1195536
1195536
العرب والعالم

«أوكسفام» تحذّر من عودة تفشّي الكوليرا وفرنسا تنفي استخدام أسلحتها

18 أبريل 2019
18 أبريل 2019

«أنصار الله» يعلنون تأمين جبهة العود والجيش اليمني يسيطر على مواقع في حجة -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد-(وكالات ) -

أعلن المتحدّث الرسمي باسم القوات المسلّحة (الموالي لأنصار الله) العميد يحيى سريع، «تطهير وتأمين جبهة العود في محافظة إب بالكامل ، إثر عملية عسكرية نوعية لأفراد الجيش واللجان الشعبية استمرت 72 ساعة».

وأوضح العميد سريع في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية (التي يديرها أنصار الله) أمس ، أن «أفراد الجيش واللجان الشعبية هاجموا القوات الموالية للشرعية في العود من ثلاثة مسارات ، الأوّل باتجاه سوق الخميس والثاني باتجاه الخط العام الواصل إلى عسق والمسار الثالث باتجاه الميمنة وصولاً إلى نجد سنف».

وأشار إلى أن العملية الهجومية التي استمرت ثلاثة أيام أسفرت عن «تطهير وتأمين أكثر من 30 موقعاً، من بينها جبهة العود التي أصبحت مؤمّنة بالكامل»، مبيّناً أن العشرات من القوات سقطوا بين قتيل وجريح وأسير، فيما لاذ من تبقّى منهم بالفرار، واغتنام عتاد عسكري كبير من مختلف الأسلحة.

وقال المتحدّث الرسمي للقوات المسلّحة ، «إن عمليات التطهير مستمرة لما تبقّى من جيوب القوات وملاحقة عناصرهم الفارّين».

ودعا أفراد القوات الفارّين إلى «تسليم أنفسهم للجيش واللجان»، مؤكداً أنه «سيكون لهم الأمان الكامل باعتبارهم مغرّر بهم».

ميدانيا أيضا تمكنت قوات الجيش الوطني الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي امس ، من السيطرة على مواقع جديدة من قبضة أنصار الله في محافظة حجة شمال غرب اليمن.

وقال بيان للمنطقة العسكرية الخامسة أطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن «الجيش الوطني بقيادة اللواء الركن يحيى صلاح قائد المنطقة ، وبدعم وإسناد من قوات التحالف العربي تمكن من السيطرة على قرى ووادي حبل الساحلي المحاذي لمرسى حبل ، والذي يربط بين مديريتي ميدي وعبس».

وأضاف أن «منطقة حبل والتي تبلغ مساحتها 20 كيلومترا مربعا ، تمت السيطرة عليها بشكل كامل في عملية مباغتة،«واستعادة عدد من الأسلحة المتنوعة بعد هروب تام لأنصار الله».

وكان الجيش الوطني قد سيطر مطلع الشهر الجاري على قرية الطينة والتي مهدت الطريق للسيطرة على وادي وقرية حبل.

وتخضع معظم محافظة حجة المحاذية للحدود السعودية ، لسيطرة مسلحي أنصار الله ، منذ عام 2014، في حين استطاعت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي، السيطرة على عدة مناطق هناك بينها ميدي وحيران وحرض.

من جهتها كررت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي امس أن الأسلحة التي باعتها فرنسا للمملكة العربية السعودية والإمارات «لا تستخدم بشكل هجومي في الحرب باليمن».

وكثيرا ما يشار بأصابع الاتهام إلى باريس خصوصا من الصحف ومنظمات غير حكومية ، بشأن مبيعاتها من الأسلحة للرياض وأبوظبي .

وقالت الوزيرة في مقابلة مع راديو كلاسيك انه «على حد علمي هذه الأسلحة لا تستخدم بشكل هجومي في هذه الحرب باليمن ولا يمكن بالتالي أن نقول بشكل تلقائي أن الأسلحة الفرنسية تسببت في سقوط ضحايا مدنيين في اليمن، على الأقل أنا لا أملك اثباتات على ذلك».

وكانت الوزيرة صرحت آخر يناير «ليس لدي علم بأن الأسلحة (الفرنسية) تستخدم مباشرة في هذا النزاع».

غير أن هذه الرواية الرسمية باتت موضع تشكيك اثر نشر الاستخبارات العسكرية مذكرة في اكتوبر 2018 تضم لائحة بالأسلحة الفرنسية المنشورة في اليمن من قبل الرياض وأبوظبي اللتين تشتريان أسلحة فرنسية.

من جهتها حذّرت منظّمة «أوكسفام» أمس من مغبّة عودة ارتفاع ما هو بالفعل أسوأ تفشّ للكوليرا بالعالم في الوقت الذي تعاني فيه المنظّمات الإغاثية باليمن من الوصول إلى قرابة 40 ألف شخص يشتبه في إصابتهم بالمرض.

وقالت المنظّمة في بيان صحفي إن القتال والقيود المفروضة على وصول المساعدات ، بما في ذلك القيود على نقاط التفتيش ومتطلّبات التراخيص التي تفرضها الأطراف المتحاربة ، جعلا الوصول إلى المناطق المتضرّرة أمراً في غاية الصعوبة.

وأوضحت: «تزايد بالفعل عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا، ومن المحتمل أن يفاقم موسم الأمطار الوشيك انتشار المرض ، وذلك بسبب الفيضانات وتلوث مصادر المياه».

وخلال الأسبوعين الماضيين من شهر مارس تم الإبلاغ عمّا يقرب من 2500 حالة مشتبه بها يومياً، وذلك يعد ارتفاعاً ملحوظاً عن الحالات المبلّغ عنها في فبراير هذا العام والتي وصلت إلى ألف حالة يومياً، كما يزيد بأكثر من عشرة أضعاف عن عدد الحالات المبلّغ عنها والوفيات المرتبطة بها خلال نفس الفترة من عام 2018.

وتوفي أكثر من ثلاثة آلاف شخص منذ بدء تفشّي المرض عام 2016، وفي ذروة تفشّي الوباء في يونيو من عام 2017، تم الإبلاغ عن سبعة آلاف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا يومياً، الأمر الذي وصفته منظّمة الصحة العالمية بأنه التفشّي الأسوأ في تاريخ البشرية.

وبحسب منظّمة «أوكسفام»، فإنه في حالة استمرار الإبلاغ عن الحالات الجديدة بنفس المعدّلات الحالية، فإن هذا الارتفاع المفاجئ والحاد لانتشار الوباء سيتجاوز عدد الحالات المبلّغ عنها مجملة لعام 2017.

وصرّح مدير مكتب منظّمة «أوكسفام» في اليمن محسن صدّيقي بأن «الشعب اليمني قد عانى بالفعل من أسوأ انتشار للكوليرا في التاريخ خلال أكثر من أربع سنوات من الحرب ، بالإضافة إلى انهيار الاقتصاد الوطني». وأضاف صدّيقي أن «مع انعدام الوظائف وعدم دفع الرواتب ، أصبح دور المنظّمات الإغاثية العاملة في اليمن لتزويد الناس بالمياه النظيفة والغذاء والمساعدة الطبية أكثر أهمية من أي وقت مضى، وباتت الصعوبات التي أدّت إلى تأخير وصول المساعدات تهدّد حياة أكثر من مليون يمني قد استنزفتهم بالفعل أربع سنوات من الحرب».

وتعمل منظّمة «أوكسفام» وشركاؤها المحليون في اليمن على منع انتشار الكوليرا في أجزاء من محافظات عمران وتعز والضالع، بما في ذلك نقل المياه الصالحة للشرب عبر الشاحنات ، بالإضافة إلى إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي وتوزيع الصابون ومساحيق الغسيل والأحواض وحافظات المياه، وتقوم المنظّمة كذلك بمساعدة السلطات الصحية وفرق الاستجابة المحلية على توعية المجتمع حول كيفية انتقال الكوليرا وأعراضها وكيفية الوقاية منها.