tonis
tonis
أعمدة

تواصل : تَنَدُّر ليوم ونصف !

23 أبريل 2019
23 أبريل 2019

تونس المحروقية -

hlaa202020 @ -

■ مشهد أول :

مسؤول حكومي يدلي بتصريحات على هامش مشاركته في فعالية معينة، ذلك النوع من التصريحات الذي يمس مصالح شريحة واسعة من المجتمع، يبدو ما قاله للفئة المعنية وكأنه يمن ببعض المزايا التي تقدم لهم من الحكومة ، أو يقول لهم :اشكروا الله على ما تحصلون عليه من خدمات وإننا لم نقم بإلغاء بعضها حتى الآن ، يتحدث بثقة في تصريحه ذلك ، تتناول الصحف الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ذلك التصريح ثم بعدها ولمدة يوم ونصف«تقوم الدنيا ولا تقعد» مثلما يقال في مصر.

■ مشهد ثان:

يتم إنشاء وسم في وسائل التواصل الاجتماعي يعبر عن سخط المجتمع على التصريح ، فهناك من يتندر ويقول: ان المسؤولين قد ضاقوا ذرعاً بنا ومطالباتنا التي لا تنتهي في مختلف المجالات وبالخدمات التي يقدمونها لنا عبر مؤسساتهم وبدأوا يعبرون عن استيائهم من مثل تلك التصريحات غير المعتادة، لذا فمن الأفضل لنا ولهم أن نترك لهم المكان ونغادر أو لا نطالبهم بشيء أبداً بعد الآن بينما هناك من يتساءل عما إذا كان المسؤولون عندما يعبرون عن تلك التصريحات الصادمة قد تم الإيعاز لهم بها من الحكومة أم أنها زلة لسان منهم وعدم تقدير للموقف باستخدامهم بعض العبارات المستفزة التي يدلون بها بدلوهم الذي يبدو أنه مثقوب!

■ مشهد ثالث:

نواب في مجالس تمثل المواطن يعلقون على ذلك التصريح ويبدأون في محاسبة المسؤول على الكلمات التي قالها عن طريق تغريدات لهم في تويتر ، يشعر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بغرابة الموقف فيعلقون : إذا كان كل ما يستطيع فعله ممثلو المواطن في هذه المجالس أن يكتبوا بعض الكلمات في منصات التواصل الاجتماعي دون أن يكون لهم موقف حاسم ينحاز للمواطن مستفيدين من أدواتهم التي تتيح لهم مساءلة ذلك المسؤول ، فما الفائدة إذاً من هذه المجالس والأموال التي تصرف عليها ، وعبارات مثل : صوتك أمانة التي يروج لها خلال كل فترة انتخابية .

أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي حراكاً جيداً في نقطة أن كل حدث أو قرار أو تصريح يصدر ويهم شريحة كبيرة من المجتمع لا يمر مرور الكرام حتى لو كان ذلك فقط بالثرثرة الطويلة والتندر الذي يمتد لأيام وتتنوع أساليبه دون أن يحدث بعده أي شيء يغير من شكل الحدث أو يطوره أو حتى ينتبه لمن أحدثوا ذلك الحراك النقاشي عبر تلك المنصات.

بعض تلك التصريحات غير المعتادة تصدر بين حين وآخر من بعض المسؤولين الحكوميين والذي يتنصلون من خلاله والمؤسسة التي يديرونها من مسؤولية العمل في مجال معين يرى الجمهور أنه من أساسيات عمل تلك المؤسسات العامة كما يلقون باللوم في تأخير تنفيذ قرار معين أو عدم العمل في شأن ما على الحكومة بشكل عام وليس على المؤسسات التي يديرونها ، يستخدمون كلمات تستفز مشاعر المواطنين في ذلك البلد ، كأن يمنوا عليهم بما تم تقديمه لهم وإن كان ذلك يحدث ربما بسبب عدم التمكن من معرفة أثر الكلمات المستخدمة في عباراتهم أو حتى قد تكون مقصودة ،من يدري ؟

هناك من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من يشعر في هذه المواقف أن هذا المسؤول لا يعيش في كــــوكب واحد مع الشريحة التي يصرح عنها ، إذ يبدو أن هناك انفصـــــــــالا تـــــــــــاما بين هؤلاء المســـــــــــؤولين وبين المواطنين العــــــــاديين حيث يفترض أنهم وضعوا في تـــــلك المسؤوليات ليرعوا مصالحهم ويهتموا بشــــــؤونهم ، لكن تصريحاتهم تعكس غير ذلك، هناك من يتساءل عما إذا كانت الحكومة هي من أوكلت إليهم مسؤولية الإدلاء بتلك التصريحات أم أن انفصال من أدلى بالتصريح عن واقع الفئة التي يتحدث عنها هي من أوقــــــعته في مطب تصريحه هذا ..

هناك من يسأل أيضاً عما إذا كانت الحكومة لا تتبنى ذلك الطرح ، لماذا لا تقوم بتأهيلهم وتمكينهم من استخدام المفردات والكلمات المناسبة التي يعبرون فيها عما يريدون إيصاله بطريقة تبدو دبلوماسية لا تستفز المواطنين ولا تدفعهم لإنشاء وسم في وسائل التواصل الاجتماعي يندبون فيه حظوظهم ويستخدمون عبارات للتعبير عما لايستطيعون قوله رداً على مثل تلك التصريحات.

بعد هذا كله هناك من يرى في بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إن بعض التصريحات تصدر قصداً كي تمنح مستخدمي تلك المنصات فرصة لإنشاء وسوم في مجال التصريح للإنشغال بها والتندر ليوم ونصف حتى موعد تصريح آخر مماثل !