ali
ali
أعمدة

أوراق : المستهلك الضحية

10 أبريل 2019
10 أبريل 2019

علي بن خلفان الحبسي -

رغم الجهود التي تبذلها الهيئة العامة لحماية المستهلك عبر كافة قنوات فروعها المنتشرة في محافظات السلطنة، إلا أن التجاوزات من قبل بعض المؤسسات التجارية ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة بالمستهلكين مستمرة، سواء أكانت هذه التجاوزات من صغار التجار أو حتى من المؤسسات التجارية الكبيرة أو مقدمي الخدمة للجمهور، ورغم العقوبات الرادعة إلا أن المسلسل مستمر، وربما تحتاج هذه المؤسسات إلى سن قوانين أكثر صرامة وردعا في المستقبل لكي تكبح جماح تلاعبها، فربما الغرامة كما يرونها أمر مقدور عليه بحكم ربحيتها المرتفعة، ومن وجهة نظري المتواضعة ونظر الجمهور من المستهلكين، خاصة إذا كان الطرف الأول من المؤسسات التي تديرها بعض القوى العاملة الوافدة، أن يكون الإبعاد أكثر رادعا من غرامة المال، خاصة مع تنامي تلاعب هذه القوى العاملة بأي شكل من أشكال الغش وارتفاع الأسعار.

والمستهلك يكون ضحيةَ عندما يرتفع سعر الوقود أو ارتفاع اليد العاملة أو عندما ترتفع الإيجارات وغيرها، وستجد في غضون أيام قيمة السلع في الأسواق مرتفعة، وعندها سترى حجم المنتج يقل أو تقل جودته، حيث ستعمل هذه المؤسسات في البحث عن سبل بديلة لتعويض بدل الفاقد، والحل الأخير من وجهة نظرها هو المستهلك، وتتفنن بعض المؤسسات في كيفية التلاعب والغش، وبعض السلع القادمة من الشركات تجدها اليوم بأحجام كبيرة للعبوات فيما تحتوي منتجات قليلة تحت أوهام «الزيادة المجانية والتنزيلات» أو أن تربط سلعة جديدة بأخرى شارفت على الانتهاء.

ومن الملاحظ أن بعض المنتجات في المؤسسات التجارية الكبيرة أقل سعرا من المحلات التجارية الصغيرة، في الوقت نفسه ليس بمقدور كل مستهلك أن يصل إلى هذه المراكز التجارية فيستعين بمحلات الحارة الصغيرة، فيما تكون الحجة الواهية أن المحلات التجارية تشتري السلع بكميات كبيرة بينما التاجر الصغير يشتري السلعة عبر سيارات متجولة تديرها قوى عاملة وافدة، وهذه السلع يتناقلها عشرات التجار حتى تصل إلى الدكان الصغير، لأن التاجر الصغير ليست لديه إمكانيات المؤسسات الكبيرة بأن يشتري السلعة مباشرة من الشركات الكبرى، وبالتالي من سيدفع فارق كل هذه المراحل؟ انه المستهلك الضحية والحلقة الأضعف.

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم لماذا لا يتاح للتاجر الصغير أن يشتري مباشرة من الشركات الكبيرة؟ ولماذا كل هذه العراقيل؟ وإلى أين ستذهب بنا شركات المواد الغذائية، خصوصا الشركات المباشرة المتعلقة منتجاتها بصحة المستهلك؟ وكما يقال «ما خفي أعظم» ستكتشفه حماية المستهلك آجلا أم عاجلا سواء من الغش التجاري أو التلاعب في السلع وغيرها من الممارسات التي يدفع ثمنها المستهلك دائما سواء من حيث القيمة أو حتى من سلامة وجودة ما يقدم.

أخيرا قال مارك توين: واهمون وخائبو أملِ، أولئك الذين يقضون فترة الحياة يحصدون ويكدسون المزيد من الثروة أكثر مما يحتاجون، ليكتشفوا بعد فوات الأوان، أن كُل المال الذي في العالم لن يشتري حبّة من السعادة.