1183000
1183000
الاقتصادية

مركز السلامة المعلوماتية يتلقى 1414 بلاغا للابتزاز الإلكتروني خلال العام الماضي

07 أبريل 2019
07 أبريل 2019

في ظل زيادة مستخدمي شبكات التواصل -

حوار - حمد بن محمد الهاشمي -

شهدت السنوات الماضية زيادة كبيرة في عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وتزامن معها زيادة مماثلة في جرائم الابتزاز الإلكتروني وضحاياها، ووفق الإحصائيات الرسمية تم العام الماضي الإبلاغ عن 1414 حالة ابتزاز إلكتروني، وهو ما يتطلب الحاجة إلى نشر الوعي بين المستخدمين حول كيفية استخدام هذه الشبكات وأبعادها، والثغرات التي يمكن للمبتزين استغلالها لاصطياد الضحايا وابتزازهم.

وفي هذه المقابلة مع «جريدة عمان »، تكشف لنا عزيزة بنت سلطان الراشدية مديرة خدمات الأمن السيبراني الاحترافية بالمركز الوطني للسلامة المعلوماتية في هيئة تقنية المعلومات المقصود بالابتزاز الإلكتروني وكيف يتم اصطياد الضحايا، مؤكدة على أن التوعية من قبل كافة الجهات المعنية وعدم الرضوخ لهذا الابتزاز من قبل الضحية يلعبان دورا أساسيا في الحد من هذه الجرائم.. وإليكم تفاصيل الحوار..

ما المقصود بالابتزاز الإلكتروني؟ وما هو دوركم في التوعية بهذه الجرائم؟

القانون العماني يعرّف الابتزاز الإلكتروني بأنه تهديد ‏شخص ‏أو ابتزازه لحمله على القيام بفعل أو امتناع عنه، ولو كان هذا ‏الفعل أو الامتناع عنه مشروعا.

ونحن نؤمن بأن التعامل مع جرائم الابتزاز الإلكتروني يتطلب تعزيز الوعي بالأمن المعلوماتي لدى جميع مؤسسات الدولة المختلفة وأفراد المجتمع، ولهذا فإننا نحرص على نشر تلك الثقافة من خلال البرامج والحملات التوعوية المستمرة، حيث ينفذ المركز الوطني للسلامة المعلوماتية برنامج «وعي»، والذي يستهدف الوزارات والمؤسسات الحكومية، ويسعى المركز من خلاله إلى تفعيل برنامج موحد من خلال تنفيذ حلقات وندوات توعوية مختلفة لتعزيز الوعي والثقافة بالأمن السيبراني، والمخاطر الأمنية المعلوماتية، والتعرف على أفضل الممارسات الأمنية لتجنب هذه المخاطر، وتقليل آثارها في المؤسسات الحكومية لضمان استمرارية الأعمال، وتقليل الخسائر المصاحبة لهذه المخاطر بما يتماشى مع استراتيجية عمان الرقمية للتحول إلى مجتمع معلوماتي آمن.

من جانب آخر يواصل المركز برنامج «سفراء السلامة المعلوماتية» الذي تم إطلاقه في 2011، والذي يهدف إلى بناء مجتمع معرفي للسلامة المعلوماتية بالسلطنة، حيث يقوم كل عضو بالمشاركة في تحقيق رؤية المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالهيئة، وأن يكون سفيرًا للسلامة المعلوماتية على جميع المستويات، العامة والأكاديمية والاختصاصية، ويشارك سفراء السلامة المعلوماتية في نشر الثقافة بالأمن السيبراني، وعلى المجتمع أن يساندنا في هذا الواجب فالأسرة والمدرسة والمجتمع جميعهم مسؤولون معنا في توعية أبنائنا، بمن يتربصون بهم خلف شاشات حواسيبهم وأجهزتهم الذكية.

كم يصل عدد البلاغات الخاصة بالابتزاز الإلكتروني؟ وكيف يمكن للضحية التصرف في حالة تعرضها لهذه النوعية من الجرائم؟

عدد البلاغات التي تعامل معها المركز الوطني للسلامة المعلوماتية خلال العام الماضي بلغت 1414 حالة ابتزاز إلكتروني، وشهد شهر أكتوبر من العام الماضي تسجيل أعلى معدل حالات الإبلاغ عن الابتزاز الإلكتروني، حيث وصلت الحالات إلى 191 حالة ابتزاز إلكتروني تم التبليغ عنها، بينما تم في يناير 2018 تسجيل 113 حالة إبلاغ و79 في فبراير و58 في مارس و112 في أبريل، كما سجل شهر مايو 163 حالة، ويونيو 129 حالة، ويوليو 117 حالة، وسجل أغسطس 68 حالة، وسبتمبر 133 حالة، وأكتوبر 191 حالة ابتزاز إلكتروني، فيما سجل نوفمبر 94 حالة، وشهر ديسمبر 157 حالة ابتزاز إلكتروني.

أما بالنسبة للتصرف الأمثل، فنحن في هيئة تقنية المعلومات دائما ما ندعو جميع من تعرض لعملية الابتزاز الإلكتروني إلى عدم التردد في الإبلاغ لدى المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالهيئة، كما ننصح بعدم التواصل مع المبتز حتى عند التعرض لضغوطات شديدة، وعدم تحويل أي مبالغ مالية، أو الإفصاح عن أرقام البطاقات المصرفية، وكذلك تجنب المشادات مع المبتز وعدم تهديده بالشرطة، وفي الوقت ذاته الاحتفاظ برسائل البريد الإلكتروني أو أي نوع من الرسائل لاستخدامها كدليل في وقت لاحق، وللتبليغ عن حالات الابتزاز الإلكتروني نرجو التواصل مع المركز الوطني للسلامة المعلوماتية عبر الخط الساخن 24166828 أو البريد الإلكتروني [email protected].

ما هي عقوبة الابتزاز الإلكتروني في القانون العماني؟ وما أهم النصائح التي توجهونها لمستخدمي وسائل التواصل من أجل تجنب الوقوع في الابتزاز الإلكتروني؟

يحدد قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات عقوبة الابتزاز الإلكتروني في المادة 18 من القانون، والتي نصت على أنه «يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة لا تقل عن ألف ريال عماني ولا تزيد على ثلاثـة آلاف ريال عماني، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يستخدم الشبكة المعلوماتية أو وسائل تقنية المعلومات في تهديد شخص أو ابتزازه لحمله على القيام بفعل أو امتناع ولو كان هذا الفعل أو الامتناع عنه».

الابتزاز الإلكتروني يأتي عن طريق قيام بعض الأشخاص من خلال قبول صداقة أشخاص مجهولين بالنسبة لهم، والرد عليهم ومحادثتهم سواء بالكتابة أو عبر محادثة الفيديو وهي منافذ جيدة للمبتزين، كما أن مشاركة المعلومات والصور الشخصية مع الآخرين - حتى وإن كانوا معروفين- في فضاء الإنترنت يمثل مشكلة أخرى، حيث يمكن للآخرين اعتراض تلك الصور أو الوصول إليها بسهولة ثم استخدامها بأشكال سيئة، ومن الثغرات الأخرى التي يجب الانتباه لها استخدام كلمات مرور سهلة، وخاصة في شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر، أو تصفح المواقع غير الموثوقة، وبالأخص المواقع الإباحية، حيث غالبا ما يكون هدف هذه المواقع تتبع المستخدمين وسرقة بياناتهم.