العرب والعالم

العملية الانتقالية السياسية «أكبر تحد» يواجه الجزائر

03 أبريل 2019
03 أبريل 2019

باريس - (أ ف ب) - غداة استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أصبحت العملية «الانتقالية السياسية» في الجزائر «أكبر تحد» تواجهه الجزائر، بحسب مدير «مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي والمتوسط» في جنيف حسني لعبيدي.

ويقول رئيس المركز إن على الجيش الآن تفادي القيام بأي «خطوة ناقصة» في مواجهة شارع يطالب بـ«وجوه جديدة» على الساحة السياسية.

- ماذا تواجه الجزائر بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟

+ «إن رحيل بوتفليقة يفتح المجال أمام لاعبَين هما المؤسسة العسكرية والشارع الجزائري. وهو يظهر قطيعة بين الجيش و(القطب الرئاسي) بعد سنوات طويلة من دعم الجيش لبوتفليقة ودعم الشعب للجيش.

إنه انتصار أول (للجيش) لكنه ليس نهائيا إذ إن العملية الانتقالية السياسية هي التحدي الأكبر.

لقد أصبح الشارع الجزائري اللاعب الجديد على الساحة السياسية الجزائرية. وهو لن يتوقّف عند هذا الحد. سيطالب بترجمة سياسية لهذه الاستقالة.

يواجه الجيش خطر خسارة هيبته في حال ارتكب خطوات ناقصة خلال العملية الانتقالية. لا نعلم الكثير عن نواياه في ما يتعلّق بإدارة البلاد في مرحلة ما بعد بوتفليقة. هل سيبقي على الحكومة الحالية، أم على طرح بوتفليقة عقد ندوة وطنية أم لديه خارطة طريق خاصة به؟».

- أي عملية انتقالية تتوقعون؟

+ «يريد الجيش تفادي حصول فراغ، بتسليم مقاليد السلطة في البلاد لرئيس مهمته إدارة العملية الانتقالية. يبدو لي أن هذا هو المخطط.

المؤسسة العسكرية (ستريد) البقاء فوق التجاذبات وليس لديها المقومات اللازمة لكي تدير (بنفسها) العملية الانتقالية السياسية.

إن المهل قصيرة جدا لاقتراح تعديلات على قانون الانتخاب. في الوقت نفسه يمكن لإرادة سياسية صلبة أن تقود إلى رئيس منتخب بالاقتراع العام وإلى انتخابات حرة. الانتخابات الرئاسية أقل تعقيدا من الانتخابات التشريعية».

- ما البديل السياسي، من هم اللاعبون، وأي أحزاب قد تبرز؟

+ «هناك شخصيات سياسية مهتمة بالمنصب (رئاسة الدولة) كل من كانوا مرشّحين في الانتخابات السابقة مثل علي بنفليس (رئيس الوزراء السابق والمنافس السابق لبوتفليقة).

المحامي مصطفى بوشاشي يحظى بتأييد الشارع، كما أن ترحيبه بموقف الجيش من شأنه طمأنه المؤسسة العسكرية.

الأحزاب السياسية كلها إما أبعدها بوتفليقة عن الساحة السياسية وإما قوّضها النظام من الداخل. لكن الزخم الديمقراطي في الشارع يعطيها فرصة مهمة لاستعادة حضورها وإجراء عملية تحوّل. يمكن أن تصبح أحزابا مهمة.

رجال الأعمال الذين كانوا يتمتّعون بنفوذ كبير بفضل وسائل إعلامهم سيغيّرون انتماءهم أو سينسحبون من الساحة السياسية لرؤية الأمور بشكل أوضح.

من المهم للسلطة الجديدة، وإن كانت انتقالية، أن تحاول إجراء مفاوضات وتسويات مهمة لتفادي تصفية حسابات وخروج العملية السياسية عن مسارها».