أفكار وآراء

تقدم مفاوضات الحرب التجارية بين أمريكا والصين

06 أبريل 2019
06 أبريل 2019

واشنطن ـ وكالات -

تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول عن تقدم في المفاوضات المكثفة مع بكين التي يفترض أن تنهي الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، لكنه رفض إطلاق أي تكهنات حول نتائجها، في حين دعا الرئيس الصيني من جهته إلى «الإسراع في الانتهاء من المفاوضات»، في رسالة أبلغها لترامب عبر ليو هي، كما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة.

وقال الرئيس الأمريكي إن «اللقاء مع الصين كان نجاحا كبيرا»، مشيرا بذلك إلى المحادثات خلال الأسبوع الجاري في العاصمة الأميركية في إطار جولات المفاوضات التي تنظم بالتناوب في بكين وواشنطن منذ بداية العام الحالي.

وصرح ترامب «لا أريد التكهن باتفاق أو عدم اتفاق لكننا حققنا تقدما كبيرا»، موضحا أن «أصعب نقطتين تم التفاوض حولهما وبنجاح كبير لبلدنا». لكنه لم يذكر تفاصيل عن هاتين النقطتين.

وفي مقابلة مع قناة «بلومبرغ» التلفزيونية قبيل ذلك، تحدث لاري كادلو أكبر مستشاري ترامب الاقتصاديين في الاتجاه نفسه.

وقال كادلو إن المحادثات التي تواصلت «مثمرة جدا وتجعل الأمور تتحرك في الاتجاه الصحيح»، مؤكدا في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة لم تحدد أي جدول زمني للمفاوضات.

ورفض كادلو أيضا الدخول في التفاصيل لكنه تحدث عن «تقدم حول عدد كبير من القضايا مثل التحقق (من تطبيق الاتفاق بعد توقيعه) وسرقة الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا والمساهمات في الشركات والإنترنت والمواد الأولية».

ونشر البيت الأبيض بيانا يؤكد أنه ما زال «عمل مهم» يجب إنجازه. وقال إن «مسؤولي وأعضاء الوفدين سيبقون على اتصال لتسوية المشاكل المتبقية».

وكان ترامب قد رفض الخميس تحديد موعد للقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ لتوقيع اتفاق بين البلدين بالأحرف الأولى والتفاوض على الأرجح حول النقاط العالقة.

وقال ترامب الخميس «إذا توصلنا إلى اتفاق فستعقد قمة»، معتبرا أن الأسابيع الأربعة المقبلة ستسمح برؤية أوضح.

ووفق وكالة أنباء الصين، فقد أكد المفاوض الصيني ليو هي أن الطرفين «توصلا إلى تفاهم جديد حول المسائل المهمة» المتعلقة بالاتفاق الذي يجري التفاوض عليه.

وقابل كبير المفاوضين الصينيين، بالإضافة إلى لايتهايزر، الأربعاء والخميس وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن.

وتطالب واشنطن التي تريد تحقيق التوازن في مبادلاتها التجارية مع الصين، بتغييرات «هيكلية» في النظام الاقتصادي الصيني الذي تسيطر عليه حتى الآن مؤسسات عامة مدعومة من الدولة.

ويندد ترامب باستمرار بالخلل في الميزان التجاري بين الشريكين الاقتصاديين. وتضخم عجز الولايات المتحدة التجاري مع الصين أيضاً العام الماضي بنسبة 11.9% ليبلغ 419.16 مليار دولار.

ولم يكف ترامب منذ أشهر عديدة عن إرسال مؤشرات متضاربة. فهو تارةً يرحب بالتقدم الحاصل في المفاوضات، وطورا يلوح بخطر عدم توقيع اتفاق.

وقال محذرا من جديد الخميس «يجب أن يكون اتفاقاً جيداً. إذا لم يكن الاتفاق جيداً، فلن نوقع عليه».

ورأى ممثل التجارة الأمريكي وكبير المفاوضين الأمريكيين روبرت لايتهايزر من جهته أنه لا يزال هناك نقاط خلافية «عديدة» يجب معالجتها بدون أن يفصّلها.

ولإجبار بكين على تغيير ممارسات تراها واشنطن «غير منصفة»، رفعت الولايات المتحدة في 2018 الرسوم على ما قيمته 250 مليار دولار من البضائع من 10 إلى 25%.

وهدد دونالد ترامب بفرض ضريبة على كل الواردات الصينية التي بلغت 539.5 مليار دولار في 2018. وردت بكين بفرض رسوم على ما قيمته 120 مليار دولار من الواردات الأمريكية.

وترغب الصين في رفع كامل أو جزئي لتلك الرسوم لتوقيع الاتفاق، لكن الولايات المتحدة تريد الإبقاء عليها أو على جزء منها إلى حيت التأكد من أن بكين نفذت حقاً الإجراءات التي تمت الموافقة عليها.

- تعليق الضرائب؟ - في بادرة حسن نية، أعلنت الحكومة الصينية الاثنين أنها ستبقي على تعليق الضرائب الجمركية الإضافية التي تستهدف قطاع السيارات.

وعلقت تلك الرسوم الجمركية الإضافية التي تبلغ نسبتها 25% بادئ الأمر في ديسمبر لثلاثة أشهر لإتاحة المجال أمام الطرفين للتفاوض بأجواء هادئة.

وتشمل المحادثات «مشاكل لم تتم تغطيتها من قبل»، كما أكد الأربعاء لاري كودلو، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، ذاكراً مسائل سرقة الملكية الفكرية، والجرائم الإلكترونية، والرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية.

وأضاف «نأمل في الاقتراب أكثر (من التوصل لاتفاق) هذا الأسبوع».

وفي ختام مفاوضات الأسبوع الماضي في بكين، أكدت واشنطن أن المباحثات كانت «بناءة»، لكن بدون أن تعطي تفاصيل عن طبيعة التقدم الذي تم تحقيقه.

وبحسب صحيفة «فايننشال تايمز» فإن المسائل الأساسية العالقة قد تمّ حلّها، لكن المفاوضات تتعثر بشأن وسائل التحقق من تطبيق الاتفاق.

وأكد نائب رئيس غرفة التجارية الأمريكية المكلف الشؤون الدولية مايرون بريليانت «وصلنا إلى المرحلة النهائية». وأضاف «انتهينا من 90% من الاتفاق، لكن العشرة بالمائة المتبقية هي الأصعب. إنه الجزء الأكثر حساسية ويجب أن يقوم الطرفان بتنازلات».

والتزمت بكين برفع وارداتها من السلع الزراعية الأمريكية، مثل الصويا، أو من منتجات الطاقة القادمة من الولايات المتحدة.

وحذر لايتهايزر ومنوتشن أكثر من مرة من أن أي اتفاق يجري التوصل إليه يجب أن يتضمن آليات تطبيق الاتفاقية، والإجراءات التي تسمح بالتحقق من تطبيقها كما هو منتظر.