1185634
1185634
عمان اليوم

«البلديات الإقليمية» تناقش أفضل الطرق لضمان توفير أغذية آمنة ومغذية وتطبيق قوانين سلامة الغذاء على الصعيدين الوطني والعالمي

09 أبريل 2019
09 أبريل 2019

في حلقة عمل بعنوان «حـالات التسمـم الغذائي: التقصـي والتوثيـق» -

كتبت- مُزنة بنت خميس الفهدية -

قال سعادة حمد بن سليمان الغريبي وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لشؤون البلديات الإقليمية «إن ازدياد حالات الإصابة بالتسممات الغذائية على المستوى الدولي يأتي نتيجة لعدة عوامل كظهور ميكروبات جديدة مسببة للأمراض، وزيادة مقاومة هذه الميكروبات لطرق وعمليات الحفظ الحديثة، والتداول غير الصحي للأغذية، وتدني مستوى الوعي لدى بعض المستهلكين ومتداولي الأغذية، وعدم تحمل بعض الشركات المنتجة للأغذية المسؤولية الكاملة لضمان وتأمين سلامة منتجاتها».

وأوضح سعادته في حلقة العمل التي عقدت أمس بقاعة معهد النفط والغاز بمجمع الابتكار مسقط بجامعة السلطان قابوس بعنوان «حـالات التسمـم الغذائـي: التقصـي والتوثيـق» «أن بيانات حالات التسمم الغذائي المرصودة من مختلف دول العالم أظهرت أن (السالمونيلا، والإيشيرشيا كولاي وليستيريا مونوسايتوجينس) هي من أكثر الميكروبات المسببة لحالات التسمم الغذائي على المستوى الدولي. وأشار إلى أن تنظيم هذه الحلقة ضمن فعاليات أسبوع سلامة الغذاء لعام 2019م تأتي بهدف تعزيز الوعي المعرفي وتدريب المعنيين بالجهات الرقابية وشركات ومؤسسات القطاع الخاص العاملة في مجال سلامة وجودة الغذاء على المعايير والإرشادات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية لتقصي وتوثيق حالات التسمم الغذائي، والاطلاع على أحدث المستجدات وتبادل الخبرات والتجارب العلمية والعملية في هذا المجال وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين من مختلف الجهات ذات العلاقة. وتضمنت الحلقة التي أقيمت تحت رعاية سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط ضمن فعاليات أسبوع سلامة الغذاء الذي تنظمه وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه خلال الفترة من (7-11) أبريل الجاري على عدد من المحاور أبرزها أساسيات التسمم الغذائي، وظهور ميكروبات التسمم الغذائي في الأغذية ، والعبء الاقتصادي للتسممات الغذائية، إلى جانب مناقشة التداول الآمن للغذاء ونظام صحة متداولي الأغذية القياسي، وتحديات تطبيق المواصفة القياسية للحدود الميكروبية في الأغذية ومعايير وإرشادات منظمة الصحة العالمية لتقصي حالات التسمم الغذائي.

التداول الآمن

من جهته استعرض الدكتور إسماعيل بن محمد البلوشي أستاذ مساعد بقسم علوم الأغذية والتغذية بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس في ورقة له «التداول الآمن للغذاء وسياسة النظافة الشخصية القياسية» تطرق فيها إلى مفهوم التداول الآمن للغذاء ومتطلباته وآثار التداول غير الآمن للغذاء، إضافة إلى العوامل التي تساهم في التسمم الغذائي والوصايا الخمس لضمان مأمونية الغذاء، كذلك درجة الحرارة الصمام الآمن لسلامة الغذاء وسياسة النظافة الشخصية لمتداولي الأغذية القياسية. وعلى هامش حلقة العمل قال الدكتور محمد بن خلفان الخصيبي رئيس قسم العلوم الأغذية والتغذية بجامعة السلطان قابوس « تُشكل حالات التسمم الغذائي تحديا كبيرا محليا وعالميا وإقليميا وبالتالي تأتي حلقة العمل حالات التسمم الغذائي بالكثير من الأهمية لمعرفة العوامل والتحديات ونشر الوعي حول هذه الحالات» موضحا أن الغذاء يمر بحلقة طويلة ابتداء من المنتجين ثم المتداولين وصولا للتخزين والنقل وبالتالي تصل للمستهلك وجميع هذه المراحل تتسبب في التسمم الغذائي.

أوراق العمل

اشتملت حلقة العمل على جلستي عمل ، جاءت الجلسة الأولى بعنوان«أساسيات التسمم الغذائي : المخاطر والأعباء» ، وناقشت عدة أوراق عمل من بينها «عوامل الخطر الناشئة في سلامة الأغذية وحلولها المبتكرة فيما يتعلق بالملوثات الكيميائية في الأغذية » التي قدمها الدكتور أمانت علي من قسم علوم الأغذية والتغذية بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس وناقشت المخاطر الصحية الناجمة عن التلوث الكيميائي وما يشمله من المواد الكيميائية البيئية، والمواد السامة التي تحدث بشكل طبيعي، والمواد الكيميائية المهاجرة من مواد التعبئة والتغليف، ومخلفات المبيدات الحشرية والأدوية البيطرية وغيرها من المواد الكيميائية الزراعية، وأوضحت الورقة أن الغذاء يمكن أن يتلوث في العديد من المراحل من المزرعة إلى الشركة ، كما أن تركيز المواد الكيميائية في الغذاء يحدد مدى حدة المخاطر الصحية، حيث إن جودة الأغذية وسلامتها يمكن أن تتأثر من خلال إضافة بعض الإضافات والمغذيات النباتية والتعرض للإشعاع، كما أن معرفة كيفية تدخل هذه الملوثات الكيميائية في سلسلة الإمداد الغذائي يحدد مستوى المخاطر المرتبطة بها وكيفية الحد من هذه المخاطر مع توسع تجارة الأغذية العالمية، كما أوضحت الورقة أن سلامة الأغذية أصبحت مصدر قلق مشترك بين جميع دول العالم والتحديات المتزايدة من قبل المستهلكين في توفير الغذاء السليم والآمن والمغذي بتكلفة معقولة وأي إهمال في هذا الصدد قد يؤدي إلى نتائج وخيمة من حيث المخاطر الصحية والأمن الغذائي للسكان، وأنسب الطرق لضمان توفير أغذية آمنة ومغذية هي تعزيز نظم المراقبة المنتظمة، وتطوير طرق للتطبيق المنهجي لتحليل المخاطر، وتقييم مخاطر واستراتيجيات إدارة المخاطر، ونقل المعلومات في الوقت المناسب للتطوير وتطبيق قوانين سلامة الغذاء على الصعيدين الوطني والعالمي.

التسمم بالمعادن

فيما قدم هيكتور في نابون من شركة ألفا موفيمنت ورقة عمل بعنوان « التسمم بالمعادن الثقيلة-الخطر المخفي في أدوات الطبخ في منزلك»، من جانبه قدم الأستاذ الدكتور سيف بن ناصر البحري من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان« السموم الميكروبية وتطبيقات التقنية الحيوية في الأغذية» استعرض فيها أنواع السموم الميكروبية وآثارها المترتبة على صحة الإنسان وطرق فحصها، إضافة إلى تطبيقات التقنيات الحديثة المستخدمة في استكشاف وفحص عينات الأغذية مخبريًا.

تفشي الحالات

أما ورقة العمل التي قدمها الدكتور محمد بن حمد الرزيقي باحث مشارك بقسم السياسة الغذائية لعلوم الأغذية والتغذية بجامعة السلطان قابوس بعنوان «التكاليف المترتبة على تفشي حالات التسمم الغذائي: التأثير المضاعف » فتطرقت إلى التكلفة المرتبطة بتفشي الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية حيث إنها تشمل كلاً من تكاليف الرعاية الطبية، بالإضافة إلى التكاليف غير الطبية للأعمال التجارية التي تم خسارتها والدعاوى القضائية وفقدان الدخل للضحايا والعاملين في إنتاج وتوزيع الأغذية المتأثرين في مستويات شركات الخدمات الغذائية.

تقنيات تعيين الميكروبات

فيما ناقشت الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان «تقنيات تعيين الميكروبات الممرضة وحالات التسمم الغذائي في سلطنة عمان» عدد من أوراق العمل من بينها» استخدام التقنيات الجزيئية لتعزيز سلامة الأغذية» التي قدمها الدكتور علي بن مسعود الصبحي من قسم علوم المحاصيل بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس حيث ناقش فيها العلاقة بين الغذاء وصحة المجتمع، مؤكدا أن قضايا سلامة الأغذية تتطلب أقصى درجات الاهتمام، حيث إن الكائنات الدقيقة الغذائية تشكل دورا رئيسيا في سلامة الأغذية وصناعة الأغذية، وقد استخدمت التقنيات الكيميائية الحيوية والمورفولوجية والفسيولوجية للكشف عن الكائنات الدقيقة الغذائية وتصنيفها وتحديدها؛ كما أن تطبيقات التقنيات الجزيئية للكائنات الدقيقة الغذائية فتحت أساليب جديدة لتحسين طرق الكشف والتصنيف، خاصةً مع الكائنات التي لا يمكن استزراعها في وسائط اصطناعية مثل الفيروسات، مما ساعد في فهم علم الأحياء الدقيقة الخاصة بالغذاء في مجالات الكشف والتصنيف وتسلسل الجينوم وكذلك تفاعلات الميكروبات الغذائية، بالإضافة إلى تطوير التقنيات الجزيئية لتحديد الأغذية المعدلة وراثيا، حيث إن دقة الكشف عن الأحياء الدقيقة للأغذية وتحديد هويتها وتصنيفها قد تحسنت بشكل كبير وذلك باستخدام تقنيات تفاعل البلمرة المتسلسل.

الإشريكية القولونية

وأوضحت ورقة العمل حول « الكشف عن الإشريكية القولونية الممرضة المنتجة لسموم الشيغا» التي قدمها إسماعيل مروح خليفة من شركة بيومريكس أن الإشريكية القولونية هي جرثومة توجد عادة في أمعاء البشر والحيوانات ذات الدم الحار ومعظم سلالاتها غير ضارة ومع ذلك فبعض السلالات مثل جرثومة الإشريكية القولونية المنتجة لذيفان الشيغا يمكن أن تسبب أمراضا وخيمة منقولة بالأغذية، فهي تنتقل إلى البشر في المقام الأول عن طريق استهلاك الأغذية الملوثة، مثل منتجات اللحوم المفرومة النيئة أو غير المطهوة جيدا، والخضراوات والبراعم النيئة الملوثة. كما أوضح أن أعراض المرض الذي تسببه الإشريكية القولونية المنتجة لذيفان الشيغا تتمثل في المغص البطني والإسهال الذي قد يتطور في بعض الحالات إلى إسهال دموي (التهاب القولون النزفي)، كما قد تحدث الحمى والقيء، وقد تتراوح فترة الحضانة ما بين 3 و8 أيام، وتستمر في المتوسط 3 أو 4 أيام.

حوادث التسمم

وقدمت الدكتورة نادية بنت محمد الحجرية من وزارة الصحة ورقة عمل بعنوان« حوادث التسمم الغذائي البحري في عام 2018م» تطرقت من خلالها لأبرز ثلاث حالات للتسمم الغذائي حدثت في السلطنة وكيف تم التعامل معها.

وجاءت ورقة عمل الدكتورة زهرة بنت سليمان الخروصية من جامعة السلطان قابوس حول «حالات التسمم الغذائي في سلطنة عمان» بهدف تسليط الضوء حول أعداد حالات التسمم الغذائي التي تم الإبلاغ عنها حسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وجاءت ورقة العمل الأخيرة بعنوان «التقصي الطبي لحالات التسمم الغذائي» قدمها الدكتور بركاش من وزارة الصحة.

9 أوراق عمل

وتختتم حلقة العمل اليوم بعقد ثلاث جلسات تتضمن تسع أوراق عمل تتناول عددا من المحاور من بينها تقصي حالات التسمم الغذائي في السلطنة والمخاطر التي يمكن أن تهدد سلامة الغذاء والطرق القياسية لتقصي حالات التسمم الغذائي وتأمين سلامة الغذاء.