1197949
1197949
العرب والعالم

رئيس المجلس العسكري السوداني يؤكد «التزام نقل السلطة إلى الشعب»

21 أبريل 2019
21 أبريل 2019

المعارضة شددت على تشكيل مجلس رئاسي بتمثيل محدود من الجيش -

الخرطوم - (وكالات): أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق الركن عبدالفتاح البرهان أمس أن المجلس ملتزم نقل السلطة إلى المدنيين تلبية لمطالب آلاف المتظاهرين.

وقال البرهان «المجلس ملتزم بنقل السلطة إلى الشعب»، وذلك في أول مقابلة متلفزة له منذ إقالة سلفه بعد أقل من 24 ساعة من توليه رئاسة المجلس العسكري عقب الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير.

وأضاف: إن المجلس سيرد خلال هذا الأسبوع على مطالب قادة الاحتجاجات.

وقال البرهان: إنه سيتم إرسال وفد إلى واشنطن لإجراء محادثات لرفع السودان عن القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

وصرح البرهان «سيسافر وفد إلى الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم لبحث رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب».

في المقابل علّقت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية (تحالف يضم تجمع المهنيين السودانيين مع خمس قوى معارضة) أمس المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي.

ووضعت المعارضة ثلاثة مطالب فورية لاستنئناف التفاوض من جديد هي الاعتراف بقوى الحرية والتغيير كممثل للحراك الثوري في السودان، وتسليمها السلطة لتعمل على تشكيل مجلس رئاسي فوري، وطالبت أيضا بإبعاد ثلاثة من عضوية المجلس العسكري قالت: إنهم يتبعون للنظام المخلوع، وهم رئيس اللجنة السياسية في المجلس العسكري عمر زين العابدين ومدير الأمن جلال الدين الشيخ، فضلا عضو المجلس الطيب بابكر.

ودعت قوى المعارضة المحتجين للاستمرار في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم لحين تحقيق كافة المطالب.

وقال بيان صادر عن قوى الحرية والتغيير تلقت وكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) نسخة منه أمس: إن قوى الحرية التمست في اجتماعها (الليلة قبل الماضية) مع المجلس العسكري عدم اعتراف بها كممثل للحراك الثوري في السودان وأشارت لمحاولات المجلس إعادة ما اسمته بالنظام البائد للسلطة عبر إشراك أتباع السلطة السابقة في ترتيبات الفترة الانتقالية.

وأضاف البيان: هناك محاولات من المجلس العسكري لفرض توافق ناعم مع ذيول النظام السابق في تشكيل السلطة المدنية عبر تشكيل لجنة تنسيقية تعيد هزل مسرحية الحوار الوطني للنظام البائد.

وشدد البيان على موقف قوى الحرية في تشكيل مجلس رئاسي بتمثيل محدود من الجيش، متهما المجلس العسكري بالالتفاف ومحاولة إحياء النظام السابق وإعادة عناصره للسلطة.

يذكر أن المجلس العسكري الانتقالي استلم السلطة بعد أن انقلب على النظام السابق وأجبر رئيسه عمر البشير على التنحي،على خلفية اعتصام مفتوح نفذه مئات الآلاف من المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني للمطالبة بإسقاط النظام.

وجلس عشرات المتظاهرين يطلقون الصفارات ويلوحون بالأعلام السودانية على جسر في موقع التجمع، ودقوا على أوانٍ معدنية بالحجارة، وقال متظاهر آخر هو البراء يوسف «سنبقى في الموقع حتى تتم تلبية جميع مطالبنا». وأمس الأول صرح أحمد ربيع العضو البارز في تجمع المهنيين السودانيين بأنه من الممكن أن يتأخر كشف تشكيلة الهيئة المدنية.

وأضاف ربيع «نحن نطلب من المجلس العسكري أن يحدّد لنا سقوفا زمنية حتى لا تطول الأمور»، مذكّرا بأنّه منذ الإطاحة بالبشير أجرى المجلس العسكري جولتين من المحادثات مع قادة الاحتجاجات.

وأضاف: إنه من المتوقع أن يؤدي تزايد الضغوط من الشارع والمجتمع الدولي إلى تسليم المجلس العسكري للسلطة خلال «أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع».

وقال ربيع أيضا «لقد أنهينا الجزء السهل (الإطاحة بالبشير) ونريد إزاحة النظام بكامله».

وذكر قادة الاحتجاجات أن المجلس المدني سيشكل حكومة انتقالية تحكم السودان لفترة أربع سنوات يليها إجراء انتخابات.

وقال المتظاهر إحسان عبدالله «كل ما نأمل به هو أن يحكمنا مدنيون ونتخلص من الحكم العسكري».

وأعرب العديد من المتظاهرين عن آراء مشابهة وهم يرقصون ويغنون ويهتفون بأناشيد ثورية أمام مقر الجيش الليلة قبل الماضية.

ولبّى المجلس العسكري حتى الآن عددا من مطالب المحتجين بينها اعتقال البشير، ورفع حظر التجول الليلي والإفراج عن العديد من المعتقلين السياسيين والمحتجين الذين سجنوا خلال التظاهرات.

وقال الصحفي السوداني البارز خالد تيجاني: إنّ قادة الاحتجاجات هم أيضا «في وضع صعب» يتعلّق بإتمام تشكيل المجلس المدني.

وأضاف تيجاني المحرر في صحيفة «إيلاف» الأسبوعية الاقتصادية «إذا لم تكن لديهم قائمة جاهزة بالأسماء فسيشكّل ذلك مؤشّرا سلبيا، ولن يصبّ في مصلحة الثورة».

كذلك، صدرت دعوات إلى تسليم السلطة لهيئة مدنية من المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة، وفي 15 أبريل هدد الاتحاد الإفريقي الذي يضم 55 دولة بتعليق عضوية السودان بنهاية الشهر في حال لم ينقل المجلس العسكري السلطة إلى مدنيين.

وأمس الأول زار رئيس الاتحاد موسى فقي الخرطوم وأجرى محادثات مع المجلس العسكري وبعض شخصيات المعارضة، إلا أنه لم يتم كشف أي تفاصيل.

وسترسل واشنطن ماكيلا جيمس، مساعدة وزير الخارجية إلى الخرطوم لتقييم الوضع على الأرض، وصرّح مسؤول أمريكي بارز طلب عدم كشف هويته بأنّ هدف واشنطن على المدى القصير هو «إخراج العسكريين من المشهد الرئيسي».

ودعا المسؤول السلطات الانتقالية إلى تمهيد الطريق «لحكومة ديمقراطية حقًا تعكس إرادة الشعب السوداني».

وأعلنت السعودية والإمارات أمس تقديم دعم مالي قيمته ثلاثة مليارات دولار للسودان، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.