العرب والعالم

5 قتلى و91 جريحا باشتباكات بين قوات حكومية في تعز

23 أبريل 2019
23 أبريل 2019

«هيومن ووتش»: الألغام في اليمن تقتل المدنيين وتمنع المساعدات -

عواصم -عمان - جمال مجاهد - (أ ف ب):-

قتل خمسة أشخاص وأصيب 91 بجروح باشتباكات في تعز جنوب غرب اليمن خلال الأيام الخمسة الماضية، بين جماعات مسلّحة موالية للحكومة المعترف بها دوليا تتقاتل في ما بينها لفرض سيطرتها على المدينة التي يحاصرها أنصار الله.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود على حسابها على تويتر أمس أنه منذ يوم الجمعة الماضي «اندلعت الاشتباكات العنيفة... داخل مدينة تعز، حيث استقبلت المرافق الطبية» التي تدعمها المنظمات 91 مصابا و5 قتلى.

وذكرت المنظمة أن الاشتباكات «تعرقل وصول المرضى والنساء الحوامل الى الرعاية الطبية».

وتدور المواجهات بين جماعات مسلّحة محليّة موالية للحكومة المعترف بها دوليا، بعضها متشددة، بهدف السيطرة على مدينة تعز، ثالث أكبر مدن اليمن الغارق في نزاع مسلح منذ 2014.

وبينما تتقاتل هذه القوات للسيطرة على المدينة، يفرض أنصار الله الذي يقاتلون القوات الحكومية منذ نحو خمس سنوات، حصارا على تعز.

من جهتها، قالت منظّمة «هيومن رايتس ووتش» إن استخدام قوات «أنصار الله» الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017 قتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظّمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة.

ويحظر القانون اليمني و«اتفاقية حظر الألغام» لعام 1997 استخدام الألغام المضادة للأفراد، واستخدمت الألغام المضادة للمركبات عشوائياً في انتهاك لقوانين الحرب، ما شكّل خطراً على المدنيين بعد فترة طويلة من توقّف القتال.

وأكدت وسائل الإعلام العسكرية التابعة لـ «أنصار الله» استخدام قواتها للألغام الأرضية والألغام البحرية. وقتلت الألغام الأرضية المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق 140 مدنياً على الأقل، من بينهم 19 طفلاً، في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018،

ووفقاً لـ موقع «مشروع رصد الأثر المدني»، وهو مصدر بيانات إنسانية، منعت الألغام الأرضية والأجهزة المتفجّرة اليدوية الصنع المنظّمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وأدّت إلى منع الوصول إلى المزارع وآبار المياه، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.

وقالت القائمة بأعمال مديرة برنامج الطوارئ في «هيومن رايتس ووتش» بريانكا موتابارثي أمس الأوّل: «لم تقتل وتشوّه الألغام الأرضية التي زرعها أنصار الله العديد من المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة. منعت الألغام أيضاً منظّمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين اليمنيين الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد».

وزار باحثو «هيومن رايتس ووتش» مدينة عدن الساحلية الجنوبية في فبراير 2019 وأجروا مقابلات مع مدنيين جرحوا بسبب الألغام الأرضية إضافة إلى مدنيين فارين من المناطق الملغومة، وعمّال الإغاثة، وأحد مهندسي التخلّص من الألغام من «المركز التنفيذي اليمني لمكافحة الألغام»، وحلّلوا مقاطع الفيديو والصور التي جمعوها في اليمن، واستعرضوا ما نشرته القنوات الإعلامية الحكومية والعسكرية التابعة لـ «أنصار الله».

وأفاد «المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام»، الذي ينسّق النشاط المتعلّق بالألغام، أن الجيش اليمني أزال 300 ألف لغم في جميع أنحاء اليمن بين 2016 و2018. ووثّقت «هيومن رايتس ووتش» سابقاً استخدام «أنصار الله للألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات بين 2015 و2018 في محافظات أبين وعدن ولحج ومأرب وتعز.

وقتل في النزاع بين القوات الحكومية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، وجماعة أنصار الله الذين سيطرون على مناطق واسعة بينها صنعاء، نحو عشرة آلاف شخص منذ بداية العمليات العسكرية في مارس 2015، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويعتبر مسؤولون في المجال الإنساني أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.

وتسبّب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، التي قالت إن أكثر من 24 مليون شخص ما زالوا يحتاجون الى مساعدة إنسانية، أي أكثر من 80% من السكان.