إقصاء حزب «فوكس» اليميني المتطرف عن كل المناظرات التلفزيونية.

الصحف الإسبانية تناولت هذا الموضوع واعتبرت أن نتائج حزب «فوكس» سوف تحدد المسار السياسي الحكومي المقبل في إسبانيا. سيعرف الإسبانيون ما هي النتائج التي ترتَّبت عن إقصاء هذا الحزب المتطرف وعزله وحجبه عن كل المناقشات والمناظرات التلفزيونية. فهل سيتمكَّن هذا الحزب من تحقيق فوز ما، فقط بواسطة تواصله مع الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل سيكون تأثير وسيلة «الواتساب» أقوى من تأثير التلفزيون، كما كان الحال في البرازيل عندما فاز الرئيس بولسونارو، أو كما كانت الأحوال في بريطانيا عند الاستفتاء حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي؟ الآن إذا صدقت استطلاعات الرأي، فإنَّ اليسار الإسباني عائد إلى السلطة.

لكن في المقابل لا بد من توقُّع فوز جزئي لليمين المتمثّل بالحزب الشعبي والحزب الليبيرالي عندها لا مفر من التحالف مع اليمين المتطرف أي حزب فوكس وهذا التحالف سيكون سببا أساسيا بعودة اليمين إلى الحكم في المملكة الإسبانية. إذًا كل شيء يتوقَّف على كمية الأصوات التي سيحصل عليها المتطرفون اليمينيون الَّذين يُشعلون اجتماعاتهم بالموسيقى العسكرية.

جريدة البلد الإسبانية كتبت أنَّ الناخبين المؤيدين لليمين المتطرف يعتبرون أن الديمقراطية هي حرب ثقافية يمكن من خلالها الربح أو الخسارة. هنالك قسم من المجتمع يعتبر بالتالي أن العالم مقبل على تغيرات عميقة، ولا مكان فيه لأي حوار سياسي عقلاني، حر، مبني على قبول الآخر والاقتناع بالتعددية والحرية والعلمانية، وحرية التنقل، وإيجابيات السوق التجارية المشتركة. باختصار هنالك ثقافة سياسية متطرفة تظهر في أنحاء عديدة من العالم وهي لا تقتنع بالثقافة التوافقية.

يومية البلد الإسبانية تأسف أيضا لأنَّ السياسة الخارجية لإسبانيا كان لها دور ثانوي جدًا في الحملة الانتخابية، في حين أنَّ المستقبل الأوروبي هو في صميم كل المناقشات السياسية العميقة في مختلف بلدان أوروبا. كان من المفيد أن تتضمن المناظرات الانتخابية موضوعات تتعلق بدور إسبانيا المتوسطية داخل اتحاد أوروبي واسع.

كما كان من المفيد أن يتم تناول العلاقات التي يمكن لإسبانيا أن تنسجها بين أوروبا وأمريكا اللاتينية. هذه أسئلة غابت عن الحملة الانتخابية التشريعية الإسبانية.