1188329
1188329
العرب والعالم

الأمم المتحدة: الوقت مازال متاحاً لوقف العنف.. و«الأوروبي» يجلي بعثته من طرابلس

11 أبريل 2019
11 أبريل 2019

القتال يودي بحياة 56 وقوى أوروبية تتصادم بسبب الصراع في ليبيا -

عواصم - (وكالات): قالت الأمم المتحدة أمس إن القتال بين قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) والقوات الموالية لحكومة طرابلس أسفر عن مقتل 56 شخصا وأجبر ستة آلاف آخرين على النزوح من ديارهم في العاصمة على مدى الأسبوع المنصرم، وذلك في وقت نشب فيه خلاف بين فرنسا وإيطاليا حول كيفية التعامل مع تجدد الصراع.

وبعد زحفها من جهة الجنوب، توقفت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر عند الضواحي الجنوبية لطرابلس على بعد حوالي 11 كيلومترا من وسط العاصمة.

وأثناء الليل، سمع مراسل لرويترز كان في وسط طرابلس أصوات إطلاق رصاص وانفجارات أثناء مواجهات بين قوات حفتر والقوات الموالية لحكومة رئيس الوزراء فائز السراج حول المطار الدولي السابق ومنطقة عين زارة.

وفي روما، طالبت إيطاليا، وهي المستعمر السابق لليبيا، فرنسا، التي تربطها علاقات وثيقة بحفتر، بالامتناع عن مساندة أي فصيل، وذلك بعدما قال دبلوماسيون إن باريس عرقلت إصدار بيان للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر لوقف الهجوم.

وقال ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء الإيطالي لراديو آر.تي.إل 102.5 «سيكون أمرا بالغ الخطورة إذا اتضح أن فرنسا عرقلت، لأسباب اقتصادية أو تجارية، مبادرة من الاتحاد الأوروبي لتحقيق السلام في ليبيا وساندت طرفا في القتال»، وأضاف «بصفتي وزيرا للداخلية فلن أقف موقف المتفرج».

ويقول مسؤولون ليبيون وفرنسيون إن فرنسا، التي تملك استثمارات نفطية في شرق ليبيا، سبق أن قدمت مساعدات عسكرية لحفتر خلال السنوات الماضية في معقله بشرق ليبيا. وتساند إيطاليا حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة.

وقال سالفيني إن فرنسا سحبت مؤخرا سفيرها من روما «لأسباب أقل أهمية بكثير» وذلك بعد لقاء جمع زعماء من حركة 5 نجوم شريكة حزب الرابطة الذي يقوده مع محتجين من حركة «ذوي السترات الصفراء» الفرنسية.

وأضاف «يعتقد البعض أن (التدخل العسكري الذي قاده حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام 2011) في ليبيا والذي شجع عليه (الرئيس الفرنسي السابق نيكولا) ساركوزي كان مدفوعا بمصالح اقتصادية وتجارية أكثر منه بالمخاوف الإنسانية»، وتابع «آمل ألا نرى نفس الفيلم يتكرر مرة أخرى».

وقالت مسودة بيان للاتحاد الأوروبي أمس الأول إن هجوم حفتر على طرابلس يعرض المدنيين للخطر ويعرقل العملية السياسية ويهدد بتصعيد ذي تبعات خطيرة على ليبيا والمنطقة. وأوقفت فرنسا صدور البيان.

وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية امس إن فرنسا لم تعترض على دعوات لحفتر لوقف هجومه لكنها طلبت فقط إدخال تعديلات تتضمن ذكر محنة اللاجئين ووجود متشددين تصنفهم الأمم المتحدة كإرهابيين ضمن القوات المناهضة لحفتر.

وقالت أحدث إحصائية للخسائر البشرية أصدرتها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن 56 شخصا قُتلوا أغلبهم مقاتلون كما أُصيب 266 آخرون في طرابلس. وأضافت أن بعض القتلى مدنيون وبينهم طبيبان وسائق سيارة إسعاف.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عدد الأشخاص الذين نزحوا من ديارهم تضاعف إلى مثليه خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية ليصل إلى ستة آلاف شخص.

وأجلى الاتحاد الأوروبي أمس من العاصمة الليبية طرابلس أفراد بعثته بسبب اشتداد القصف في المدينة، بحسب ما علم من مصدر أوروبي.

وأوضح المصدر أن أعضاء بعثة المساعدة التابعة للاتحاد الأوروبي من أجل إدارة مندمجة للحدود في ليبيا، غادروا «مؤقتا» طرابلس للعودة إلى تونس حيث مقر البعثة.

وشمل الإجلاء نحو عشرين شخصا.

من جانبها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ان الاتحاد يعبر عن «انشغاله للتطورات المقلقة جدا في ليبيا»، وجددت دعوتها لأطراف النزاع من أجل وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية.

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن «الوقت ما زال متاحا لوقف العنف في ليبيا وتجنب الأسوأ».

وأكد جوتيريش، في تصريح للصحفيين نشرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بعد مشاورات مغلقة قدم خلالها إحاطة لأعضاء مجلس الأمن الدولي حول زيارته الأخيرة لليبيا، عدم وجود حل عسكري للصراع الدائر في ليبيا.

وأشار جوتيريش إلى ما قاله عند مغادرة ليبيا قبل ستة أيام بشأن شعوره بالقلق إزاء احتمالات اندلاع مواجهات خطيرة في طرابلس وما حولها، وقال إن «هذا الشعور قد تأكد الآن».

وتابع: «ولكن الوقت ما زال متاحا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والأعمال العدائية وتجنب الأسوأ وهو معركة دامية كبرى للسيطرة على طرابلس، ما زال الوقت متاحا للإقرار بعدم وجود حل عسكري، الحلول السياسية هي الوحيدة التي يمكن أن تطبق في حالات مثل الوضع في ليبيا».

وأضاف: « آمل أن يكون هناك وقت للسماح لنا بالتحرك قدما بالعملية السياسية، وأود الإعراب عن إعجابي الكبير بالعمل الشجاع الذي يقوم به على الأرض ممثلي الخاص غسان سلامة».

وأكد جوتيريش أنه سيبذل كل مساعيه الحميدة لدعم جهود السيد سلامة، معرباً عن القلق بشأن وضع اللاجئين والمهاجرين العالقين في هذا الوضع الذي وصفه بالرهيب.